ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[10 - May-2010, مساء 01:04]ـ
هذا موضوع للدكتور من موقعه، وعلى هذا الموضوع ردود بلغت - إلى الآن - 46 ردًّا، يمكن الاطلاع عليه هنا أو في موقع الدكتور السالم، على الرابط:
http://qiraatt.com/vb/showthread.php?p=830#post830
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الإمام الشاطبي رحمه الله ورضي عنه في سورة الأنعام:
1 - وحرفي رأى كلاً أمل مزن صحبة ... وفي همزه حسن وفي الراء يجتلى
2 - بخلف وخلفٌ فيهما مع مضمر ... مصيب وعن عثمان في الكل قللا
3 - وقبل السكون الرا أمل في صفا يد ** بخلف وقل في الهمز خلف يقي صلا
المعنى باختصار:
أن الفعل " رأى " إما أن يكون الحرف الذي بعده:
أ - ضمير، نحو:" رءاها " و: "رءاه "
ب - حرف متحرك غير ضمير نحو: " رأى كوكباً"
ت - حرف ساكن نحو " رأى القمر"
بيّن الإمام رحمه الله أن ألمرموز له بالميم من كلمة " مزن " وهو ابن ذكوان عن ابن عامر، وبكلمة " صحبة " وهم الكوفيون غير حفص: شعبة وحمزة والكسائي، قرؤا هذا الفعل في صورتيه " أ – ب " بإمالة الحرفين فيه: يعني إمالة الراء والهمزة.
وأن المرموز له بالحاء من كلمة " حُسْن " وهو أبو عمرو البصري قرأ بإمالة الهمزة فقط، وهذا يعني أنه يقرأ الراء بالفتح.
ثم أضاف الإمام وجهاً آخر عن أحد راويي أبي عمرو وهو المرموز له بالياء من كلمة " يجتلا " وهو السوسي، وهو وجه إمالة الراء أيضاً، وهذا يعني أن للسوسي وجهين:
أ - فتح الراء وإمالة الهمز كالدوري.
ب - إمالة الحرفين: الراء والهمزة كابن ذكوان وصحبة.
بعد ذلك أشار رحمه الله إلى وجه آخر لابن ذكوان وهو الخلف له في الفعل " رأى " إذا كان مع ضمير نحو " رآه " و " رآها "، وأن الراوي الذي اسمه " عثمان " وهو ورش رحمه الله قرأ هذين النوعين بالتقليل في الحرفين.
أما البيت الثالث والأخير فهو لبيان الحكم في الفعل " رأى " الذي بعده ساكن نحو " رأى القمر " فبين أن أصحاب الرموز على التوالي: ف – ص – ي، وهم حمزة وشعبة والسوسي قرؤا بإمالة الراء، وأن الأخير منهم وهو السوسي له الخلاف فيه بين الفتح والإمالة.
ثم ختم البيت ببيان أن السوسي وشعبة لهما الخلاف أيضاً في الهمزة، فنتج من هذا:
1 - السوسي له الوجهان في الراء والهمزة.
2 - شعبة له الوجهان في الهمزة، وله الإمالة قولاً واحداً في الراء.
هذا بيان آمل أن يكون موضحاً لما في هذه الأبيات من غموض عند المبتدئ في الشاطبية.
لكن:
هل ما ذكره الإمام الشاطبي رحمه الله هنا مقروء به ومسلّم له؟
الجواب:
نظرياً:
يرى العبد الضعيف أن الأولى أن يكون كل ما ذكره الشاطبي مقروءاً ومسلّماً له به.
أما " عملياً ":
فالمتأخرون وخاصة أصحاب منهج " التحريرات " قد ردوا بعض ذلك وجعلوه غير مقروء به، وحجتهم في هذا أن ذلك " زيادات " من القصيد وهو " الشاطبية " على " أصلها " وهو " التيسير "، وهم في هذا متبعون للإمام ابن الجزري رحمه الله كما سيأتي.
وقبل مناقشة هذه المسألة أبين أولاً ما هي الأوجه الممنوعة التي لا يقرأ بها مما ذكره الشاطبي، مقتصراً على رواية " السوسي " وتاركاً رواية " شعبة " إلى وقت لاحق إن شاء الله، فأقول والله الموفق:
1 - الفعل " رأى " الذي بعده متحرك نحو " رأى كوكباً " يمتنع للسوسي وجه إمالة الراء، يعني: ذكرُ الشاطبي الخلاف للسوسي في " الراء " غير معتبر، فلا يقرأ له إلا بوجه واحد وهو فتح الراء وإمالة الهمزة، أما الوجه لآخر وهو إمالة الحرفين فلا.2 -
2 - الفعل " رأى " الذي بعده ساكن نحو " رأى القمر " يمتنع للسوسي وجه الإمالة سواء في الراء او الهمزة، يعني: لا يقرأ له إلا بالفتح في الحرفين.
الخلاصة:
قول الشاطبي رحمه الله " وفي الراء يجتلا بخلف " وقوله: الرا أمل ... يد بخلف وقل في الهمز خلف يقي " قول غير معتبر وغير مقروء بما تحته من أحكام.
س: ما هي العلة التي من أجلها امتنع هذان الوجهان له رحمه الله؟
¥