(قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آَلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) يا لها من قسوة!!! يا لها من معادلة جائرة!!! هذه نهاية الداعية الصبور مع والده السنّور بله السنّور يتميّز عنه بالوفاء و الطّواف لقوله صلى الله عليه و سلم (انها من الطوافين عليكم و الطوفات) الزائرين و الزائرات ...
(قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) بعد كل هذا الجفاء يبق الخليل رحيما كريما ... انه امّة لوحده ....
قصة الخليل مع ابيه قصة تحمل البلسم الشافي لمن ابتلي بوالد كوالد ابراهيم, و ظلّت هذه الايات سلوى في وجه الحرمان تدور مع كاتب هذه السطور قراءة و تدبرا حتى هدى الله والدي من وقود النار و انقذه من لهيب جهنم فلله الحمد ....
و عندما كان ابراهيم عليه السلام في اعلى مقامات البرّ مع والده الشقي ابدله الله تعالى باسماعيل ذبيح الرحمن في اعلى مقامات البرّ حيث قال: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) و هل جزاء الاحسان الا الاحسان!!!!
و لما كانت مناداة الاباء لبنيهم على شكلين مختلفين كانت مناداة الابناء على نفس المنوال, فاحداهما نداء اسماعيل لابيه (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) في غاية التسليم و الانصياع ...
و الاخرى (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43)
و الفرق بين هذا كله ان يوسف عليه السلام من اهل يعقوب عليه السلام لانه عمل صالح ... و والد ابراهيم ليس من اهله انه عمل غير صالح .... و اسماعيل من اهل ابراهيم انه عمل صالح .... و ولد نوح ليس من اهله انه عمل غير صالح و ذلك قوله تعالى (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46)
و فيصل هذا و ذاك انه من عمل عمل اهل الجنة فهو عملٌ صالح ينفعه نسبه و حسبه و الا فلا ....
عود على بدء:
يَا أَبَتِ .... و هذه احد اللغات حول المنادى المضاف و هي عشرة لغات منها الضعيف و منها الصحيح و اليكم سرد لها بعد تلخيصها من كتاب (النحو الوافي لصاحبه عباس حسن):
1 - حذف الياء مع بقاء الكسرة \ يا أبِ\
2 - بقاؤها مع بنائها على السكون في محل جر\يا أبِيْ\
3 - بقاؤها مع بنائها على الفتح في محل جر\ يا أبَتِيَ\
4 - قلب الياء الفا و حذف الالف و ترك الفتحة \يا أبَا \ و تجوه ان تلحقه عند الوقف هاء السكت \ يا أبَاه\
5 - بناؤها على الفتح بعد فتح ما قبلها ثم قلبها الفا و حذف الالف و ترك الفتحة قبلها دليلا عليها \ يا أبَ\
6 - حذف الياء مع ملاخظتها في النية و بناء المنادى على الضم \ يا أبُ\
7 - حذف ياء المتكلم و الاتيان بتاء التأنيث الحرفية عوضا عنها مع بناء هذه التاء على الكسر \يا أبَتِ\
8 - او على الفتح \يا أبَتَ\
9 - او على الضم\ياأبَتُ\
10 - الجمع بين تاء التأنيث و الف بعدها اصلها ياء المتكلم \ياأبَتَا\
11 - و بقيت هذه الصورة الضعيفة جدا و خصها بعضهم للضرورة الشعرية: الجمع بين التاء و ياء المتكلم \ياأبَتَى
إِنِّي رَأَيْتُ .... لم يضف رؤياه الى رؤيا ليليّة, لان مضمون ما رآها لا يكون عيانا فهو فوق عادة البشر و لذا ليس من الداعي ان يقول (رأيت فيما يراه النائم .... ) و الامر يختلف لو كان غير محال في اليقظة فلا بدّ ان يلتزم مقولة _ رأيت فيما يراه النائم ... او ما ينوب عنها ....
أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ....
¥