(تنبيه: حديث ابن عباس في هذا من هذا الوجه أغفله المزي فلم يذكره في ترجمة طاوس لا في رواية بن جريج عنه ولا في رواية عطاء عنه بل لم يذكر لواحد منهما رواية عن طاوس وكذا صنع الحميدي فلم يذكر طريق طاوس عن ا بن عباس هذه لا في المتفق ولا في أفراد البخاري لكن تبين من مستخرج أبي نعيم أنه من رواية ا بن جريج عن طاوس فإنه أخرجه من مسند أبي يعلى قال حدثنا أبو الربيع حدثنا حماد بن زيد عن بن جريج عن عطاء عن جابر قال وحدثنا حماد عن بن جريج عن طاوس عن بن عباس ولم أر لابن جريج عن طاوس رواية في غيرهذا الموضع وإنما يروي عنه في الصحيحين وغيرهما بواسطة ولم أر هذا الحديث من رواية طاوس عن بن عباس في مسند أحمد مع كبره والذي يظهر لي أن بن جريج عن طاوس منقطع فقد قال الأئمة أنه لم يسمع من مجاهد ولا من عكرمة وإنما أرسل عنهما وطاوس من أقرانهما وإنما سمع من عطاء لكونه تأخرت عنهما وفاته نحو عشرين سنة والله أعلم)
انتهى الفتح (5/ 138)
ومن يعرف منهج البخاري وتحريه في السماع يعرف مراد البخاري
تنبيه:
قال الذهبي - رحمه الله في ترجمة ابن جريج في السير (وطاووس حديثا واحدا قوله)
وكأن الامام الذهبي لم يستحضر رواية البخاري وقت كتابته ترجمة طاوس
وما أشار إليه الذهبي
قال ابن سعد
(وأخبرنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن بن جريج عن طاوس قال ما رأيت رجلا أعلم من ابن عباس)
ولابن جريج حديث آخر رواه عن طاوس
في الفتح (3/ 552)
(قوله: (باب النحر في منحر النبي صلى الله عليه وسلم بمنى) قال ابن التين: منحر النبي صلى الله عليه وسلم عند الجمرة الأولى التي تلي المسجد انتهى.
وكأنه أخذه من أثر أخرجه الفاكهي من طريق ابن جريج عن طاوس قال " كان منزل النبي صلى الله عليه وسلم بمنى عن يسار المصلي".
قال وقال غير طاوس من أشياخنا مثله وزاد " وأمر بنسائه أن ينزلن جنب الدار بمنى، وأمر الأنصار أن ينزلوا الشعب وراء الدار".
قلت: والشعب هو عند الجمرة المذكورة.)
-----
أخرج البخاري في الصحيح
2609 حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جُبَيْرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ فَعَلِقَهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ فَوَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَعْطُونِي رِدَائِي لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلاً وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا
قال البخاري في التاريخ الكبير:
(عمر بن محمد بن جبير بن مطعم بن عدي القرشي عن محمد بن جبير سمع منه الزهري. ولم يقم معمر عن الزهري. هو أخو جبير وسعيد)
البخاري خرج الحديث في الصحيح وهذا فيه دلالة على أنه يثبت سماع عمر بن محمد بن جبير من محمد بن جبير
------
رأي البيهقي
قال البيهقي - رحمه الله-
في معرفة السنن والآثار
في أبواب الطهارة
(قال الطحاوي أنتم تزعمون أن عمرو بن شعيب لم يسمع من أبيه شيئا وإنما حديثه عنه صحيفة فقلنا من يزعم هذا نحن لا نعلم خلافا من أهل العلم بالحديث في سماع عمرو بن شعيب عن أبيه قال البخاري في التاريخ عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص سمع أباه وسعيد بن المسيب وطاوسا)
وذكر البيهقي في موضع آخر من كتاب المعرفة
(وما ذكر من انقطاع الحديث فليس كذلك قد حكم البخاري في التاريخ أنه سمع أبا حميد وأبا قتادة وابن عباس)
وهو في التاريخ:
(محمد بن عمرو بن عطاء بن عباس بن علقمة العامري القرشي المديني سمع أبا حميد وأبا قتادة وابن عباس)
قال البيهقي
(وقد أثبت البخاري في التاريخ سماعه من أبي سلمة وعمرو وقال قاله جعفر بن ربيعة)
في التاريخ
(الأسود بن العلاء بن جارية الثقفي حجازي عن أبي سلمة وعمرة قاله جعفر بن ربيعة)
نموذج خاص مني:
قال البخاري -في التاريخ (4/ 2/444 = 8/ 444) -: «ابن الفراسي، سمع النبي -صلى الله عليه وسلم-، روى عنه مسلم بن مخشي»،
وقال الترمذي -في علله الكبير (ص41 - ترتيبه) -: سألت محمدًا عن حديث ابن الفراسي في ماء البحر، فقال: «هو مرسل، ابن الفراسي لم يدرك النبي -صلى الله عليه وسلم-، والفراسي له صحبة».
ورواية مسلم بن مخشي عنه التي ذكرها البخاري في التاريخ أخرجها ابن ماجه، قال (387): حدثنا سهل بن أبي سهل، حدثنا يحيى بن بكير، حدثني الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن بكر بن سوادة، عن مسلم بن مخشي، عن ابن الفراسي قال: كنت أصيد، وكانت لي قربة أجعل فيها ماء، وإني توضأت بماء البحر، فذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «هو الطهور ماؤه الحل ميتته».
¥