ولين الكلام والصلاة والناس نيام قال:صدقت, ثم قال: يا محمد! إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وتتوب علي وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون والدرجات: إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنها حق فادرسوها وتعلموها

يستفاد من الحديث الشريف على أن النبيصلى الله عليه وسلم

لم يكن من عادته تأخير صلاة الصبح، وإنما كانت عادته التغليس بها، وكان أحياناً يسفر بها عند انتشار الضوء على وجه الأرض، لأجل ذلك بيّن النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته الكرام رضوان الله تعالى عنهم السبب الذي حبسه عن صلاة الفجر, وقد قيل أنّ تأخير صلاة الفجر إلى هذا الإسفار الفاحش لا يجوز لغير عذر، وأنه وقت ضرورة كتأخير العصر إلى بعد اصفرار الشمس، وأما قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه لما طوّل في صلاة الفجر و قرأ بالبقرة فقيل له: كادت الشمس أن تطلع! فقال: "لو طلعت لم تجدنا غافلين". فإن أبا بكر رضي الله عنه لم يعتمد التأخير إلى طلوع الشمس ولا أن يمدها ويطيلها حتى تطلع الشمس لأنه دخل فيها يغلس، وأطال القراءة وربما كان قد استغرق في تلاوته فلو طلعت الشمس حينئذ لم يضره لأنه لم يكن متعمداً لذلك. وهذا يرى على أنه كان يرى صحة الصلاة لمن طلعت عليه الشمس وهو في صلاته كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم: من طلعت عليه الشمس وقد صلى ركعة من الفجر أن يضيف إليها أخرى.

وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم لربه عز وجل هو حق وصدق يجب علينا الإيمان به ايمانا مطلقا لا ريب فيه والتصديق به , مع النهي التمثيل والتشبيه والتكييف لذات سبحانه وتعالى، ومن أشكل عليه فهم شيء من ذلك أواشتبه عليه , فليقل: آمنّا كلٌّ مِنْ عندِ ربنا ... تماما كما مدح الله تعالى به الراسخين في العلم , وأخبر عنهم أنهم يقولوا كذلك عند المتشابه ... وكما روى الامام احمد والنسائي رحمهما الله , عنه , صلى الله عليه وسلم أنه قال عن القرآن الكريم: وما جهلتهم منه فكِلُّوهُ إلى عالمه

ولا يتكلف ما لا علم له , فإنه يُخشى عليه من ذلك الهلكة.

لذا كان كلما سمع المؤمنون شيئاً من هذا الكلام قالوا: هذا ما أخبرنا الله ورسوله , وصدقَ الله ورسولُه وما زادَهُم إلاّ إيماناً وتسليماً.

وفيه دلالة على أن الملأ الأعلى وهم الملائكة أو المقربون عليهم السلام منهم يختصمون فيما بينهم (أي يبحثون)، ويتراجعون القول في الأعمال التي تقرّب بني آدم إلى الله عز وجل وتكفّر بها عنهم خطاياهم، وقد أخبر الله عزوجل في كتابه الكريم عنهم بأنهم يستغفرون للذين آمنوا ويدعون لهم.

وورد في الحديث الصحيح: أنّ الله إذا أحب عبداً نادى: يا جبريل! إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه. فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض.

فالملائكة اذن يَسألون عن أعمالنا نحن البشر ولهم اعتناء واهتمام بذلك.

وبقي الكلام على المقصود من الحديث، وهو: ذكر الكفارات والدرجات ونعقد لكل واحدة منهنّ جزءاً منفرداً باذن الله تعالى.

الفصل الأول: الكفارات

وهي كما وردت في الحديث الشريف ثلاثة: إسباغ الوضوء في الكريهات، ونقل الأقدام إلى الجُمُعات أو الجماعات، والجلوس في المساجد بعد الصلوات.

وسميت كفارات لأنها تكفر الخطايا والسيئات، ولذلك جاء في بعض الحديث: من فعل ذلك عاش بخير، ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه.

وهذه الخصال الثلاثةالمذكورة من شأن فاعلها أن تكفر عنه السيئات، وترفع له الدرجات , كما ثبت في صحيح مسلم رحمه الله من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم, أنه قال:

ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط.

فهذه ثلاثة أسباب مضمونة وبضمانة سيد الخلق وصفوة الأنبياء وأكرمهم على الله عزوجل, نبينا صلى الله عليه وسلم على أنها تكفر الذنوب, وسنبدأ بشرحها تقصيلا ان شاء الله.

الحافز الأول المكفر للذنوب - اسباغ الوضوء على الكريهات - المكاره

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015