“ صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال , فإذا عمل العبد الحسنة كتبها له عشر أمثالها , و إذا عمل سيئة ; قال صاحب اليمين لصاحب الشمال: أمسك , فيمسك عنه سبع ساعات من النهار , فإن استغفر ; لم تكتب عليه , و إن لم يستغفر ; كتبت سيئة واحدة “.

قال الألباني في “ السلسلة الضعيفة و الموضوعة “ (5/ 262):$ موضوع $رواه البيهقي في “ الشعب “ (5/ 291/7050) , و أبو بكر الكلاباذي في “ مفتاح المعاني “ (45/ 1) , و الواحدي في “ تفسيره “ (4/ 85/1) عن بشر بن نمير عن القاسم عن # أبي أمامة # مرفوعا.قلت: و هذا إسناد واه جدا , بشر بن نمير قال الحافظ:“ متروك متهم “.قلت: و قد تابعه جعفر بن الزبير - و هو مثله أو شر منه - عن القاسم به.أخرجه البيهقي أيضا (5/ 390/7049) , و الطبراني في “ الكبير “ (7971). و قال الهيثمي في “ المجمع “ (10/ 208):“ و فيه جعفر بن الزبير. و لكنه موافق لما قبله , و ليس فيه شيء زائد , غير أن الحسنة يكتبها بعشر أمثالها ,

و قد دل القرآن و السنة على ذلك “

.قلت: يشير إلى حديث الطبراني أيضا من طريق أخرى عن القاسم به مختصرا بلفظ:“ إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطىء أو المسيء , فإن ندم و استغفر منها ألقاها , و إلا كتبت واحدة “.و إسناده حسن كما حققته في الكتاب الآخر (1209) ,

و بالتأمل في هذا اللفظ الثابت: يتبين أن في اللفظ الأول الواهي أشياء زائدة عليه:

أولا: أن صاحب اليمين أمير على صاحب الشمال.ثانيا: أن صاحب الشمال يمسك عن كتابة الذنب بأمر صاحب اليمين.ثالثا: أن زمن رفع القلم سبع ساعات , و في هذا ست! و قد وجدت للحديث طريقا أخرى , و لكنها واهية جدا , فلا يفرح بها , أخرجه أبو جعفر الطوسي الشيعي في “ الأمالي “ عن الحسن بن زياد قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده مرفوعا به.محمد بن إسحاق - هو صاحب المغازي - ثقة مدلس , و قد عنعنه , و لكن الآفة من الحسن بن زياد , و هو اللؤلؤي ; قال الذهبي في “ الضعفاء “:“ كذبه ابن معين و أبو داود في حديثه “. (تنبيه): قال المناوي تحت هذا الحديث:“ و اعلم أن للطبراني هنا ثلاث روايات: إحداها مرت في حرف الهمزة. و هذه الثانية , و هما جيدتان. و له طريق ثالثة فيها جعفر بن الزبير , و هو كذاب كما بسطه الحافظ الهيثمي “.قلت: و في هذا التعليم خطأ من وجهين:الأول: أنه ليس للحديث طريق جيدة إلا التي أشرنا إلى حسن إسنادها.و الآخر: أن الطريق الثالثة التي فيها جعفر إنما هي بهذه الرواية.و بالجملة , ففي كلامه تقوية الحديث المذكور أعلاه , و هو جد واه , فاقتضى التنبيه.

المجلد: 5 السلسلة الضعيفة

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[26 - عز وجلec-2010, مساء 08:08]ـ

أقوى أسانيده المرفوعة: عاصم بن رجاء بن حيوة، عن عروة بن رويم، عن القاسم، عن أبي أمامة.

والإسناد غريب -كما قال أبو نعيم-، وفيه لين -كما قال العراقي-، فعاصم بن رجاء صدوق يهم.

ورواه محمد بن أبي السري العسقلاني، عن الوليد بن مسلم، عن ثور بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، مرفوعًا -أيضًا-.

وفيه غرابة السند، وكثرة أغلاط محمد بن أبي السري ولين حديثه -وقد وصف بالحفظ، وهذا لا ينافي الضعف-، وتدليس الوليد.

وقد صح عن يحيى بن الحارث الذماري، عن القاسم، من كلامه.

ويحيى بن الحارث ثقة، وروايته أصح الروايات.

ورواية القاسم المرفوعة مشهورةٌ بجعفر بن الزبير وبشر بن نمير -المتروكَيْن-، والروايات عن غيرهما غرائب، وهي راجعةٌ -في أغلب الظن- إلى رواية ذينك الراويَيْن؛ فهي أصلها ومنشأ وهم الواهم فيها.

وهذا يدخل في باب إعلال الغريب بالمشهور، وتنظر الرسالة المفردة فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015