ـ[عبد الغني القاسمي]ــــــــ[09 - عز وجلec-2010, مساء 01:27]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
تمهيد
الحمد لله رب العالمين و به تستعين و نصلي و نسلم على نبيه الكريم و على أله وصحبه و سلم تسليما كثيرا, وبعد
فهذه دراسة حديثية في مصطلح الحديث ,أقدمها للطلبة المبتدئين لمن اراد ان يضع قدمه الأولى في هذا العلم الشريف قد كتبتها منذ فترة , و من المعلوم ان جل أعمالنا و أقوالنا في الدعوة الى الله تعالى و الوعظ و الإرشاد مبنية على نصوص الوحيين, ولهذا من الضروري معرفة مبادئهما العامة, لأن الجهل بهما يوقع صاحبه في أخطاء و زلات قد تصل الى الحرمة , و دراسة علوم الحديث بأقسامه الثلاثة, مصطلح الحديث و دراسة الأسانيد و معرفة العلل تعد حصنا منيعا لعدم الوقوع في الزلل و ينير معالم الحديث رواية و دراية لطالب العلم او للمتعامل مع الأحاديث عموما , و قد اخترت منظومة البيقوني فهي مع قصرها إذ لا تتعدى أبياتها الأربع و ثلاثين بيتا الا أنها بديعة النظم سهلة الاستعاب فهي تحمل في طياتها من مصطلحات الحديث التي يحتاجها المبتدي و لا يستغني عنها المنتهي , وان كنت قد أعلنت في ما سبق أني اخترت الموقظة الا أني بعد تفكير و استشارة احد طلبة العلم من الأحباب له أسبقية عني في هذا العلم , اتضح ان الموقظة و ان ألمت بجل انواع المصطلح على خلاف البيقونية الا أنها صعبة الحفظ وشرحها يحتاج الى بسط موسع و في المقابل البيقونية سهلة الحفظ عذبة السياق كما سنرى أثناء شرحنا لها
إلا انه ما قد يعاب عليها ان صاحبها أهمل كثيرا من انواع علوم الحديث فانه لم يزد على الأربع و ثلاثين نوعا و هذا مقارنة مع ما ذكر في كتب المصطلح قليلة فقد ذكر السيوطي ان أنواعه كثيرة وان ابن الصلاح ذكر منها خمسة و ستين نوعا واتبعه في ذلك النووي في التقريب ([1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1)) وحتى المنظومات الأخرى كألفية العراقي او ألفية السيوطي ذكروا جل انواع المصطلح و مما يعاب عليه ايضا عدم الترتيب بين انواع المصطلح الذي قد يشوش على الطالب التلفيق بين بعض الأنواع التي لها تلازم فيما بينها مما اضطرني الى زيادة تلك الأنواع في أماكنها التي تناسبها
وقد اخترت في شرحها منهجية تجمع بين الأسلوب التقليدي و الأسلوب الأكاديمي بدون الإخلال بأصول المنهجين فرأيته الأوضح و الأسهل للمبتدئ وسأذكر في الحواشي تأصيل المصادر و بعض الفوائد و الفرائد للتخفيف على جفاف المادة , فلا نطيل عليكم في تذييل المقدمة فقد أردت من خلالها فتح الباب على هذا العلم فقط و الله اسأل ان تكون خالصة لوجهه الكريم انه قريب مجيب و صلى اللهم على محمد وعلى اله وصحبه وسلم
مقدمات لابد منها:
نصيحة
نصيحتي لي و للأحباب، أن يخلصوا لله النية، ويتضرعوا إلى الله تعالى دائما دون انقطاع، ويرجوا منه الصحة والعافية والسلامة والتوفيق وسداد الخطوات ونجاح الجهود، ويحاولوا بقدر الإمكان أن يهيئوا أنفسهم من خلال طلبهم لعلم الحديث، كخطوة أولى في مجال التكوين، وحفظ المتن وما فيه من المصطلحات أو القواعد، ومن لم يفهم شيئا ما فيعلمني به؛ إذ الهدف من هذه الحلقات هو تهيئة النفس لدراسة علوم الحديث مؤصلة
قال الكتاني ([2] ( http://majles.alukah.net/#_ftn2)) أما بعد .. فإن العلم الذي لا بد منه لكل قاصد، ولا يستغني عن طلبه عالم ولا عابد، علم الحديث، والسنة، وشرعه الرسول صلى الله عليه و سلم لأمته، وسنته:
دين النبي وشرعه أخباره وأجل علم يقتفى آثاره
من كان مشتغلا بها وبنشرها بين البرية لا عفت آثاره
يقول أبو يوسف القاضي: "العلم شيء لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك وأنت إذا أعطيته كلك من إعطائه البعض على غرر" ([3] ( http://majles.alukah.net/#_ftn3)).
هنا أمر آخر مهم للغاية، وهو ما يتصل بسلوك الطالب؛ فمثلا؛ لما تتبين له الإجابة ويتم حل الإشكال، سواء عن طريق هذا الشرح أو بناء على جهده الشخصي، وأصاب الحق في ذلك، فعليه أن يحمد الله تعالى ويشكره فهو ولي الإنعام و الا فضال سبحانه و تعالى
¥