ملاحظة: (الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[12 - عز وجلec-2010, صباحاً 06:51]ـ

رقم الحديث في مبحثي (51) رقم الحديث في الكتاب (243)

حدّثنا عبدالله بن عبدالوهاب قال: حدّثنا خالدُ بن الحارث قال: حدَّثنا شُعبة, عن هِشَام بن زيد, عن أنس: أنَّ يهوديّةً أتت النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ , فأكَلَ منها , فجيءَ بِها , فقيلَ: ألَا نقتُلُها؟ قال: " لا". قال: فما زلتُ أعرِفُها في لهَوَات رسولِ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلّم.

تخريج الحديث:

أخرجه المصنّف في الهبة , باب قبول الهدية من المشركين (2617) , ومسلم في السلام , باب السم (45).

ِفقه الحديث:

1/ جواز قبول الهديّة من المشركين.

2/ ردّ عقيدة الطائفة البريلوية في شبه القارة الهندية ومن شابههم أنَّ النبي صلّى الله عليهِ وسلّم كان يعلم الغيب.

3/ ثبوت خُلق العفو والسماحة للنبي صلّى الله عليهِ وسلّم.

4/ ثبوت المعجزة لرسول الله صلّى عليهِ وسلّم في سلامته من السمّ المُهلك لغيره.

ملاحظتي وتعليقي:

1/ أقول: أن النبيّ عليهِ الصلاةُ والسلام قَبِلَ الهديّة من اليهود وهم من أخبث النّاس وأمكرهم علاوةً على كُفرهم , فما بالُ بعض القوْم عندنا اليوم يتشدّدون ويعتبرون أنّ آخذ الهديّة من الكفّار مُداهنٌ ومنافق, ولكنّه الجهلْ "نسأل الله السلامة".

2/تعليقاً على ما أشارت إليهِ الفقرة رقم (2) من فِقه الحديث , رداً على كلّ من يقول أن النبي صلّى عليه وسلّم يعلم الغيب ,قال الله تعالى على لسان نبيّه: {قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (27) سورة الأعراف 188.

يقول الفضل بن الحسن الطبرسي في تفسيره للآية الكريمة: ({قل لا أملك لنفسي} هو إظهار العبودية، أي أنا عبد ضعيف لا أملك لنفسي اجتلاب نفع ولا دفع ضر، {إلا ما شاء ربي} ومالكي من النفع لي والدفع عني، {ولو كنت أعلم الغيب} لكانت حالي على خلاف ما هي عليه، فكنت استكثر المنافع واجتنب المضار، ولم أكن غالباً مرة ومغلوباً أخرى في الحروب، ورابحاً وخاسراً في المتاجر، {إن أنا إلا} عبد أُرسلت بشيراً ونذيراً وما من شأني علم الغيب) , ألم يقرؤوا القرآن؟ فما بالُ هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً؟!.

3/ وفي عفو النبيّ صلى الله عليهِ وسلّم عن اليهوديّة درسٌ في عدم الانتصار للذات , فهذا نبيّ البشرية لم ينتصر لذاته , ولا عجبَ في ذلك , فعن سعد بن هشام قال سألت عائشة فقلت أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن " رواه مسلم , فالغضب والانتصار ليس إلّا في اللهِ جلّ وعلا.

4/ تعليقاً على ما أشارت عليهِ الفقرة رقم (4) من فِقه الحديث , فالوجه في المُعجزة أنّ هذا السمّ يقتل غيره صلى الله عليهِ وسلّم في التوّ لغيره , ولكنّه لم يقتُله في التوّ, ولكنّه سبباً في استشهاد الرسول صلّى الله عليهِ وسلّم , قال الزهري عن جابر واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي توفى منه فقال: (مازلت أجد من الأكلة التي أكلت من الشاة يوم خيبر، حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري) فتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيداً.

5/أمّا تفسير قولِ أنس رضي الله عنه: (فما زلتُ أعرِفُها في لهَوَات رسولِ اللهِ صلّى الله عليهِ وسلّم) , ففي صحيح مسلم بشرح النووي وأما اللهوات فبفتح اللام والهاء: جمع لَهات بفتح اللام وهى اللحمة الحمراء المعلقة في أصل الحنك "قاله الأصمعي" وقيل اللحمات اللواتي في سقف الفم, ومراد أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتريه المرض من تلك الأكلة أحياناً.

انتهى.

ملاحظة: (الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

ـ[مجموعة آل سهيل الدعوية]ــــــــ[12 - عز وجلec-2010, صباحاً 06:57]ـ

رقم الحديث في مبحثي (52) رقم الحديث في الكتاب (244)

حدَّثنا محمَّد بن سلام قال: حدَّثنا أبو مُعَاويةَ قال: حدَّثنا هِشام , عن وَهْبِ بن كَيسان قال: سمعتُ عبدالله بن الزُّبير يقولُ على المنبرِ: "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"199 (الأعراف). قال: " والله! ما أمرَ بها أنْ تُؤْخَذَ إلّا مِنْ أخلاقِ النَّاس , والله! لآخذنَّها منهم ما صحبتُهمْ".

تخريج الحديث: أخرجه المصنّف في التفسير , سورة الأعراف, باب قول الله تعالى "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ" , (4643).

ِفقه الحديث:

1/ فيه الحثّ على الاتصاف والتحلي بالأخلاق الفاضلة من أخذ العفو والأمر بالمعروف والإعراض عن الجاهلين بالمُجاملة وحُسن المُعاملة وترك المُقابلة.

ملاحظتي وتعليقي:

1/ تعليقاً على آخر عِبارة أشارت إليها الفقرة رقم (1) من فِقه الحديث , في مسألة (ترك المُقابلة) , وهذه من الأمور التي تصعبُ كثيراً على الناس إلّا من وفقَ الله, فالمُقابلة أصلُها: من قابل الشيءَ بالشيءِ , والمُقابلة: المواجهة , والتقابل مثلُه وهو نقيض التدابر , فيجب على المؤمن أن لا يُقابل الفعلَ القبيح بمثلِه , ولا أن يتقابل معَ أهل القباحةِ والفسق ما استطاع , إلّا إن كان بغرضِ الدعوة وما شابهها من أغراض الإصلاح , فإن وجد منهم ما يُسيئه يجب عليه ترك مُقابلتهم بمثلِ فِعلهم.

انتهى.

ملاحظة: (الرجاء من الجميع عدم الرد على الموضوع إلى أن يكتمل تسلسل المبحث بإذن الله ,ومن لديه أي ملاحظة يسَعهُ مراسلتي على الرسائل الخاصة)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015