ثم إني أحث إخواني المتسابقين على شكر الله أن هيئت لهم مثل هذه المسابقة، فهذه المسابقة من سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز رفع الله بها درجته، وأعلى بها مقامه، وأبقى ذكره، وجعلها خالصة لوجه الله، وأثابه عما عمل خيرا، ووفق الله وزير الشؤون الإسلامية للقيام بهذه المهمة، وشكر له جهوده، وللعاملين معه جميعا، على ما بذلوا وقدموا.
إن هذه المسابقة مسابقة تشحذ الهمم، وتقوي العزائم، وتدفع بالشباب إلى التنافس المحمود في الأعمال الطيبة، قال تعالى: ? وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ? [سورة المطففين الآية 26]، وفي الحديث: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وأطراف النهار)) فهذا الذي يغبط، ويهتم بشأنه الآخرون، ويتنافس فيه المتنافسون، إن كتاب الله يسر الله للمسلمين تلاوته، ويسر لهم حفظه، ويسر لهم فهمه، إن أقبلوا عليه بقلوبهم، قال تعالى: ? وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ? [سورة القمر الآية 17] قال بعضهم: هل من قارئ للقرآن فيعان على قراءته، وبعضهم قال: هل من طالب للعلم فيعان عليه، كانت الكتب السابقة قبل هذا القرآن يحفظها الأنبياء، أو الخواص منهم، ولذا قال الله في التوراة: ? وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ? [سورة الأعراف الآية 145]، أما هذه الأمة فيسر الله لها حفظ القرآن، في وصفهم في الكتب السابقة، أمة أناجيلهم في صدورهم.
وهذه المسابقة لها فضل عظيم، فهي على مدار العام، يتنافس فيها الإخوان، ويتسابقون، ويجتهدون، كل يريد عسى أن يكون السابق لغيره، وهذا تنافس محمود إذا كان الهدف منه الإخلاص، وحث النفس، وترغيبها وترويضها على الخير، لتنال شرف هذه المسابقة، وهي حفظ كتاب الله عز وجل وإتقانه، فهي مسابقة داخلية تعم أرجاء المملكة، ورأينا أنها عاما بعد عام تزداد الأعداد، وتتحسن التلاوة، وتقوى الرغبة، وتضاعف الجهد، وهذه ولله الحمد مبشرات بخير.
كما أن مسابقة الملك عبد العزيز الدولية شقت طريقها، وهي في عامها السابع والعشرين، وهي مسابقة دولية يدعى لها من أنحاء العالم الإسلامي، فلها أيضا نتائجها، ومسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لحفظ الكتاب والسنة، ومسابقة وزارة الدفاع والطيران تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، التي تختص بالعسكريين المسلمين سنويا، فكان فيها نشاط وتنافس جيد، ثم جاءت مسابقة جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسنة.
وكل هذه المسابقات يكمل بعضها بعضا، ويشد بعضها أزر بعض، هي دالة على الحرص، والاهتمام بهذا المجتمع بتربيته على الخير، ليكون على منهج قويم، وصراط واضح، وطريق سليم.
فعلى المتسابقين أن يغتنموا هذه المسابقة، وأن يجعلوها وسيلة تقوي عزائمهم، وتحببهم لكتاب الله، وتشوقهم له،
وأدعو لمن أسس تلكم المسابقة بالتوفيق والسداد، والعمر المديد في طاعة الله،
وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه، وأسأل الله أن يصلح ولي أمرنا، ويوفقه لما يرضيه، ويوفق ولي عهده وحكومته، لكل ما يحبه ويرضاه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. (*)
المصدر: ((مجلة البحوث الإسلامية)) ع: 78،ص: 8
جزى الله سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ خير الجزاء،ونفع به.
أخوكم المحب
سلمان بن عبد القادر أبو زيد
ـــــــــــــــــــــــ
(*) كلمة ألقاها سماحته بعد صلاة مغرب يوم السبت الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول من عام 1427 هـ، في اللقاء الذي جمعه بالمشاركين في المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، بمدينة الرياض.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 02:45]ـ
شكر الله لكم هذا النقل.
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[07 - Jul-2007, مساء 05:05]ـ
الأخ المُكرَّم / ابن رَجبٍ:
جزاكم اللَّهُ خيرًا،وأحسن إليكم.
ـ[حواري الرسول]ــــــــ[28 - Jul-2007, مساء 09:28]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[سلمان أبو زيد]ــــــــ[04 - صلى الله عليه وسلمug-2007, مساء 10:34]ـ
جزاكم اللَّهُ خيرًا،ورفع قدركم أخانا (حواري الرسول).