دراسة الأحاديث التي حذفها الدكتور بشار عواد من طبعته لجامع الترمذي

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 10 - 02, 12:53 م]ـ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

كما تعلمون حال كتب السنة من حيث طبعاتها وما فيها من كلام كثير

والغريب أن الناس تهافتوا على طبعات متعددة للسنن من غير اعتماد على مخطوطات مع كثرتها وتوفرها، وهذا أمر محزن والله المستعان

فبودنا أن كل من تصدى لطبع كتب السنة وخاصة الأصول الستة أن يتحرى طباعتها على نسخ خطية جيدة ومتقنة وإلا فلا يطبعها

المقصود سلمكم الله في الدارين أن من أفضل الطبعات لسنن الترمذي هي طبعة الدكتور بشار معروف عواد وفقه الله وسدده، وقد اجتهد فيها اجتهادا مشكورا وإن كان اعتماده غالبا على النسخ المطبوعة ومخطوطة ناقصة متأخرة!

وقد بين في المقدمة أنه حذف عددا من الأحاديث الموجودة في النسخة المطبوعة من السنن، وبين أدلته عليها، فأحببت أن أدرس هذه الأحاديث التي حذفها حتى أخرج بنتيجة مطمئنة عن هذه الأحاديث، خاصة أني قد وجدت بعضها في العلل الكبير للترمذي، وبعضها في نسخة الكروخي الخطية، وبعضها كان كلام الدكتور بشار موفقا ومسددا فيها، فلعلي أنشر هذه الأحاديث، مع التعليق عليها،

ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى.

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 10 - 02, 12:54 م]ـ

قال الدكتور بشار في مقدمة طبعته للسنن ص17 (ونتيجة لما تقدم تمكنا من ضبط نسخة متقنة من الكتاب صحيحة النسبة إلى الترمذي، وكان من نتيجة كل هذا أن أخرجنا من المتن اثنين وثلاثيت حديثا جزمنا أنها ليست من جامع الترمذي، وقد أقحمت فيه، غالبها، كما يظهر، من النساخ أو الرواة الذين وجدوا طرقا أخرى لحديث ما، فضلا عن مئات الجمل والتعليقات التي أدرجت في النص0 000إلى آخر كلامه)

وهذه أرقام الأحاديث التي حذفها

26،83،162،163،611،612،980،1309،1588،1800،1823،1973

،2086،2088،2089،2153،2154،2161،2300،2439،3078،3172

،3308،3374،3413،3488،3515،3716،3729،3767،3793،3938

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 10 - 02, 12:56 م]ـ

الحديث الأول

ما جاء في مطبوعة الترمذي

26 حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا يزيد بن هارون عن يزيد بن عياض عن أبي ثفال المري عن رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب عن جدته بنت سعيد بن زيد عن أبيها عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله

قال بشار (1/ 77) وهذا الحديث لم يذكره المزي في تحفة الأشراف، ولا استدركه عليه المستدركون، ولارقم على رواية يزيد بن عياض عن أبي ثفال برقم الترمذي في ترجمته من التهذيب (32/ 222) ولم نجده في النسخ المعتمدة، وهو إسناد لايفرح به على كل حال، فيزيد بن عياض، وهو ابن جعدبة الليثي كذاب، كذبه مالك وغيره، وقد تكلمنا عليه في تعليقنا على ابن ماجة) انتهى

التعقيب

هذه الرواية ذكرها الشيخ أحمدشاكر في مطبوعته وقد اعتمد فيها على عدة نسخ مصححة سواء كانت مخطوطة أم مطبوعة كما ذكر في المقدمة

والنسخ التي اعتمد عليها الشيخ أحمد رحمه الله هي كمايلي

1 - نسخة طبعة بولاق التي كتبها أحمد الرفاعي المالكي التي كتبها على عدة نسخ (ق)

2 - نسخة الشيخ الخاصة التي سمعها على والده (ب)

3 - نسخة مطبوعة دلهلي مع الشرح (نفع قوت المغتذي) (ه)

4 - نسخة دلهي مع التحفة (ك)

5 - نسخة دار الكتب المصرية (م)

6 - نسخة عابد السندي (ع)

7 - نسخة متأخرة منقوله عن بعض تلاميذ ابن عساكر (ن)

وقال الشيخ أحمد شاكر بعد هذا الحديث في الحاشية (1/ 39) (هذا الاسناد لايوجد في ه ولا ك)

ومعنى هذا أنه يوجد في النسخ الأخرى

ومما يدل على صحة نسبتها للترمذي أن الترمذي قال في العلل الكبير (1/ 110) (فسألت محمد عن هذا الحديث 0000 قلت له: أبو ثفال المري ما اسمه؟ فلم يعرف اسمه0 وسألت الحسن بن علي الخلال فقال اسمه ثمامة بن حصن) انتهى

فهذا دليل على أن الترمذي سأل محمد بن الحسن الخلال الحلواني عن هذا الحديث والذي في السند قد رواه عنه

ومما يدل على صحة نسبتها للترمذي ما ذكره المزي في تهذيب الكمال (4/ 410) (في ترجمة ثمامة بن وائل بن حصن أبو ثفال المري

(ت ق ثمامة بن وائل بن حصين بن البغوي أبو ثفال المري الشاعر روى عن أبي بكر رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزى الحويطبي ت ق وأبي هريرة روى عنه الحسن بن أبي جعفر وسليمان بن بلال وصدفة مولى آل الزبير وعبد الله بن عبد العزيز الليثي وعبد الرحمن بن حرملة الأسلمي ت وعبد العزيز بن محمد الدراوردي ويزيد بن عياض بن جعدبة ت قال البخاري في حديثه نظر روى له الترمذي وابن ماجة حديثا واحدا) انتهى

وهذا يبين لنا رواية الترمذي لهذا الحديث فقد نص المزي هنا على الترمذي وقال روى له الترمذي وابن ماجة حديثا واحد وهو هذا الحديث

وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب (2/ 29 - 30) (ت ق الترمذي وابن ماجة ثمامة بن وائل بن حصين بن البغوي أبو ثفال المري الشاعر روى عن أبي بكر رباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان بن حويطب بن عبد العزي وأبي هريرة وعنه عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي وعبد العزيز الدراوردي ويزيد بن عياض بن جعدبة وغيرهم قال البخاري في حديثه نظر

((وأخرج له الترمذي وابن ماجة)) حديثا واحدا في التسمية على الوضوء

قلت وقال الترمذي في الجامع وفي العلل سألت محمدا عن هذا فقال ليس في هذا الباب أحسن عندي من هذا) انتهى

فتبين ثبوت هذا السند في سنن الترمذي والحمد لله رب العالمين.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015