وقال ابن حجر في مقدمة الفتح (ص585) في بعض رجال البخاري: «قال الدوري عن ابن معين: في حديثه عندي ضعف، وقد حدث عنه يحيى القطان ويكفيه رواية يحيى عنه».

وقال ابن حجر في ترجمة الفضل بن دكين من تهذيب التهذيب: «وقال عبد الصمد بن سليمان البلخي سمعت أحمد يقول: ما رأيت أحفظ من وكيع، وكفاك بعبد الرحمن اتقانا، وما رأيت أشد تثبتا في الرجال من يحيى وأبو نعيم أقل الأربعة خطأ».

وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: وقال ابن منجويه: كان من سادات أهل زمانه حفظاً، وورعاً، وفهما، وفضلاً، وديناً، وعلماً، وهو الذي مهد لأهل العراق رسم الحديث، وأمعن في البحث عن الثقات وترك الضعفاء. قلت: هذا الكلام برمته كلام أبي حاتم بن حبان في (الثقات) في ترجمة يحيى القطان، وهذا دأب ابن منجويه رحمه الله تعالى ينقل كلامه برمته ولا يعزوه إليه. زاد ابن حبان: ومنه تعلم أحمد ويحيى وعلي وسائر أئمتنا.

وقال الخليلي: هو إمام بلا مدافعة، وهو أجلّ أصحاب مالك بالبصرة، وكان الثوري يتعجب من حفظه، واحتج به الأئمة كلهم وقالوا: من تركه يحيى تركناه».

وقال ابن رجب في شرح علل الترمذي (1/ 376): «ما ذكره الترمذي رحمه الله يتضمن مسائل من علم الحديث؛ أحدها: أن رواية الثقة عن رجل لا تدل على توثيقه، فإن كثيراً من الثقات رووا عن الضعفاء كسفيان الثوري وشعبة وغيرهما. وكان شعبة يقول: لو لم أحدثكم إلا عن الثقات لم أحدثكم إلا عن نفر يسير. قال يحيى القطان: إن لم أرو إلا عمن أرضى ما رويت عن خمسة، أو نحو ذلك».

وانظر تقدمة الجرح والتعديل (ص233) وفتح الباري (1/ 226 - الطبعة القديمة) (23).

(((يحيى بن أبي كثير)))

قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 2/142): «سمعت أبي يقول: يحيى بن أبي كثير إمام لا يحدث الا عن ثقة»؛ ونقله عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ (1/ 128) وأقره بسكوته عليه.

(((يعقوب بن سفيان الفارسي)))

جاء في تهذيب الكمال (32/ 333): «وقال عبد الله بن عمر بن عبد الله بن الهيثم الأصبهاني حدثنا أبو بكر الحافظ قال سمعت أبا عبد الرحمن النهاوندي الحافظ يقول سمعت يعقوب بن سفيان يقول: كتبت عن ألف شيخ وكسر كلهم ثقات».

قال الدكتور بشار عواد في تعليقه على هذا الكلام: «في هذا مبالغة ظاهرة تنبه إليها الذهبي فقال في (السير): (ليس في مشيخته إلا نحو من ثلاث مئة شيخ، فأين الباقي؟ ثم في المذكورين جماعة قد ضعفوا) (13/ 181)؛ وقلنا قبل قليل أن العلامة [أكرم ضياء] العمري استقصاهم فما عدا الأربع مئة الا بقليل».

(((أبو حاتم الرازي)))

قال مؤلفا تحرير التقريب (1/ 70) في بعض الرواة: «ولو لم يكن ثقة عند أبي حاتم لما روى عنه».

أقول: هذه دعوى غريبة، ولا يسوغ أن يعتذر لهما بأن مرادهما بالثقة ما هو أعم من الصدوق والثقة بالمعنى المشهور، وذلك لأنهما في مقام الاستدراك على ابن حجر في اقتصاره في الحكم على ذلك الراوي على قوله فيه (صدوق) وأنه لم يقل فيه (ثقة)، فهما قطعاً لا يستدركان عليه الا ما لم يذهب إليه.

وقالا في موضع آخر من كتابهما: «والنسائي وأبو حاتم ممن ينتقون الشيوخ فلا يحدثون عن كل أحد».

وقالا (2/ 128) في صالح بن سهيل الذي قال فيه ابن حجر: (مقبول): «بل ثقة فقد روى عنه جمع من الثقات منهم أبو داود في سننه وهو لا يروي فيها الا عن ثقة، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وهما من تعرف في شدة التحري، ووثقه ابن حبان، وقال الذهبي في الكاشف: ثقة».

(((أبو داود السجستاني)))

قال ابن القطان في بعض الرواة كما في نصب الراية (1/ 199): «وهو شيخ لأبي داود، وأبو داود إنما يروي عن ثقة عنده».

وقال ابن حجر في التهذيب (2/ 344) بعد كلام نقله عن أبي داود في ترجمة الحسين بن علي بن الأسود العجلي: «وهذا مما يدل على أن أبا داود لم يرو عنه فإنه لا يروي الا عن ثقة عنده».

وقال في ترجمة داود بن عمير الأزدي من التهذيب 3/ 180: «وقد تقدم أن ابا داود لا يروي إلا عن ثقة». وانظر ترجمة داود بن أمية الأزدي من تهذيب التهذيب.

وقال المعلمي في التنكيل (ص443) مستدلاً على قوة بعض الرواة: «وروى عنه البخاري ومسلم في صحيحيهما وأبو داود مع أنه لا يروي إلا عن ثقة زمع شدة متابعته لأحمد».

وانظر التنكيل (ص 305 و 441 و 481 و 546 و 571 و 702).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015