قال الترمذى: "من تكلم فى ابن أبى ليلى إنما تكلم فيه من قبل حفظه. وذكر عن الإمام أحمد أنه قال: "ابن أبى ليلى لا يحتج به".فقال: إنما عنى إذا تفرد بالشي وأشد ما يكون هذا إذا لم يحفظ الإسناد فزاد فى الإسناد أو نقص او غير الإسناد أو جاء بما يتغير فيه المعنى فأما من أقام الإسناد وحفظه وغير اللفظ فإن هذا واسع عند أهل العلم إذا لم يتغير المعنى ..... وانه لم يسلم من الخطاء والغلط كبير أحد من الأئمة مع حفظهم" ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=734540#_ftn12)). وقال الترمذى فيه: " صدوق فقيه ربما يهم" ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=734540#_ftn13)).
4) الحفاظ المتقنون الذين يندر أو يقل الغلط والخطاء في حديثهم وهذا هو القسم المحتج به بالاتفاق.
وقد سكت عن هذا القسم للعلم به.
ذكر الحافظ ابن رجب أمثله تحت هذا القسم فقال: قرأت بخط أبى حفص البرمكي الفقيه الحنبلي: ذكرت لأبي الحسن يعني الدارقطني جاء عمرو بن يحي المازني في ذكره الحمار موضع البعير في توجه النبي صلي الله عليه وآله وسلم إلي خيبر وأن أحمد لم يضعفه بذلك. فقال أبوالحسن:" مثل هذا فى الصحابة قال: روى رافع بن عمرو المزنى قال: "رايت النبى صلى الله عليه وسلم يخطب على بغلة بمنى" وروىالناس كلهم خطبة النبى صلى الله عليه وسلم على ناقة أو جمل أفيضعف الصحابى بذلك. وذكر عن أحمد أنه قال:" كان مالك بن أنس من أثبت الناس وكان يخطى" ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=734540#_ftn14)).
إختلاف الأئمة فى الرواة وموقف الترمذى:
جاء الترمذى وقد مهد الأمر فى الجرح والتعديل فوجد الثروة العظيمة من كلام العلماء فى الرجال بما هناك من اختلاف أو اتفاق , فقال الإمام الترمذى:" قدإختلف الأئمة من اهل العلم فى تضعيف الرجال كما إختلفوا فيما سوى ذلك من العلم" ([15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=734540#_ftn15)). ثم ذكر هذا الإختلاف ومثل له.
وقد وضح الحافظ ابن رجب كلام الترمذى فبين أقسام الرواة بحسب أحوالهم وأقسامهم بحسب الإختلاف فيهم ومثل لهذه الأقسام المختلفة فقال ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=734540#_ftn16)):
إن بعض الرواة يختلف الحفاظ فيه من أي هذه الأقسام هو؟
فمنهم من يختلف فيه هل هو متهم بالكذب أم لا؟
ومنهم من يختلف فيه هل هو ممن غلب على حديثه الغلط أم لا؟
ومنهم من يختلف فيه هل هو ممن كثر غلطه وفحش أم ممن قل خطؤه وندر؟
مثال القسم الأول: وهو من يختلف فيه هل هو متهم بالكذب أم لا؟
" جابر بن يزيد بن الحارث الجعفى "
إختلف الأئمة فى جرحه وتعديله ففريق وثقه وفريق كذبه وفريق توسط فيه.
أما توثيقه:
فوثقه الثورى ووكيع وشعبة وقال: "كان جابر إذا قال حدثنا وسمعت فهو من أوثق الناس". وقال سفيان: "كان جابرا ورعا فى الحديث".
أما جرحه:
فكذبه غير واحد من الأئمة منهم زائدة وابن معين وأبوحنيفة وابن خراش والجوزجانى.
أما التوسط فيه:
فقال ابن عدى بعد سرد أحاديثه: "له حديث صالح ... وقد احتمله الناس".
أما الإمام الترمذى فقد رجّح الجرح على التعديل وضعفه تضعيفا قويا فقال "ضعفوه تركه يحي بن سعيد وعبدالرحمن بن مهدى " وروى فى العلل عن أبى حنيفة "ما رأيت أحدا أكذب من جابر الجعفى" فنقل هذا الطعن الشديد وأقره وضعف أحاديثه فهذا كله يدل على أنه لم يخفف الجرح فيه بل تشدد ولم يتساهل.
مثال القسم الثانى: وهومن يختلف فيه هل هوممن غلب على حديثه الغلط أم لا؟
عبدالله بن محمد بن عقيل.
إختلف الأئمة فيه ففريق وثقه وفريق ضعفه.
أما تضعيفه:
فقال ابن سعد: منكر الحديث لا يحتجون بحديثه.
وقال ابن معين: لا يحتج به.
وقال أبوحاتم: لين الحديث ليس بالقوى ولا ممن يحتج بحديثه.
وقال النسائى: ضعيف.
أما توثيقه:
فقال أحمد وإسحاق والحميدى: يحتج بحديثه.
وقال البخارى: مقارب الحديث.
وقال الحاكم: مستقيم الحديث.
¥