قال الإمام ابن الأثير: أحد الأئمة الذين يقتدى بهم فى علم الحديث وأحد العلماء الحفاظ الأعلام ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=734540#_ftn5))

وقال البخارى: للترمذى: " ما انتفعت بك أكثر مما انتفعت بى " ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=734540#_ftn6)).

فهذه شهادة عظيمة على إمامة الترمذى فى الحديث وفنونه , وأنه حجة فيما يحكم به على الأحاديث من الصحة أو الحسن أو الضعف أو غير ذلك من الأمور الفنية وأنه قدوة فى ذلك يستشهد به ويحتكم إليه. والمقصود فى هذا المقام الذى أنا بصدده هو أن الإمام الترمذى متساهل فى الكلام على الرواة أم لا؟ فلا يسمح هجوم الظروف للتفصيل ولقد أجاب دكتورنورالدين عتر فى كتابه " الإمام الترمذى والموازنة بين جامعه وبين الصحيحين" عن هذا وأجاد.

الإمام الترمذى وعلم الجرح والتعديل:

قد ألفت الكتب فى علم الجرح والتعديل من قبل الإمام الترمذى , وتكلم العلماء فى رواة الحديث , فكان عمله بالنسبة للأكثر الغالب من الرواة نقل أقوال العلماء السابقين عليه والرجوع إليهم فيأخذ ما اتفقوا عليه , حيث لا مناص للعالم من ذلك , والذين اختلفوا فيه من الرواة فالإمام الترمذى تحرى الحق فى خلافهم واجتهد فى ترجيح أقوال بعضهم على بعض , فربما يترجح عنده جرح الراوى وربما يترجح تعديله وقد يجد فى الجرح ما يراه تحاملا غاليا , وقد كان الإمام الترمذى عالما بأسباب الجرح والتعديل وبأحوال الرواة , فأولا نبين أقسام الرواة عند الإمام الترمذى ثم إختلاف الائمة فى الرواة وموقف الترمذى من هذا.

أقسام الرواة عند الإمام الترمذى:

بيّن الإمام الترمذى فى العلل أقسام الرواة وأحكامهم فذكر ثلاثة أقسام ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=734540#_ftn7)) وسكت عن قسم رابع ولم يتعرض له ومعرفة هذه الأقسام يعين الباحث على كلامه فى الرواة وفى حكمه على الحديث. وهذه الأقسام هي:

1) من كان متهما فى الحديث فى الكذب او كان مغفلا يخطى الكثير

قال فيه: الذى إختاره أكثر اهل الحديث من الأئمة أن لا يشتغل بالرواية عنه.

مثاله: عطاء بن عجلان.

قال ابن معين والفلاس والجوزجانى: "كذاب". وقال الترمذى: "ذاهب الحديث".

2) من يتهم أو يضعف لغفلته وكثرة خطائه ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=734540#_ftn8)).

حكم عليه: بأنه إذا إنفرد بالحديث فلا يحتج به. ومثل له الإمام الترمذى بمثالين:

- محمد بن السائب الكلبى فإنه متهم بالكذب ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=734540#_ftn9)).

قال الجوزجاني: كذاب ساقط.

قال الترمذى: تركه أهل العلم بالحديث.

قال الحاكم أبوأحمد والدارقطني والساجي: متروك

قال ابن حجر: متهم بالكذب ورمى بالرفض.

- أبان بن أبى عياش ففيه من الضعف والغفلة" ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=734540#_ftn10)).

قال ابن معين وأحمد والفلاس والنسائى والدارقطنى: "متروك الحديث"

وقال أبوحاتم:" متروك الحديث وكان رجلا صالحا ولكنه بلئ بسؤ حفظه"

وقال ابن عدى:" عامة ما يرويه لا يتابع عليه وهو بيّن الأمر فى الضعف وأرجو أنه لا يتعمد الكذب إلا انه يشبه عليه ويغلط وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق".

3) طائفة من أجلة أهل العلم قد وثقهم قوم بجلالتهم وصدقهم وضعفهم آخرون من قبل حفظهم.

قال فيهم: إذا تفرد أحد من هولاء بحديث ولم يتابع عليه لم يحتج به.

مثاله: " ابن أبى ليلى " ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=734540#_ftn11)).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015