35 - قال الصياد السقاف ص41 معلقاً على كلام الغماري هذا:

" وخصوصاً بلاد الشام فليس فيها محدث البتة ".

أقول: إذا كان ذلك كذلك فمن هو الذي دعوته شعيب أرناؤوط - وعذراً من الأستاذ شعيب- وأين بلده الذي نقلت بحثاً كاملاً بحروفه من بحثه في حديث تحريك الإصبع في رسالتك تحذير العبد الأواه من تحريك الإصبع في الصلاة وأفردت فصلاً خاصاً به؟ ص23 دون أن تتحفظ على ما قرره وما ذهب إليه؟ وتصف تحقيقه في الحاشية ص28 بقولك: " ومن هذا التحقيق الدقيق والاستقصاء العميق يتبين ..... ":

1 - فإن كان محدثاً فتكذب أنت والغماري في ادعائكما أنه لا يوجد محدث في البلاد وخصوصاً بلاد الشام ممن يشتغل بالحديث على الوجه الصحيح.

2 - وإن لم يكن محدثاً فما هي صفته حتى استشهدت به ضد الألباني؟

3 - وإن كان محدث أوراق كما هو الألباني فتكون بذلك قد استشهدت بكلام جاهل على كلام جاهل.

4 - في أي المكانين تكذب هل هنا بقولك " وخصوصاً بلاد الشام فليس فيها محدثٌ البتة؟ أم هناك حيث تصف تحقيقه بالتحقيق الدقيق والاستقصاء العميق.

36 - وتابع الغماري نقده للألباني ص42:

" حتى يعلم الطلبة أنه محدث الأوراق والصحف ".

أقول: إن الألباني رحمه الله محدث الأوراق والصحف ينظر فيما نقلته لنا الأمة ثقة عن ثقة وحفظت به لنا ديننا فيبينه لنا ولا يخلو بالمستشرقين وأعداء الإسلام والمسلمين ثم ينقل إلينا ما يشرعونه لنا في ديننا.

37 - وتابع الغماري ص42:

" وأعظم دليل على هذا (أن الألباني محدث أوراق وصحف) ما وقع له في شأن الحارث في الميزان أن الجمهور على توهينه فأخذ ذلك منه مسلماً ورأى أن ذلك هو الحق لأنه ليس له أهلية لمعرفة صواب كلام أهل الجرح من خطئه ".

أقول: الألباني أصلحه الله ليس له أهلية لمعرفة صواب كلام إجماع الأمة من خطئه فهل لك اتصال يا ألباني بأعداء المسلمين ليوجهونك إلى صواب إجماع الأمة من خطئه؟ إنك لا تعدو كونك تبحث في الأوراق والصحف وتتقيد بالقواعد التي قعدها علماء الأمة لتحكم على الحديث صحة أو ضعفاً ولكن الغماري الذي يتصل بالمستشرقين ليعرف منهم صواب إجماع الأمة من خطئه هو المحدث الحديث وصاحب الدين الجديد. فهذا وإن كان الذهبي (الحافظ المتقن كما وصفه في الصفحة 40 من رسالته) قال في ترجمة الحارث: والجمهور على توهينه وإن نقل ابن حجر بأن الجمهور قد كذبوه ووهنوه لكن أحاديثه المكذوبة تفيد المستشرقين والشعوبيين الجدد في نشر الأباطيل بين صفوف المسلمين وبذلك يفسد دينهم فهو نتيجة لمصلحة أعداء المسلمين يجب أن يوثق لتقبل أحاديثه وتدلس على المسلمين.

38 - وتابع الغماري ص42:

" لأن الذهبي وإن كان حافظاً ناقداً لكنه له أوهام وأغلاط في كلامه على بعض الرجال ".

أقول: لذا فكلام الذهبي في الميزان المخصص للتراجم والذي وافق فيه إجماع الأمة على رد حديث الحارث خطأ ووهم أما كلامه العام واستشهاده على قواعد في علم الحديث بإيراد أسماء فيمن تردد العلماء في قبول روايتهم فهو الصحيح، تخطئة الذهبي في المكان المختص وتصويب رأيه في مكان الاستشهاد هذا هو المنطق الصحيح عند الغماري ومع ذلك فالرأيان فيهما التضعيف لو فهم النصين كما يفهمه أهل اللغة والحديث.

39 - وتابع الغماري ص42:

" كما يقع له أيضاً (الذهبي) أوهام في تصحيح الأحاديث وتضعيفها .... كما يعلم من قرأ تلخيص المستدرك له ومن ذلك قوله في الحارث إن الجمهور على توهينه فإنه وهم محض وتسرع في القول.

أقول: لم يكتف الذهبي بتكذيب الحارث في الميزان أثناء ترجمته - وهو الحافظ الناقد المتقن - حتى يطبق كلامه ويوافق فيه أئمة الجرح والتعديل أثناء تلخيصه المستدرك وتحقيق أحاديثه. فالألباني ليس وحده الذي يصحح ويضعف جاهلاً بل الذهبي أيضاً يصحح ويضعف واهماً ولا يعرف قواعد الحديث كما يعرفها الخبير الذي طلع علينا بعد أربعة عشر قرناً ليجدد النظر في توثيق الرواة وجرحهم!

40 - وتابع الغماري ص42:

" ولو تتبع الألباني كلام أهل الجرح في الحارث كما حصل لنا - ونظر في مخرج جرح المجرحين له لعلم وتحقق أن الجمهور الذي قال الذهبي أنه اتفق على توهين الحارث لا يوجد إلا في الميزان للذهبي رحمه الله تعالى - وأنه لا حقيقة له في الخارج مطلقاً كما يقولون في العنقاء.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015