أقول: فعلاً لو تتبع الألباني كلام أهل الجرح في الحارث على طريقة تتبع الغماري ونظر في مخرج جرح المجرحين له لعلم وتحقق أن الجمهور الذي قال الذهبي أنه اتفق على توهين الحارث لا يوجد إلا في الميزان للذهبي - وهو طبعاً واهم - وأنه لا حقيقة له في الخارج مطلقاً كما يقولون في العنقاء فلا وجود للبخاري ولا لمسلم ولا لأحمد بن حنبل ولا لابن معين ولا لعلي بن المديني ولا للشعبي ولا لابن سعد ولا لأبي حاتم ولا لابن أبي حاتم ولا لأبي زرعة ولا لأحمد بن يونس ولا لزائدة ولا لمنصور بن المعتمر ولا للمغيرة بن مقسم ولا لإبراهيم النخعي ولا لأبي سعيد الأشج ولا للجوزجاني ولا ليحيى بن سعيد القطان ولا لعبد الرحمن بن مهدي ولا للنسائي ولا للدارقطني ولا لابن عدي ولا لابن شاهين ولا لابن حجر ولا لابن العماد الحنبلي ولا للنووي ولا ولا ....... فهؤلاء خيال ولاوجود لهم وتحكى عنهم الحكايات كما تحكى عن العنقاء.
41 - ويتابع الغماري في ص42 قوله:
" لأن الجمهور الذي يخرج منه الحسن والحسين ومعهما والدهما وأهل الكوفة وابن سيرين وسعيد بن جبير وابن معين وأحمد بن صالح المصري وحبيب بن أبي ثابت والنسائي وأبو بكر بن أبي داود وأبو حفص بن شاهين وابن عبد البر وغيرهم كثير ممن وثقه وأثنى عليه بل قال ابن معين: ما زال المحدثون يقبلون حديثه. الجمهور الذي يخرج منه هذا العدد الجم من أئمة السلف والخلف لجدير أن ينبذ نبذ النواة ويطرح في زوايا الترك والإهمال ويسدل عليه ستار النسيان ".
أقول: نعم الجمهور الذي يخرج منه الحسن والحسين ومعهما والدهما وأهل الكوفة وو ...... لجدير أن ينبذ نبذ النواة فكيف إذا انضموا إلى من عددناهم في الفقرة السابقة فلم يبق من الجمهور الذي يوثق الحارث غيرك يا غماري وأنت حكمت على نفسك بما تستحق.
فسؤال الحسن والحسين له كما أسلفنا عن حديث والدهما - عليهم السلام - ليس بتوثيق له فالرسول الكريم ? " مات ودرعه مرهونة عند يهودي " رواه البخاري في الجهاد باب 89 والمغازي باب 86 والترمذي في البيوع باب الرخصة في الشراء إلى أجل والنسائي في البيوع باب مبايعة أهل الكتاب وابن ماجة في الرهون والدارمي في البيوع وأحمد.
فهل يصبح اليهودي ثقة في الحديث إذا عامله أو كلمه ليس الحسن والحسين أو علي بل سيد البشر محمد ?.
أقول: إن الحسن والحسين سألا الحارث ولو وثقاه لرويا عنه فِلمَ لم يرويا عنه ولم يقل أحد بأنهما رويا عنه غيرك وإلا فأين الرواية وأما علي رضي الله عنه فقد حثه كما حث غيره على العلم والحث على العلم ليس بتوثيق والنسائي ذكره في كتابه الضعفاء ولم ينقل توثيقه مما يؤكد على أنه استقر في نهاية الأمر على تضعيفه وأحمد بن صالح المصري نزل كلام الشعبي في تكذيبه للحارث على الكذب في حديثه (ومن كانت هذه صفته فحديثه مردود عند المحدثين وكذلك مردود عندك) وابن معين أوردت كلامه الذي هو إلى التضعيف أقرب فلو كنت محدثاً لنأيت عن هذا الاستشهاد بقول ابن معين الواضح لطلبة الحديث وللمبتدئين به إن هذا الوصف معناه أنهم يترددون في قبول حديثه ولما يستقر رأيهم بعد على نبذ حديثه وبذلك يتذكر القارىء ما استقر عليه رأي ابن معين في النهاية وحزم عليه أمره فأطلق عليه لقب ضعيف وليس بالقوي.
أما باقي من عددتهم فقد وصفوه بالعلم والفهم والفضل وهذا ليس موضوع بحثنا الآن.
42 - وتابع الغماري في ص43:
" فَذَكَرَ ذِكْرَ أبي إسحاق الشيرازي للحارث في فقهاء التابعين وأنه من أصحاب ابن مسعود وقول سعيد بن جبير عن أصحاب ابن مسعود بأنهم سرج المدينة وقول الشعبي بأن ابن مسعود أفقه أصحاب النبي ? ثم قال: فالذي يتمسك بقول الذهبي في توهين الحارث بعد هذا هو الواهي حقيقة.
قلت: لو كنت مسلماً حقاً ما تجرأت على هذا القول لكن كل إناء بما فيه ينضح فحقدك الأسود على الإسلام والمسلمين أعماك ولم تدر مايخرج من فيك وكل من عددنا وسنرتبهم مع أقوالهم في نهاية الرسالة من علماء الأمة كلهم واهون عندك يا غماري لكن إذا لم تستح فاصنع ماشئت إذا كان البخاري ومسلم وأحمد والنسائي وابن معين وابن المديني وو ...... واهين فمن الثقة إذن؟ **!
طبعاً مسيلمة وعبد الله بن سبأ والغماري هؤلاء هم ثقات الأمة وعنهم يؤخذ الدين.
¥