2 - إن حديثه يعمل به في الأحكام وينقل بين الناس ولهذا احتج أصحاب كتب السنة بحديثه للمعنى الذي ذكره الذهبي والتردد في ذلك لا يضر فقد ذكرت أن ذلك التردد لا أساس له ولا دليل عليه وأن الحارث ثقة يعمل بحديثه قولاً واحداً على حسب القواعد المقررة.

أقول: مهلاً سوف تقرر بعد ثلاث صفحات بأن العدالة لا تتجزأ ولا تتبعض فلا يكون الراوي ثقة عدلاً في جهة وكذاباً فاسقاً في جهة أخرى فكيف يعمل بحديث الحارث في الأحكام ويرد في العبادات. أما احتجاج أصحاب كتب السنة بحديثه فقد سبق وبينا أن أصحاب السنن لم يلتزموا الصحة في أحاديثهم وإنما رووا فيها عن وضاعين نصوا هم على أنهم وضاعون فلا حجة في رواية أصحاب السنن عن الحارث.

2 - إن الحارث لم يقع منه تفرد في حديثه وإنه لم يكن ممن فحش خطؤه وكذا وهمه لأنه كان من التابعين الأولين وإنما ذلك يوجد في صغار التابعين فمن بعدهم.

قلت: لم يقولوا عنه بأنه ممن فحش خطؤه وكثر وهمه وإنما وصفوه بالكذب.

31 - ثم يقول الغماري ص41:

" فأين يذهب الألباني من هذا الكلام الذي قرره الذهبي الحافظ الناقد الذي ما أتى بعد يحيى بن معين خبير بأحوال الرجال مثله، في شأن الحارث وحكمه فيه بأنه ممن يعمل بحديثه وينقل عنه.

أقول: بعد أن وصفت الذهبي هذا الوصف فما ذنب الذهبي إذا فهمت كلامه بالعكس وفسرت كلامه في غير مكان الترجمة حينما ذكره من بين الرواة الذين تردد الأئمة في الاحتجاج بهم على أنه توثيق له واستغربت ما ترجمه ونقل ما له وما عليه في الميزان بشكل موسع فنقل تكذيبه وتوهين الجمهور له وقد قالوا: " آفة العلم من الفهم السقيم " هذا إذا أضيف للفهم السقيم الغرض الخبيث فتكون النتيجة عجائب فلم يقل الرجل لا هنا ولا هناك بأنه ممن يعمل بحديثه وينقل عنه فأكثر من عدهم لا يقبل حديثهم إذا انفردوا لأنهم ضعفاء وترجمهم في الميزان ووصف كلاً منهم بما يليق به. فأين تذهب ياغماري من قول الذهبي الحافظ الناقد المتقن كما وصفته أنت ونقلته عنه في الصفحة 43 وهذا الشعبي يكذبه ثم يروي عنه والظاهر أنه يكذب في لهجته وحكاياته وأما في الحديث النبوي فلا ثم تقرر بعدها بأن العدالة لا تتجزأ ولا تتبعض.

32 - وقال الغماري ص41: فظهر من هذا أن الألباني ليس له معرفة بالرجال ولا له غوص في نقل عبارات أهل الجرح.

أقول: الحمد لله أنه ليس للألباني معرفة بالرجال كمعرفتك هذه ولا له غوص كغوصك وإنما شأن الرجل يقتصر على جمع طرق الحديث والحكم على سندها كما يقول أهل الجرح والتعديل وعلى حسب مصطلحات القوم. ولا يغوص كغوصك لأنه إذا غاص كهذا الغوص ما خرج من جهنم والعياذ بالله. رجل يغوص غوصاً يخطىء به الأمة وعلماءها وما أجمعت عليه منذ أربعة عشر قرناً ويستنتج أن البخاري ومسلماً والشعبي والذهبي وابن حجر وابن سعد والنووي والنسائي وابن معين وابن المديني وأحمد بن حنبل وأبا حاتم وابن أبي حاتم وبنداراً وو ...... كلهم أخطؤوا في ردهم لحديث الحارث حتى من عاصر منهم الحارث واختبره وغمارينا الذي ينتسب إلى نفس الفرقة التي ينتسب إليها الحارث ألا وهي الشعوبية هو أخبر به ممن عاصره بأحواله فله الحق بتوثيقه.

33 - وقال الغماري ص41: فنجده (الألباني) يصحح ما هو موضوع ويضعف ما هو صحيح ويحكم بوقف ما هو مرفوع.

أقول: إن الألباني يخاف أن يقدم على ما أقدمت عليه ياغماري فيخالف الأمة وعلماءها وما اتفقت عليه منذ أربعة عشر قرناً أما أنت فشجاع كشجاعة أبي طالب وأبي لهب وأبي جهل فلا تخاف من إعلان رأيك أحداً حتى الله أما الألباني فجبان فهو يخاف الله ولا يجرؤ على مخالفة إجماع الأمة لأنه أولاً وأخيراً مسلم لذا فهو يصحح ما هو صحيح بنظر الأمة وإن كان موضوعاً بعرفك ويضعف كل حديث صححته طائفتك (الشعوبية) لتطعن به ديننا.

34 - وتابع الغماري ص41:

" ولكنه (الألباني) اغتر لفراغ الجو وخلو البلاد ممن يشتغل بالحديث على الوجه الصحيح.

أقول: الحمد لله على فراغ الجو وخلو البلاد ممن يشتغل بالحديث على الوجه الصحيح الذي تشتغل به أنت والذي تبغي به وجه الشيطان فتخالف إجماع الأمة فتصحح ماأجمعت الأمة على تضعيفه وتضعف ماأجمعت الأمة على تصحيحه وتوثق من أجمعت الأمة على تكذيبه وتضعف من أجمعت الأمة على توثيقه.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015