وقد أطال الحافظ في (لسان الميزان) في ذكر ترجمته، وأخباره، ورواياته، ثم ختم ترجمته بقوله:
«فإذا تأملت هذه الروايات، ظَهَرتَ على تخليط هذا الرجل في اسمه ونسبه ومولده،وقدر عمره،وأنه كان لا يستمر على نمط واحد في ذلك، فلا يُغترَّ بمن حَسَّن الظنَّ به» ().
تاسعاً: زيادة الشيخ في ذكر وفاة بعض الرواة ممن ُترجم لهم في (المغني).
ومن أمثلة ذلك ما يلي:
1 – قال الذهبي: «ق: حِبَّان بن علي العَنَزِي، عن التابعين، ضعفه النسائي وجماعة،ولم يترك» ().
قال الشيخ: «قلت: مات سنة إحدى وسبعين،وله ستون سنة» ().
2 – قال الذهبي: «طَرِيف بن عُبيد الله الموصلي، كان بعد الثلاثمائة، ضعفه الدارقطني» ().
قال الشيخ: «قلت: مات سنة أربع وثلاثمائة» ().
عاشراً: زيادة الشيخ في تعريف بعض الرواة ممن ُترجم له في (المغني).
ومن أمثلة ذلك ما يلي:
1 – قال الذهبي: «ت ق: خالد بن إِيَاس المدني، عن عامر بن سعد، وعنه القعنبي، ضعفوه» ().
قال الشيخ: «قلت: هو إمام مسجد المدينة المنورة، وهو متروك الحديث» ().
قلت: هو خالد بن إليَاس، أو إِيَاسْ، بن صخر بن أبي الجَهْم بن حذيفة، أبو الهيثم العَدَوي، المدني، متروك الحديث كما قال الشيخ، وهو ما قاله الحافظ ().
وقال الحافظ: «قال أبو داود: كان يؤم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، نحواً من ثلاثين سنة» ().
2 – قال الذهبي: «ت: خالد بن أبي بكر العُمَرِي، شيخ للنُفَيْلِي، قال أبو حاتم: «يكتب حديثه» وقال البخاري: «له مناكير» ().
قال الشيخ: «تمام النسب: ابن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب» ().
قلت: هكذا نسبه الحافظ ابن حجر، وقال: «فيه لين» ().
3 – قال الذهبي: «ت: حمزة بن أبي حمزة، عن عطاء، متهم واه» ().
قال الشيخ: «قلت: هو الذي يقال له النَّصِيْبِي من كبار الضعفاء المتهمين» ().
قلت: هو حمزة بن أبي حمزة الجُعْفِي، الجزري النَّصِيْبِي، واسم أبيه ميمون، متروك متهم بالوضع، قاله الحافظ ().
4 – قال الذهبي: «ت: رُمَيْح، عن أبي هريرة، لا يُعرف» ().
قال الشيخ: «هذا يقال: الجُذَاِمي» ().
قلت:هو رُمَيْح الجُذَامِي كما قال الشيخ، وقد نقله الشيخ من الحافظ ()،وقال الذهبي: «روى عنه حديثه مُسْتَلم بن سعيد «إذا اتُّخِذ الفيءُ دِولاً».
قال الترمذي: «غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» ().
وقال الحافظ: «مجهول» ()، تفرد بالرواية عنه مُستلم بن سعيد، وقال ابن القطان: «رُمَيْح لا يُعرف» ().
5 – قال الذهبي: «الحارث بن عبد الله الأَعور، من كبار علماء التابعين، قال ابن المديني: كذاب، وقال الدارقطني: ضعيف،وقال النسائي: ليس بالقوي، وكذَّبه الشعبي» ().
قال الشيخ: «قلت: لم يرو النسائي في (السنن) للحارث إلا حديثين» ().
قلت: قال الذهبي: «وحديث الحارث في (السنن الأربعة) والنسائي مع تعنته في الرجال، فقد احتج به وقوَّى أمره، والجمهور على توهين أمره، مع روايتهم لحديثه في الأبواب، فهذا الشعبي يكذِّبه، ثم يروي عنه، والظاهر أنه يُكِّذب حكاياته، لا في الحديث» ().
قال الحافظ متعقباً على الذهبي: «قلت: لم يحتج به النسائي، وإنما أخرج له في «السنن» حديثاً واحداً مقروناً بابن مَيسرة، وآخر في «اليوم والليلة» متابعة، هذا جميع ما له عنده» ().
6 – قال الذهبي: «خ: الحسن بن شَاذَانْ الواسطي، واسم أبيه خلف، ثقة، تُكلِّم فيه، وعنه البخاري، ووثقه الخطيب وأبو حاتم» ().
قال الشيخ: «قلت: روى عنه البخاري حديثاً واحداً قد توبع عليه» ().
قلت: قال الحافظ في (التقريب): «كأن شَاذَانْ لقب أبيه، صدوق له أوهام، له عند البخاري حديث واحد توبع عليه» ().
وقوله: «صدوق له أوهام» ناقضه في (الفتح) فقال:
«الحسن بن خلف هو الواسطي، ثقة من صغار شيوخ البخاري، وما له عنه في «الصحيح» سوى هذا الموضع» ().
والصواب أن يقال فيه: إنه صدوق حسن الحديث؛ قال الحافظ:
«قال أبو حاتم: شيخ، وقال الخطيب: كان ثقة، وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال ابن عدي: يُحتمل ولا أعلم له شيئاً منكراً» ().
والذهبي وثقه كما في (المغني) وقال في (الكاشف): «صدوق» ().
والبخاري روى عنه،ومع ذلك قال: «الحسن بن شَاَذانْ يتكملون فيه» ().
¥