قلت: صحف الشيخ اسم (مَسَرَّة) إلى (مَيسَرة) ولهذا وضع هذه الترجمة بعد ترجمة الذهبي لـ ميسرة بن عبد ربه، وعلى أنها ترجمة زائدة على شرط الذهبي، وكل هذا وهم وتصحيف، وقد نقل الشيخ هذه الترجمة بحروفها من (تاريخ الإسلام) () وعنده (مَسَرَّة) لا (مَيسَرة)، وفي نسخة الأزهرية التي عليها حاشية الشيخ، مترجم لمَسَرَّة، قال الذهبي:
«مَسَرَّة بن عبد الله الخادم، قال الخطيب: ليس بثقة» ().
ثامناً: ذكر الشيخ سليمان لبعض أقوال أئمة الجرح، فيمن ُترجم له في (المغني) زيادة على ما ذكره الذهبي:
ومن أمثلته ما يلي:
1 – قال الذهبي: «أحمد بن عبد الله بن خالد الجُوْبَارِي ويقال: «الجُوَيْبَارِي» في عصر شيوخ الأئمة، كذاب، جبل» ().
قال الشيخ: «وقال ابن حبان: كان دجالاً من الدجاجلة، وقال المصنف في التاريخ: روى عن ابن عيينة وأبي ضَمْرة وغيرهما من ثقات أصحاب الحديث، أُلوفاً من الحديث ما حدثوا منها بشيء» ().
قلت: قول الشيخ: «قال المصنف في التاريخ: روى عن ابن عيينة…».
هذا وهم فليس في ترجمة أحمد بن عبد الله بن خالد من (تاريخ الإسلام) () هذا الكلام. بل هذا كله من كلام ابن حبان، وهذا نص كلامه: «دجال من الدجاجلة كذاب، يروي عن ابن عيينة ووكيع وأبي ضَمْرة وغيرهم من ثقات أصحاب الحديث،ويضع عليهم ما لم يحدثوا، وقد روى عن هؤلاء الأئمة ألف حديث ما حدثوا بشيء منها….» ().
2 – قال الذهبي: «أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب، أبو بشر المروزي الفقيه، بعد الثلاثمائة، عُرف بالوضع» ().
قال الشيخ: «قال الدارقطني: كان حافظاً عَذْب اللسان، مجرداً في السنة والرد على المبتدعة، لكنه كان يضع الأحاديث، قلت: مات سنة 323» ().
قلت: نقل الشيخ هذا من (تاريخ الإسلام) ().
3 – قال الذهبي: «دينار، أبو عمر، عن محمد بن الحَنَفِية، قال الأزدي، متروك» ().
قال الشيخ: «وقال وكيع: ثقة، وقال أبو حاتم: ليس بالمشهور، وذكره ابن حبان في الثقات» ().
قلت: هو دينار بن عمر الأسدي، أبو عمر البزَّار وهذا الراوي مختلف فيه، قال الحافظ: «قال وكيع: أبو عمر البزَّار ثقة، وقال الأزدي: متروك، وقال الخليلي: كذاب، كان مختارياً من شُرط المختار بن أبي عبيد» ().
وقال الحافظ: «صالح الحديث، رُمي بالرفض» ().
والراجح أنه: متروك، وقد أخرج له البخاري في (الأدب المفرد) وابن ماجه.
تنبيه: خَلط محقق (المغني) نور الدين عتر، بين ترجمة (دينار أبو يحيى القتات) وبين هذا الراوي (دينار أبو عمر) حيث جعلهما راوياً واحداً، فجاء في (المغني) من تحقيقه: «دينار أبو يحيى القَتَّات، كذا سماه ابن أبي حاتم، وإنما اسمه: عبد الرحمن بن دينار أبو عمر، عن محمد بن الحنفية، قال الأزدي: متروك» ()!!
والصحيح في الترجمتين هكذا: «دينار، أبو يحيى القَتَّات، كذا سماه ابن أبي حاتم، وإنما اسمه عبد الرحمن، لين» () ثم بعده ترجم الذهبي لدينار أبو عمر، فقال: «دينار، أبو عمر، عن محمد بن الحنفية، قال الأزدي متروك» ().
وبسبب هذا الخلط العجيب ظنَّ من ينظر في (المغني) أن الذهبي لم يُترجم لدينار بن عمر الأسدي. وقد ترجم له في (ديوان الضعفاء) ().
4 – قال الذهبي: «عثمان بن الخَطَّاب، أبو الدُّنيا الأَشَجَّ، حدث بعد الثلاثمائة عن علي، فكذبوه» ().
قال الشيخ: «قال المصنف في تاريخه في ترجمة أبي الدُّنيا: يدَّعي أنه ولد في خلافة أبي بكر الصديق، وأنه سمع من علي بن أبي طالب، وأنه مُعمَّر، وأنه أمسك بركابه يوم صِفِّين،وحدث عنه ببغداد بالبواطيل، فكتب عنه: محمد بن أحمد المفيد، أحد الضعفاء وغيره، ليس والله بثقة ولا صادق، وعلى قوله يكون قد عاش ثلاثمائة سنة أو أكثر ()، مات سنة 327» ().
قلت: هو عثمان بن الخَطَّاب، أبو عمرو البَلَوِي المغربي، أبو الدُّنيا الأَشَجَّ، ويقال ابن أبي الدُّنيا، قال الذهبي:
«طير طرأ على أهل بغداد، وحدث بقلة حياء بعد الثلاثمائة، عن علي ابن أبي طالب، فافتَضحَ بذلك،وكذَّبه النقاد، قال الخطيب: علماء النقل لا يثبتون قوله» ().
وقال في موضع آخر: «طَرْقِيٌ كذاب جريء» () وقال الحافظ ابن حجر: «قال منصور بن سليم في «تاريخه»:… وهذا المُعمَّر لا يصح وجوده عند علماء النقل» ().
¥