وهكذا جاء في (تاريخ الإسلام) () و (سير أعلام النبلاء) () و (تذهيب التهذيب) ().
وحديث الربيع بن يحيى في الجمع بين الصلاتين، قد أخرجه أبو حاتم الرازي ()، والطحاوي ()، من طرق عن الربيع بن يحيى الأُشْنَانِي، حدثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: «جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بالمدينة للرُّخص، من غير خوف ولا علة).
وهو باطل كما تقدم عن أبي حاتم الرازي والدارقطني.
سادساً: ذكر الشيخ سليمان لكثير من تراجم الرواة المجاهيل، زيادة على ما ذكر في (المغني).
وأمثلة ذلك كثيرة جداً، وهي على ما يلي:
1 – قال الشيخ: «الحارث بن عمرو، ابن أخي المغيرة بن شعبة الثقفي، ويقال ابن عون، مجهول من السادسة» ().
قلت: هو مجهول كما قال الشيخ، وقد نقل الشيخ هذه الترجمة بحروفها من (تقريب التهذيب) ().
2 – قال الشيخ: «حُصَين الحِمْيَري ثم الحُبْرَانِي، مجهول، من الطبقة السادسة» ().
قلت: هو مجهول كما قال الشيخ، نقلاً عن الحافظ ()، وقد أخرج له أبو داود وابن ماجه.
3 – قال الشيخ: «حمزة بن دينار، عن الحسن، مجهول، قال المصنف: لا أعرفه» ().
قلت: حمزة بن دينار، روى عن الحسن البصري، وروى عنه هشيم بن بشير، وهو مجهول كما قال الشيخ سليمان، وهو ما قاله الحافظ ()، ونقل الشيخ سليمان هنا عن الإمام الذهبي من (ميزان الاعتدال ()) في قوله: «لا أعرفه» وقد أخرج له أبو داود في كتاب القدر.
4 – قال الشيخ: «ق، روح بن عَنْبَسة بن سعيد، عن أبيه، مجهول، روى عنه ابنه عبد الكريم بن رَوح» ().
قلت: روح بن عَنْبَسة بن سعيد بن أبي عياش، الأموي مولاهم، البصري، مجهول كما قال الشيخ، وهو ما قاله الحافظ ()، وقد أخرج له ابن ماجه حديثاً واحداً.
5 – قال الشيخ: «حسَّان، عن وائل بن مُهَانَة، عن ابن مسعود:
«ما رأيت من ناقصات عقل ودين …» الحديث، رواه النسائي، روى عنه ذَر بن عبد الله، وهو مجهول» ().
قلت: حسَّان مجهول كما قال الشيخ، تفرد بالرواية عنه ذر بن عبد الله المُرْهِبي، وهو ثقة عابد أخرج له الجماعة، كما قال الحافظ ().
والحديث الذي ذكره الشيخ موقوفاً من قول ابن مسعود، أخرجه النسائي ()، والمزي ()، واللفظ له، من طريق منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش، عن ذر، عن حسان، عن وائل بن مُهَانة قال:
قال عبد الله ـ ولم يرفعه ـ: «يا معشر النساء تَصَّدْقَن، فإنَّكن أكثر أهل النار»، قال: فقامت امرأة، فقالت: لم نحن أكثر أهل النار؟ قال: لأَنُكنَّ تُكثِرن اللعن، وتَكفُرنَ العَشِير، وما رأيت من ناقص العقل والدِّين أغلب لذوي العقولِ على عقولهم منِكُنَّ، قيل: وما نُقصان عقولهنَّ؟ قال: شهادة امرأتين برجل، قيل: وما نُقصان دينهنَّ؟ قال: تحيض ولا تصلي».
وخالف منصور بن أبي الأسود في عدم وقفه على ابن مسعود، وعدم ذكر حسان، شعبة، حيث أخرج النسائي () من طريق شعبة، عن الحكم، قال سمعت ذراً يحدث، عن وائل بن مُهَانَة، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء: «تَصَدَّقْنَ، فإنكنَّ أكثر أهل النار…» الحديث.
وتابع شعبة على ذلك سفيان بن عيينة، حيث أخرج النسائي () من طريق سفيان، عن منصور بن المعتمر، سمع من ذرٍ يحدث، عن وائل بن مُهَانة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَصَدَّقْنَ يا معشرَ النساء، ولو من حُلِيكنَّ، فإنكنَّ أهل النار….» الحديث.
قال المزي (): «شعبة، عن الحكم، عن ذرٍ، عن وائل نفسه، مرفوعاً، هو المحفوظ، تابعه سفيان، عن منصور، عن ذرٍ» وهو الصحيح.
وسند النسائي المرفوع ضعيف، ففيه وائل بن مُهَانَة التيمي مجهول، تفرد بالرواية عنه ذر بن عبد الله المُرْهِبي،وقال الذهبي (): «لا يعرف» وذكره ابن حبان وحده في «الثقات ()» وتساهل الحافظ ()، فقال: «مقبول».
وفي الباب عن ابن عمر، وأبي هريرة، وجابر، وابن عباس، وزينب الثقفية امرأة ابن مسعود، وأبي سعيد الخدري، وهي أحاديث صحيحة ().
6 – قال الشيخ: «حيَّان، عن سليمان التيمي، مجهول» ().
قلت: هو كما قال الشيخ، وقد أخرج له ابن ماجه.
وقد نقل الشيخ هذه الترجمة من (تقريب التهذيب) ().
¥