«هو نكرة إن لم يكن المُرِّي الذي أخرج له مسلم» وقد رجح في (ميزان الاعتدال) () ـ وقد ألفه بعد (المغني) ـ بأنه المُرِّي، ورد تجهيل الدارقطني له فقال: «أبو غَطَفَان، عن أبي هريرة، لا يدرى من هو، قال الدارقطني (): مجهول، والظاهر أنه أبو غَطَفَان ابن طريف المُرِّي، وماذا بالمجهول، وثقه غير واحد».

وقال في (الكاشف) (): «أبو غَطَفَان المُرِّي، يقال: سعد، عن خزيمة بن ثابت، وأبي هريرة، وعنه إسماعيل بن أُميَّة، وعمر بن حمزة، ثقة، كتب لمروان، اخرج له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه».

وهكذا ذكر في (تذهيب تهذيب الكمال) () وهو الصواب.

وقال الحافظ ابن حجر: «ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال: كان قد لزم عثمان وكتب له، وكتب أيضاً لمروان. وقال النسائي في (الكنى): «أبو غَطَفَان ثقة، قيل: اسمه سعد» وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال الدوري، عن ابن معين: أبو غَطَفَان ثقة.

وفرَّق البزار بين الراوي عن أبي هريرة، وبين الراوي عن ابن عباس؛ جعلهما اثنين» ().

وقال في (تقريب التهذيب): «ثقة» ().

5 – تعقبه على الإمام الذهبي في سياقه لترجمة راو ٍبما يُوهم أنه ثقة وليس كذلك.

قال الإمام الذهبي: «خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الشامي. قال النسائي: «ليس بثقة»، ووثقه أحمد بن صالح وأبو زرعة الدمشقي» ().

قال الشيخ سليمان: «كلام المصنف يوهم أن خالداً ثقة، بسبب اختلاف الجرح والتعديل، مع أن الجرح لم يُفسر، والمعدلين أكثر.

وليس كذلك؛ فإن المصنف لم ينقل جرحه إلا عن النسائي، وقد جرحه غيره، فقال أحمد: ليس بشيء، وقال ابن معين: «ينبغي أن يدفن كتاب الديات لخالد، لم يرض أن يكذب على أبيه، حتى كذب على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم». وقال الدارقطني: «ضعيف» وقال أبو داود: «متروك الحديث». وقال يعقوب بن سفيان: «هو ضعيف» وقال ابن حبان: «هو من فقهاء الشام. كان صدوقاً في الرواية، لكنه كان يخطئ كثيراً، وفي حديثه مناكير، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد عن أبيه، وما أقربه ممن ينسبه إلى التعديل») ().

قلت: جاء في نسخة من (المغني) وهي التي عليها حاشية الشيخ هكذا: «خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الشامي قال النسائي: ليس بثقة، ووثقه أحمد بن صالح وأبو زرعة الدمشقي» ().

وعلى هذا يصح ما تعقب به الشيخ سليمان على الحافظ الذهبي.

وما نقله الشيخ سليمان من أقوال المجرحين هو من (تهذيب التهذيب) () هذا وقد جاء في نسخة أخرى من (المغني) كتبها بخطه وقرأها على الذهبي، الإمام الحافظ محمد القَيسي السَّفَاقِسي، هكذا:

«خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الشامي، قال النسائي: ليس بثقة، ووثقه غيره، ولينه غير واحد» ().

وعلى هذه النسخة لا يكون في كلام الذهبي ما يُوهم أن خالداً ثقة، وإن كان الذهبي قد قَصَّر في قوله (ولينه غير واحد)، حيث إن هذا يشعر بأن ضعفه يسير وليس كذلك، بل (قال أحمد ويحيى بن معين: «ليس بشيء» وقال أبو داود: «متروك الحديث» ()).

علماً بأن الذهبي قال في (ديوان الضعفاء) (): «ليس بثقة» والراجح في خالد بن يزيد أنه ضعيف جداً.

6 – تعقبه على الإمام الذهبي في كلامه على راو ٍ بما لا يوجب ضعفه.

قال الإمام: الذهبي: «دَغْفَل بن حَنْظَلة النسَّابة، شيخ للحسن، خالفه الصحابة في سِن النبي صلى الله عليه وسلم» ().

قال الشيخ سليمان: «قلت: المخالفة في سِن النبي صلى الله عليه وسلم لا توجب ضعفه، وقد عدَّه بعضهم في المجهولين، وقيل إن له صحبة، وهو مشهور، جُمع له الأنساب وأيام العرب، وهو مخضرم، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم» ().

قلت: قول الذهبي: «دَغْفَل بن حَنْظَلة، خالفه الصحابة في سن النبي صلى الله عليه وسلم».

أي أن أكثر الصحابة اتفقوا على أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ثلاث وستين سنة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015