ولذلك لن تجد خيرًا من الحافظ بن حجر معرفة بأنواع هذه المعلقات، وأقسامها لأنه صاحب عناية فائقة ومتميزة بمعلقات صحيح البخاري، وقد لخَّص هذا الكتاب أيضًا " تَغْلِيق التَعْلِيق " في مقدمة شرحه لصحيح البخاري "فَتْح البَارِي" المقدمة المشهورة باسم " هدي الساري ".

لخَّص كتابه " تغليق التعليق " تلخيصًا كبيرًا وقدَّم هذا الباب بذكر أنواع المعلقات في صحيح البخاري، ويمكن أن نقسم هذه التعليقات بناء على كلام الحافظ بن حجر يعني حاولوا أن ترسموها شجرة في أذهانكم أو في أوراقكم التي معكم.

نقسم هذه المعلقات إلى قسمين أساسين:

معلقات المتون. ومعلقات الأسانيد. أو الطرق والروايات.

هذه لها كلام وهذه لها كلام.

--------------------------------------------------------------------------------

نبتدئ بمعلقات المتون:

معلقات المتون: يعني أن يروي متنًا لكن لتعليقه، نحن نقول معلق، نحتاج إلى شرح المعلق قبل أن ندخل فيه، ما هو المعلق؟ نحن طبعًا شرحناه السنة الماضية أنا معتمد إنه محفوظ من السنة الماضية المعلق.

- ما حذف من مبتدأ إسناده واحد فأكثر، زاد الحافظ بن حجر: بتصرف مصنفه: هذا هو المعلق.

صورته حتى نعرف: مثل أن يقول الإمام البخاري في حديث ?? إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّياتِ ?? الذي يرويه عن الْحُمَيْدي عَنْ سفيان عَنْ إبراهيم .. إلى آخر السند.

كأن يقول مثلًا: ?? قَالَ سُفْيَانُ .. الحديث ??.

هل البخاري سمع الحديث من سفيان؟

- لا. إنما سمعه من الْحُمَيدي، أو أن يقول: قال يحيي بن سعيد الأنصاري، هل سمعه من يحيي بن سعيد الأنصاري، أو أن يقول: قال علقمة بن وقاص، هل سمعه من علقمة؟ لا، أو يقول: قال عمر بن الخطاب، أو يقول يحذف السند كله، ويقول: قال النبي (?? إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّياتِ ??.

فإذا حذف شيخه هذا يُسمى معلق، فإذا أضاف إلى شيخه رجل ثاني أو ثالث أو رابع أو كل السند أيضًا يُسمى معلق، هذه هي المعلقات، وقد يكون المعلق حديث مرفوع كما ذكرنا إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وقد يكون أثرًا موقوفًا عن أحد الصحابة أو عن أحد التابعين، فمن جاء بعدهم، فنقول: أن هذه المعلقات قد يسوقها الإمام البخاري يسوق بعض السند أو يحذف السند كله، ويذكر المتن المروي سواء كان مرفوعًا أو موقوفًا أو مقطوعًا، فهذه المتون تنقسم أو معلقات المتون تنقسم أيضًا إلى قسمين، ليت عندنا لوحة كان نرسم لكم شجرة؛ هذا لأنها مرسومة عندي أنا في الورقة هذه، فهذه المعلقات المتون أيضًا تنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: الذي وصله الإمام البخاري في الصحيح، معلقات وصلها في كتابه الصحيح.

القسم الثاني: معلقات لم يصلها في الصحيح.

كيف يعني معلقات وصلها في الصحيح؟ ومعلقات لم يصلها؟

--------------------------------------------------------------------------------

بعض المعلقات يذكرها الإمام البخاري في موطن ويحذف من مبتدأ السند واحد فأكثر، ويوردها في موطن آخر مسندةً، يذكر من سمع منه الحديث إلى منتهى السند.

ما حكم هذه المعلقات التي يصلها البخاري في صحيحه؟

صحيحة وهي على شرطه؛ لأنه أخرجها مسندة في موطن آخر من كتابه الصحيح.

لما علقها؟

هنا سؤال: ما دام إنها على شرطه وأخرجها في موطن آخر مسندة، فلم لم يصلها في كل موطن يوردها فيه مع أننا نعرف أن البخاري يكرر حديثه، يعني كثير من الأحاديث يكررها ويقسم الحديث ويوزع الحديث على الأبواب، فلم لم يرو هذا الحديث الذي علقه بإسناد متصل لا منتهاه؟

يقول: للاختصار.

ولما لم يفعل هذا اختصار في الروايات الأخرى التي أسندها وكررها في أبواب أخرى، يعني لابد في فرق بين الصورتين، مرة لا يعلق الحديث وإن تكرر، ومرات يعلقه إذا تكرر، فما الفرق بين الحالتين؟

يقول: بسبب ضيق المخرج؟ الإمام البخاري من طبعه وقلنا وهذا من سجيته من ذكائه أنه يكره الإعادة التي لا فائدة فيها، حتى الأحاديث التي كان يكررها مسندة لابد أن يكون هناك إضافة في كل مرة يروي فيها الحديث ولو أقل شيء من ناحية الرواية؛ كأن يرويه مرة عن شيخ، ومرة يرويه عن شيخ آخر، يرويه مرة بإسناد، ويرويه مرة بإسناد آخر، يرويه مرة بلفظ ويرويه مرة أخرى بلفظ فيه شيء من الاختلاف ينفع في بيان الحكم المستنبط من الحديث.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015