حدثنا محمد بن المثنى العنزي حدثنا محمد بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن زرارة أن سعد بن هشام بن عامر أراد أن يغزو في سبيل الله فقدم المدينة فأراد أن يبيع عقاراً له بها فيجعله في السلاح والكراع ويجاهد الروم حتى يموت فلما قدم المدينة لقى أناساً من أهل المدينة فنهوه عن ذلك وأخبروه أن رهطاً ستة أرادوا ذلك في حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقال ((أليس لكم فيَّ أسوة؟)) فلما حدثوه بذلك راجع امرأته وقد كان طلقها وأشهد على رجعتها فأتى ابن عباس فسأله عن وتر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال ابن عباس: ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من؟ قال: عائشة فأتها فاسألها ثم ائتني بخبرها .... وفيه: أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم يسلم تسليماً يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد .... إلخ الحديث. ورواه أبو داود (ج2 ص 92 - 93) وفيه ثم يضجع جنبه.

قلت: في هذا الحديث إثبات الركعتين التي بعد الوتر وإثبات الاضطجاع بعدهما.

وقال ابن خزيمة رحمه الله تعالى في ((صحيحه)) (ج2 ص 157) باب الرخصة في الصلاة بعد الوتر: نا أبو موسى محمد ابن المثنى ثنا ابن أبي عدي، ثنا هشام و ثنا يعقوب بن إبراهيم سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعة يصلي ثمان ركعات ثم يوتر ثم يصلي ركعتين وهو جالس فإذا أراد أن يركع قام فركع ويصلي ركعتين بين الندائين. سنده صحيح.

وانظر ((فتح الباري)) (ج3 ص42 - 43) حيث قال ابن حجر في شرحه لحديث عائشة، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلى العشاء، ثم صلى ثمان ركعات، وركعتين جالساً، وركعتين بين الندائين، ولم يكن يدعهما أبداً،: وليس فيه ذكر الوتر وهو في رواية الليث ولفظه ((كان يصلي بثلاث عشرة ركعة تسعاً قائماً وركعتين وهو جالس)).

وأما الضجعة التي بعد الوتر:

فقال البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الوضوء (ج 1 ص 287): حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس أن عبد الله بن عباس أخبره أنه بات ليلة عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ــ وهي خالته ــ فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأهله في طولها. فنام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتيم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي قال ابن عباس: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت، فقمت إلى جنبه فوضع يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين ثم أوتر، ثم اضطجع حتى أتاه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.

وأخرجه أيضاً (ج1 ص 287)، (ج2 ص 477) , (ج3 ص 71)، (ج8 ص 236 - 237) من طريق مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى ابن عباس عن ابن عباس.

ورواه مسلم (ج1 ص 526 - 527) وذكر الاضطجاع بعد الوتر أيضاً، وأبو داود (ج1 ص100) بذكره كذلك، والنسائي (ج3 ص 210 - 211) حديث رقم (1620)، وابن ماجة (ج1 ص 433) ومالك (ج1 ص 368) مع ((شرح الزرقاني)) وأحمد (ج1 ص 242) جميعاً بذكره كذلك. ورواه أيضاً أحمد (ج1 ص 358) ولم يذكر الاضطجاع بالمرة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015