ولا على وجوب الاقتصاص من قتلته، وإنما كان يرى تأجيل ذلك حتى تهدأ الأوضاع ويستتب له الأمر، لأن قتلة عثمان كثير وقد تفرقوا في الأمصار كما كانت طائفة كبيرة منهم في المدينة بين الصحابة. ومع هذا كله فإن اختلافهم رضي الله عنهم لم يصل بهم إلى الطعن في الدين، واتهام بعضهم لبعض، وإنما كان كل فريق يرى لمخالفه مكانته في الفضل والصحبة ويرى أنه مجتهد في رأيه، وإن كان يخطئه فيه.
ومعاوية رضي الله عنه كان كاتباً للوحي وعندنا الدليل من السنة بأنه من كتاب الوحي.
وذكرت له عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة:-
أنهم يتبرءون ممن يكره الصحابة، ويمسكون عما شجر بينهم، ويقولون إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونُقص وغُير عن وجهه، والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون. وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره. بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة. ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر. حتى أنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم. لأن لهم من الحسنات التى تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم. وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنهم خير القرون. وأن المدّ من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهباً ممن بعدهم. ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه. أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين هم أحق الناس بشفاعته. أو ابتلي ببلاء في الدنيا كُفر به عنه.
فإذا كان هذا في الذنوب المحققة، فكيف الأمور التى كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطئوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور؟!
ثم القدر الذى ينكر من فعلهم قليل ونزر يسير مغمورٌ في جنب فضائل القوم ومحاسنهم، ومن الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح. ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقيناً أنهم خير الخلق بعد الأنبياء. لا كان ولا يكون مثلهم. وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله.
ولا أدرى لماذا يتداول الإباضية هذه الاختلافات بفهمهم السقيم بدون الرجوع إلى الرويات الصحيحة المعتبرة؟!
شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهما الله
غصة في حلوق المبتدعين إلى يومنا هذا
وقد قال لي مرة: ماذا تقول في علمائكم الذين تفخرون بهم ومنهم ابن تيمية وابن القيم؟
قلت: علماء من أفاضل علماء المسلمين رحمهم الله وحشرنا معهم. ولهم من الكتب القيمة التي انتفع بها المسلمون قاطبة الشيء الكثير جزاهم الله عن المسلمين كل خير.
قال: لقد ذكر صاحبكم ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة بأن الله ينسى – والعياذ بالله – فما رأيك؟
قلت: سوف أرجع الى الكتاب ثم اتكلم معك – ورجعت الى كتاب مختصر الصواعق المرسلة للشيخ ابن القيم رحمه الله فما وجدت إلا أنه شرح الآية (نسوا الله فنسيهم) وقال رحمه الله: أي أهملهم وتركهم بما نسوا آيات الله. فانظر رحمك الله الى الافتراء! – بدون أن يقرأ الكتاب!! فقط اللهم سمعه من أحد مشايخهم الإباضية الذى يشار اليه بالبنان عندهم – ولقد تحديته إن هو قرأ هذا الكتاب؟
فأجاب أنه لم يقرأه! ولكن الكلام موجود حتى وإن لم يقرأه!!!
قلت له: أليس هذا بافتراء على أحد مشايخ وعلماء المسلمين بدون علم؟!
ولقد أعطاك الله عقلا لترجع إليه، ماذا تقول لربك عندما يسألك؟ تقول له: قال الشيخ الفلاني لي وقال فلان! اتق الله يا رجل!
فأنظر رحمك الله كيف التضليل من قبل علمائهم!!
وكما قيل: عش رجباً ترى عجباً.
لكنه أبى واستكبر، وكان دائما ما يستهزئ بعلماء أهل السنة والجماعة سواء المتأخرين أو المعاصرين وخاصة شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومن المتقدمين الشيخين ابن باز والألباني رحمهما الله (مع العلم بأن كتب وأشرطة الشيخين ابن باز والألباني رحمهم الله ممنوعة، وكذلك أغلب كتب شيخ الاسلام ابن تيمية).
ولقد قال لي هذا الشخص في أكثر من مناسبة: لنذهب إلى الشيخ الحارثي أو الشيخ الخليلى ليردوا على عقائدك الوهابية.
¥