وهذه هى حجتهم عندما يعجزون عن إثبات أدلة صحة مذهبهم!
ودائما ما أقول له مراراً: إني والحمد لله على حق، ولا أريد أن أرجع إلى الظلام مرة أخرى بعد أن هداني الله عز وجل إلى نور السنة، فله الحمد أولا وأخير.
ولازلت صابراً ...
توالت المضايقات وخاصة من أقربائي، فكانوا دائما ما يرددون لي أني بعد أن ذهبت للعمرة تغيرت، وغيرت مذهب آبائك وأجدادك مذهب أهل الحق والاستقامة بمذهب الوهابية. فقلت: هل تريدون أن تقولوا (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزخرف: 23)
وقالوا لي مرة: نذهب بك إلى الشيخ الخليلي لعل الله أن يهديك على يده.
قلت لهم: يا قوم ليس بي مس أو جنّة وليس بي ضلالة، إني آمنت بالله واتبعت سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفلا ترضون باتباعي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قالوا: إذن اتبع ما كان عليه آبائك!
قلت: (أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) (البقرة: 170)
قالوا: كيف وهذا فلانٌ قريبك وهذا فلان درسوا في الخارج وتعلموا الشيء الكثير، معقولة لا يعرفون بأن هذا المذهب خاطئ؟! وعلمائنا المتأخرين والمتقدمين لم يكتشفوا هذا المذهب الخاطئ؟!
قلت لهم: علمائكم ليسوا بحجة عند علماء المسلمين، وأقربائي هؤلاء تعلموا أمور الدنيا فقط، وإن معي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ولن أضل طالما اتبعهما، فإن كان لكم حجة فأتوني بها (قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة: 111) ليصلح الله أعمالكم ويهدنا وإياكم إلى الحق.
قالوا: صلاتك فيها رفع وضم وتحريك أصبع، وهذا ليس من الصلاة في شيء وبهذه الحركات تبطل صلاتك لأنك لم تخشع لله في صلاتك؟.
قلت: هذه الحركات هي صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وتوجد أحاديث صحيحة بل ومتواترة بخصوص الصلاة، وموجودة في الكتب الصحاح. فهاتوا دليلا واحدا صحيحا بأن من صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إسبال اليد! وإني والله العظيم مستعد أن أتبع هذه الصفة إن كانت بروايات صحيحة، لأني ما غيرت إلا لاتباع الصحيح والطريق المستقيم.
فسكتوا ومازلت انتظر ردا من الإباضية أن يأتوا بحديث صحيح في إسبال اليد في الصلاة بسند صحيح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم!
مع العلم بأن هذا اختلاف فقهي وإنما الأهم هو اختلافنا في العقيدة.
.. وابصرت الحقيقة عن قرب ...
ودرات الأيام والشهور وسافرت عدة مرات للمملكة ولاحظت بأن العلماء وطلبة العلم في المملكة متواضعين جداً بعكس الكلام الذي كان يقال عنهم عند جمهور الإباضية، وجلست مع بعضهم وتكلمنا ولم أرَ منهم أي شيء مما يقوله الإباضية عن هذا الشعب والله العظيم الذي لا إله إلا هو بأني لم أرَ منهم إلا كل احترام وتقدير هناك، وهذا الكلام لمسته من صغيرهم قبل كبيرهم، ورأيت كيف طلبة العلم يحترمون علمائهم، وجالستهم في مجالس خاصة وعامة، ولا أدرى لماذا كل هذا الحقد عليهم، و هل هو حقد أم حسد!!.
بالعكس تماما أرى بأن أخوتنا وأهلنا وأحبائنا في المملكة أناس يطبقون الشريعة الإسلامية ويحرمون الحرام ويحلون الحلال ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهذا لمسته عن قرب. في حين نرى أن بعض الدول أو الأغلبية من الدول العربية والإسلامية يحاربون الإسلام حرباً ضروساً، وهذا واضح جلي لا يختلف فيه اثنان.
الحق أقول بأن علمائنا وأخوتنا طلبة العلم السعوديين من أفضل الناس الذين قابلتهم وليس كما يدعيه الإباضية، وانظروا بأنفسكم قبل أن تحكموا على الناس. اللهم أهد قومي للحق فإنهم لا يعلمون.
نصيحة لأخوتي وأهلي الإباضية
هذا ما أردت قوله في هذا الموضوع، وأقسم بالله العظيم الذي لا إله إلا هو بأني كنت إباضيا وعشت معظم عمري إباضيا قبل أن يهديني ربي للحق وطريق السنة المطهرة طريق السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم.
¥