فأجبته: وهل قرأت أنت هذه الآية: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (الأنعام:153)، بينما أنتم تتبعون ابن أباض؟! وهل صحيح بأنكم في المذهب الإباضي تتبرءون من سيدنا عثمان بن عفان رضى الله عنه؟

أجاب: نحن لا نتبرأ! وأنت لا تعرف معنى الولاء والبراءة عندنا، ولعلمك عثمان - هكذا بدون ترضي عليه! - فى خلافته تغير وغير!! وقد أعطى بعض أقربائه مناصب كبيرة لا يستحقونها وهذا لا يخفى على أحد.

قلت له: لو سمحت أولاً من هذا عثمان الذى تتكلم عنه؟! أخي ينبغي عندما نتكلم عن أصحاب رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نحترمهم ونترضى عليهم. وسيدنا عثمان رضى الله عنه هو من العشرة المبشرين بالجنة وهو ذو النورين زوج ابنتي رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو مجهز جيش العسرة … الخ.

أجاب: من أين أتيت بأنه من العشرة المبشرين بالجنة؟!

قلت له: أنا لم آتي بأي شيء من عندي، وهناك أحاديث صحيحة وآثار مروية صحيحة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم ارجع إليها إن شئت في كتب الحديث وفي كتب التاريخ إن أردت الحق.

أجاب: الكثير من هذه الأحاديث والآثار ضعيفة أو موضوعة، ولا ينبغي أن نأخذها ونرويها!!.

قلت له: ماذا تقول يا أخي؟! جمهور العلماء اتفقوا على صحتها، وأنا الآن أطالبك بالدليل على كلامك، فأت بدليلك إن كنت من الصادقين!

أجاب: هاتِ الأحاديث المروية عن فضائل عثمان وسوف أقدمها للعلامة القنوبي لأنه هو عالم الحديث عندنا. ولقد ضعف حفظه الله أغلبها.

أجبته: إلى هنا ونقف، لأني لا أعترف بهذا القنوبي من أساسه، لأنه ليس له ناقة ولا جمل في علم الحديث ولا له قيمة علمية هو أو حتى كتبه عند المحدثين. ولقد دلس وزيّد ونقّص وبدل في كتبه من كلام علمائنا وشيوخنا الأفاضل. والأمثلة موجودة إن أردتها. فهو عند علماء الجرح والتعديل مجروح؛ فكيف يصحح ويضعف الأحاديث؟!

هداك الله إلى الحق.

ولقد حاولت معه أن يترضى على سيدنا عثمان رضي الله عنه فلم يستجب لي!!

وقد استغرب عامة الإباضية الذين كانوا معنا في المناقشة من أن المذهب الإباضية يتبرأ من سيدنا عثمان رضى الله عنه! وحذروه من القول مرة أخرى بهذا الكلام الذى يعتبرونه خطيرا! وهم لا يعلمون بأن هذا القول من عقائد الإباضية وليس من قوله الشخصي! ولقد قلت لهم ارجعوا إلى كتبكم إن شئتم فستجدونه أخذ هذا القول الخطير منها.

محاورة أخرى مع إباضي بخصوص معاوية رضي الله عنه

قلت مرة لأحد الإباضية بعد رجوعه من مأتم للشيعة: لماذا تذهب إلى مأتم الشيعة؟

قال: لأننا نحن نريد أن نوحد الأمة لا أن نفرقها وتوجد لديهم محاضرات قيمة!!

قلت: أنهم يسبون أصحاب وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم - وبالأخص أمنا عائشة رضي الله عنها، ومعاوية رضي الله عنه الذي كان كاتباً للوحي فيسبونهم- في محاضرتهم وهذا لا يخفي على أحدٍ صغيراً أو كبيراً، فهل ترضى هذا السب لأمهاتنا وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، مع العلم بأنكم لا تتفقون مع الشيعة تاريخياً؟!

قال: الحق معهم! فمعاوية هو سبب المصائب، وهو الذي خرج على الإمام علي، وهو سبب الاختلاف، وهو ليس بكاتب وحي كما تقول! وبدأ يتكلم عن الاختلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم ويتقول بأن معاوية رضي الله عنه أراد الخلافة!!

قلت: انظر! لقد فتنوك فاحذر! فيجب أن تكون قلوبنا وألسنتنا سليمة لأصحاب رسولنا صلى الله عليه وسلم ولا نخوض فيما شجر بينهم.فإن الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في عهد علي رضي الله عنه لم يكن في الخلافة، فإن الذين اختلفوا مع علي رضي الله عنه هم: طلحة، والزبير، وعائشة، ومعاوية رضي الله عنهم، ولم يكن هؤلاء ينازعونه في الخلافة بل لم يَدَّعِ أحد لا من هؤلاء ولا من غيرهم، أنه أولى بالخلافة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه من علي؛ لأنه أفضل من بقي، وقد كانوا يقرون له بالفضل، وإنما أصل الخلاف بين هؤلاء الصحابة المذكورين وعلي رضي الله عنهم هو في المطالبة بدم عثمان وقتل قتلته، فقد كانوا يرون تعجيل ذلك والمبادرة بالاقتصاص منهم، وقد كان علي رضي الله عنه لا ينازعهم في أن عثمان رضي الله عنه قُتل مظلوماً،

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015