والحمد لله! فقد اقتنعت بأن الله عز وجل له أسماء وصفات، وأن صفاته يجب أن نثبتها كما أثبتها الله لنفسه في القرآن الكريم الذي هو كلامه عز وجل المنزل وليس مخلوقا كما يقول به الإباضية!

وكما ثبتت في السنة المطهرة لصاحبها حبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلالة سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم للجارية: "أين الله؟ " فقالت في السماء. والحديث رواه مسلم في صحيحه.

وعلمت بأن الله مستو على عرشه وعلمه محيط بجميع خلقه.

وأنه سبحانه وتعالى يُرى يوم القيامة كما قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة:22 - 23)، لا كما يقول الإباضية بأنه لا يُرى! ويفسرون هذه الآية بأن المؤمنين ينتظرون ثواب ربهم، وهذا التفسير خاطئٌ، والأدلة كثيرة ببطلانه يعلمها الصغير قبل الكبير والعامي قبل العالم والحمد لله على ذلك حمداً كثيراً.

وبدأت في قراءة عقيدة أهل السنة والجماعة وأولها العقيدة الطحاوية كما نصحني بها زميلي المهتدي جزاه الله خيرا، وكذلك العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، وانصح أخوتي -وأخص بالذكر الإباضية منهم- بقراءة هذه العقائد مع الشرح المفصل لها ليتعرفوا على العقيدة الإسلامية الصحيحة بإنصاف دون تعصب مذهبي.

ومن كلامه لي قوله بأن مذهب الإباضية يتبرأ من بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: عثمان ذو النورين رضي الله عنه، وغيره من أفاضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستغربت وقلت له: هذا الكلام غير صحيح. فقال لي: انتظر لبعض الوقت وسترى بنفسك. وبالفعل احضر ما يدل على هذا المعتقد من كتب الإباضية المشهورة!!

فانتبهت من غفلتي، وقلت لنفسي:كيف لي بمذهب يتبرأ من أفاضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وينفون صفات أثبتها الله لنفسه في القرآن الكريم؟!!

كيف يكون مذهب الإباضية على حق وهم ينفون صفات الله عز وجل والقرآن الكريم الذي هو كلام الله تعالى يثبت هذه الصفات؟!

فدعوت ربي أن يلهمني الهداية، وبدأت في قراءة كتب علماء أهل السنة، وبدأ نور السنة يتسلل إلى روحي وجسدي، وعرفت بأن نور السنة سوف يطفئ بإذن الله تعالى ظلمات البدعة.

... معاناة لأخ في الله اهتدى لمذهب أهل السنة والجماعة ...

بدأت في محاورتي مع بعض الإباضية في الاعتقاد سواء كان ذلك شخصياً أو بالانترنت أو حتى بالهاتف. وتأكدت بعد ذلك من صحة ما قاله أخونا – جزاه الله خيراً – من أن هذا المذهب باطلٌ، وأنَّي كنت أعيش في الظلمات.

وأخبرني بأنه قد عانى الكثير بسبب تغييره للمذهب، ومنها: قطع دراسته في الخارج!!

وليس هذا الكلام افتراء وإنما هذه حقيقة، فوالله العظيم أنه قد أبلغنا بنفسه بهذه الكلام. وبعد ذلك اتجه فوراً إلى القنصلية السعودية وطلب إعانته على الحصول على عمل، وقد تكفل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله باستكمال دراسته بعد اتصالات المسئولين في القنصلية مع سماحته جزاه الله خيرا وأدخله فسيح جناته.

ولقد عرفنّي هذا الأخ على كثير من العلماء الكبار من علمائنا الأفاضل وعلى كتبهم ونصحنا ولا يزال ينصحني إلى هذا اليوم.

ومازلت أذكر نصيحته الغالية بقراءة كتب الحديث الصحيحة كالبخارى ومسلم، وكذلك كتب الحديث المحققة والمصححة للشيخ الألباني رحمه الله تعالى ونصحني بقراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ففيهما العلم الكثير المفيد والرد على المبتدعة، وبالفعل بدأت بقراءة هذه الكتب بالرغم من منع بيع كثير منها في بلادنا ولكن الحمد لله على منِّه الكبير فلقد يسر الله لنا طريق العلم والهداية.

محاورة مع إباضي (امام مسجد)

ولقد تم محاورتي مع بعض الإباضية بعدما عرفوا برجوعي للحق وكأني انتقلت من الإسلام إلى ملة أخرى!! .. أسأل العلي العظيم ان يغفر لهم.

وهذا نموذج من تلك المحاورات، وهي محاورة مع أحد أقربائي الإباضيين (إمام مسجد):

سألني: هل صحيح بأنك غيرت مذهبك وأصبحت وهابي حشوي مشبه .. الخ؟

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015