4 - أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، قال ابن الجوزي: أنه سمع منه بقراءة شيخه الأول أبي الفضل بن ناصر عليه، وكان عبد الملك صالحا صدوقا، سمع جماعة كثيرة وخرج إلى مكة فجاور بها وتوفي في ذي الحجة بعد رحيل الحاج بثلاثة أيام سنة (548هـ).
5 - أبو سعد أحمد بن محمد بن الحسن بن علي البغدادي، يقول ابن الجوزي أنه سمع منه بقراءة أبي الفضل بن ناصر عليه، وكان خيرا ثقة وأملى بمكة والمدينة وكان على طريقة السلف صحيح العقيدة حلو الشمائل مطرح التكلف، ولد بأصبهان ونشأ بها وتوفي بنهاوند سنة (540هـ).
تلاميذه:
كما اختار ابن الجوزي ثلة من خيرة أساطين علماء عصره، كذلك اختاره هو شيخا، وأخذ العلم والحكمة على يده نخبة من الأفذاذ فبرزوا بعده مقتدين بخطواته في التأليف والنصح والإخلاص، فمنهم:
1 - الحافظ عبد الغني عبد الواحد بن علي بن سرور، ولد في أرض نابلس سنة (541هـ) سمع الحديث والعلوم من دمشق والموصل وهمدان، والإسكندرية، وكان حافظا تقيا ورعا، وسمع من ابن الجوزي ببغداد، وألف كتبا عديدة، قال يوسف بن خليل: كان ثقة ثبتا دينا مأمونا حسن التصنيف دائم الصيام، توفي بمصر سنة (600هـ).
2 - يوسف بن فرغلي، بن عبد الله، أبو المظفر الواعظ، سبط الإمام ابن الجوزي، روى عن جده ببغداد، وسمع أبا الفرج بن كليب وغيره، وسمع بالموصل ودمشق، وحدث بها وبمصر وأعطي القبول، وصنف الكتب العديدة، منها كتاب مرآة الزمان في التاريخ، وشرح جامع الكبير، واللوامع في أحاديث المختصر، وغيرها، أخذ العلم من ابن الجوزي في بغداد، وتوفي ليلة الثلاثاء الحادي عشر من ذي الحجة سنة (654هـ).
3 - أحمد بن عبد الدائم بن نعمة الكاتب المحدث، ولد سنة (575) في نابلس، ودخل بغداد، وسمع بها ابن الجوزي وغيره، وسمع بدمشق وحران، وكان حسن الخلق والخلق، دينا متواضعا، وحدث بالكثير بضعا وخمسين سنة، وكتب ما لا يوصف كثرة من الكتب الكبار، متأثرا بشيخه ابن الجوزي حتى صار هو شيخا للأئمة الكبار، والحفاظ والمحدثين، والفقهاء كالشيخ محي الدين النووي، والشيخ شمس الدين بن عمر، والشيخ تقي الدين بن دقيق العيد، والشيخ تقي الدين بن تيمية، وأمثالهم، رحمهم الله جميعا، توفي أحمد بن عبد الدائم سنة (668هـ).
مؤلفاته:
لقد فارقنا جسما وروحا ولكن ذكراه وثمرات جهده الجبار المرسومة على صفحات التاريخ لم تزل ولا تزال تحيى حياة طيبة، كما قال الشاعر:
الجاهلون فماتوا قبل موتهم
والعالمون وإن ماتوا فأحياء
وقد أورد المؤرخون من بعده بكل غرابة وإعجاب مؤلفاته الضخمة في كتبهم فيقول الإمام ابن تيمية، رحمه الله، في "أجوبته المصرية" (كان الشيخ أبو الفرج مفتيا كثير التصنيف والتأليف وله مصنفات في أمور كثيرة، حتى عددتها فرأيتها أكثر من ألف مصنف، ورأيت بعد ذلك ما لم أره).
ويقول الحافظ الذهبي: (ما علمت أن أحدا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل) ويصفه صاحب "البداية والنهاية" بأنه: (أحد أفراد العلماء برز في علوم كثيرة وانفرد بها عن غيره، ومجموع المصنفات الكبار والصغار نحوا من ثلاثمائة مصنف وكتب بيده نحوا من مائتي مجلد، وله في العلوم كلها اليد الطولى، والمشاركات في جميع أنواعها، من التفسير والحديث والتاريخ والحساب والنجوم والطب والفقه، وغير ذلك من اللغة والنحو، وله من المصنفات في ذلك كله ما يضيق هذا المكان عن تعدادها، وحصر أفرادها، منها كتابه في التفسير المشهور بـ "زاد المسير" وله تفسير أبسط منه -أي أوسع- لكنه ليس بمشهور وله جامع المسانيد استوعب غالب مسند أحمد وصحيحي البخاري ومسلم، وجامع الترمذي، وله كتاب "المنتظم في تاريخ الأمم من العرب والعجم" في عشرين مجلدا، (ويقول ابن كثير) ولم يزل يؤرخ أخبار العالم حتى صار هو تاريخا:
ما زلت تدأب في التاريخ مجتهدا
حتى رأيتك في التاريخ مكتوبا
¥