- التحقيق في الرتبة التي انتهى إليها الحافظ ابن حجر في حق كل راو، فإذا وافقناه في حكمه لم نعلق على الترجمة بشيء، و إن خالفناه، بينا الحكم الذي ارتأيناه مدعما بالأدلة بعبارة وجيزة وافية …

- لقد قمنا بدراسة وافية لكل ترجمة من تراجم "التقريب" استنادا إلى أقوال أئمة الجرح و التعديل التي ذكرها المزي "تهذيب الكمال"، و الزيادات الكثيرة التي استدركت عليه عند تحقيقه …

- لقد اجتهدنا في المختلف فيهم، فدرسنا ما أثر عن الأئمة في حقهم من جرح أو تعديل، و وازنا بين تلك الأقوال، و اطلعنا في بعض الأحيان على مروياتهم، إن كانت قليلة، ثم أصدرنا الحكم الخاص بهم تعديلا أو تضعيفا…

- و أضفنا أمورا لم ترد عند ابن حجر مثل بيان درجة الراوي المدلس، و بيان حال الراوي الذي وصف بالاختلاط، و محاولة تحديد من روى عنه قبل الاختلاط أو بعد الاختلاط، و غير ذلك من الأمور التي تهم طلبة العلم.

- لقد حاولنا إيجاد مصطلحات موحدة في "التحرير" تشير إلى درجة الإسناد عند التفرد و المتابعة: فمن قلنا فيه ثقة، فحديثه صحيح في الجملة إلا ما توهم فيه أو شذ / و من قلنا فيه صدوق أو حسن الحديث فحديثه حسن لذاته، فإن توبع صار حديثه صحيحا لغيره / و من قلنا فيه ضعيف يعتبر به أو مقبول و نحوها مما بيناه قبل قليل، فحديثه ضعيف عند التفرد، حسن لغيره عند المتابعة / و من قلنا فيه ضعيف فحديثه ضعيف لا يصلح للمتابعات و لا للشواهد / و من قلنا فيه متروك أو منكر الحديث فحديثه ضعيف جدا، لا يقوى بالمتابعات و لا بالشواهد / أما الكذابون و الوضاعون و الهلكى فحديثهم موضوع ساقط.

- و مع إيماننا بضرورة وجود المصطلحات الموحدة و أهميتها، فإن بعض الزيادات و الأوصاف الزائدة على هذه المصطلحات لا بد منها لتقييد حال الراوي بذلك نحو قولنا مثلا: ثقة فيما عدا الزهري، أو ثقة يدلس، أو ثقة يغرب و نحو ذلك، فكل هذه الألفاظ نافعة في بيان حال الراوي، فالأول ضعيف في روايته عن الزهري خاصة، والثاني ضعيف إذا عنعن، و الثالث ضعيف إذا أغرب، و هلم جرا.

- لقد كان عملنا يعتمد في جملته على أقوال من تقدمنا من أهل العلم و تمحيص آرائهم و الموازنة بينها، و اختيار ما هو الصواب منها، فأحكامنا هذه التي توصلنا إليها تعد من الأحكام الاجتهادية التي يغلب على الظن صحتها، و هي خاضعة للنقد، و يمكن أن يقع فيها خطأ ككل الأمور الاجتهادية.

أمثلة:

2830 - شهر بن حوشب الأشعري، الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن: صدوق كثير الإرسال و الأوهام، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة. بخ م 4.

قالا: لو قال: ضعيف يعتبر به، لكان أحسن؛ إذ لا يحتج بشهر إذا انفرد، و لكن يعتبر به في المتابعات و الشواهد، وهو كما قال المصنف كثير الإرسال و الأوهام، و قد ضعفه يحيى بن سعيد، و شعبة، و الجوزجاني، و موسى بن هارون، و أبو حاتم الرازي، و ابن حبان، و ابن عدي –بعد أن سبر حديثه-، و الدارقطني، و الساجي، و أبو أحمد الحاكم، و غيرهم. و لكن حسن الرأي فيه البخاري، و أحمد بن حنبل، و أبو زرعة الرازي. و وثقه يحيى بن معين، و يعقوب بن شيبة، و يعقوب بن سفيان، و العجلي. و لابد من دراسة كل حديث من أحاديثه على حدة ليتبين أمره في كل حديث، و روى له مسلم مقرونا.

2834 - شيبان بن فروخ أبي شيبة الحبطي، بمهملة و موحدة مفتوحتين، الأُبُلِّي، بضم الهمزة و الموحدة و تشديد اللام، أبو محمد: صدوق يهم، و رمي بالقدر، قال أبو حاتم: اضطر الناس إليه أخيرا، من صغار التاسعة، مات سنة ست –أو خمس- و ثلاثين، و له بضع و تسعون سنة. م د س.

قالا: بل صدوق حسن الحديث، فقد وثقه أحمد بن حنبل، و مسلمة بن قاسم الأندلسي، و الذهبي، و قال أبو داود: صدوق، و قال أبو زرعة الرازي: صدوق، و قال في موضع آخر: يهم كثيرا. و هو شيخ مسلم في الصحيح، و أبي داود، و إنما أنزل إلى مرتبة صدوق لوهمه، و إلا فهو ثقة، كما قال أحمد و غيره.

2 - ملاحظاتي على الكتاب:

بما أن موضوع الكتاب ساحته الاجتهاد، و الاجتهاد خاضع دائما للصواب و الخطأ، و قفت كما قلت قبل على مجموعة من الملاحظات تفضي إلى مخالفة بعض النتائج المستخلصة، منها:

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015