ـ[بدر العمراني]ــــــــ[16 - 12 - 05, 11:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرة في كتاب:
تحرير تقريب التهذيب
لما انهمكت في إنجاز بحثي لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة: "الإسهام ببيان منهج ابن حزم في تعليل الأخبار من خلال كتابه الإحكام "، كنت كثير التعامل مع كتب الرجال و الجرح و التعديل من أجل استكناه مراتب الرواة التي تضاربت فيها آراء النقاد، و ذلك عن طريق تجميع ما قيل في الراوي الواحد من أقوال قصد موازنتها، واستخلاص النتيجة التي يحسن تطبيقها، و بعد هذه العملية أقارن نتيجتي بما استخلصه الحافظ في تقريب التهذيب، و كذا مناقشاه صاحبا التحرير (الشيخ شعيب الأرنؤوط و الدكتور بشار عواد معروف)، فكنت أحيانا أوافقهم، و أحيانا أخرى أخالفهم، فتجمعت لدي مجموعة من التعليقات و الملاحظات آثرت إبراز بعض نماذجها في هذا المقال تعميما للفائدة.
1 - موضوع الكتاب:
أولا: كتاب "تقريب التهذيب" للحافظ شهاب الدين أحمد ابن حجر العسقلاني (ت 852 هـ) هو عبارة عن تهذيب و تلخيص لكتابه "تهذيب التهذيب"، و قد نص على هذا الأمر في مقدمته حيث قال: (فإنني لما فرغت من تهذيب "تهذيب الكمال في أسماء الرجال"، الذي جمعت فيه مقصود "التهذيب" لحافظ عصره أبي الحجاج المزي، من تمييز أحوال الرواة المذكورين فيه، و ضممت إليه مقصود "إكماله" للعلامة علاء الدين مغلطاي، مقتصرا منه على ما اعتبرته عليه، و صححته من مظانه، من بيان أحوالهم أيضا، و زدت عليهما في كثير من التراجم ما يتعجب من كثرته لديهما، و يستغرب خفاؤه عليهما: و قع الكتاب المذكور من طلبة الفن موقعا حسنا عند المميز البصير؛ إلا أته طال إلى أن جاوز ثلث الأصل، و الثلث كثير. فالتمس مني بعض الإخوان أن أجرد له الأسماء خاصة، فلم أوثر ذلك، لقلة جدواه على طالبي هذا الفن، ثم رأيت أن أجيبه إلى مسألته، و أسعفه بطلبته، على وجه يحصل مقصوده بالإفادة، و يتضمن الحسنى التي أشار إليها و زيادة، و هي: أحكم على كل شخص منهم بحكم يشمل أصح ما قيل فيه، و أعدل ما وصف به، بألخص عبارة، و أخلص إشارة، بحيث لا تزيد كل ترجمة على سطر واحد غالبا، يجمع اسم الرجل و اسم أبيه و جده، و منتهى أشهر نسبته و نسبه، و كنيته و لقبه، مع ضبط ما يشكل من ذلك بالحروف، ثم صفته التي يختص بها من جرح أو تعديل، ثم التعريف بعصر كل راو منهم، بحيث يكون قائما مقام ما حذفته من ذكر شيوخه و الرواة عنه، إلا من لا يؤمن لبسه …).
ثانيا: كتاب "تحرير تقريب التهذيب" للدكتور بشار عواد معروف و الشيخ شعيب الأرنؤوط، هو تحقيق و مناقشة وتعليق على الأصل (تقريب التهذيب)، و قد قالا في مقدمتهما: ينقسم عملنا في هذا الكتاب إلى قسمين:
القسم الأول: خاص بضبط نص كتاب "التقريب"، و التعليق عليه بما يفيد ذلك:
1 - قابلنا الكتاب على النسخة التي كتبها المصنف بخطه، و على النسخة التي كتبها العلامة محمد أمين بن حسن الميرغني الحسيني الحنفي المكي، من علماء القرن الثاني عشر الهجري، أحد تلامذة المحدث الكبير عبد الله بن سالم البصري، الشافعي، المتوفى سنة 1134 هـ و هي التي تفضل بإهدائها إلينا العلامة الشيخ محمود ميرة حفظه الله تعالى.
2 - ثم قابلنا الكتاب على "تهذيب الكمال" بعد أن انتهى تحقيقه و تدقيقه و التعليق عليه، و تصحيح ما وقع في طبعته الأولى من أخطاء طبعية و غيرها بإعادة مقابلته على مجموعة النسخ الخطية التي تحصلت عندنا، و منها سبعة وسبعون جزءا بخط المؤلف المزي، و نسخة ابن المهندس المتقنة، و نسخة التبريزي، و ما وجد من نسخة الشيخ نصيف الجدي، و غيرها من النسخ.
3 - ضبطنا بالشكل كثيرا من الأسماء، و الكنى و الأنساب.
4 - عنينا بإصلاح الرقوم التي وقع فيها خطأ في الطبعات السابقة.
5 - علقنا في الهامش على بعض الأوهام التي وقع فيها المؤلف في ضبط الاسم، أو ذكر الوفيات، أو الطبقات، أو نحوها مما هو ظاهر فيها.
أما القسم الثاني: فهو خاص بتتبع أحكام الحافظ ابن حجر في هذا الكتاب و إعادة تحريرها، و سمينا عملنا هذا "تحرير أحكام التقريب"، و هو القسم الأكثر أهمية؛ بل هو الغاية المرجوة من إعادة طباعة الكتاب، و اتبعنا فيه المنهج الآتي:
¥