# وروى حفص بن غياث عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال ((كنا ناكل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نمشي ونشرب ونحن قيام)) (1) فاستنكره جماعة من النقاد، قال الأثرم (قلت له ـ يعني لأبي عبد الله أحمد بن حنبل ـ الحديث الذي يرويه حفص ... ، فقال ما أدري ما ذاك ـ كالمنكر له ـ، ما سمعت هذا إلا من ابن أبي شيبة، عن حفص، قال لي أبو عبد الله: ما سمعته من غير ابن أبي شيبة؟ قلت له: ما أعلم أني سمعته من غيره، وما أدري رواه غبره أم لا، ثم سمعته أنا بعد من غير واحد عن حفص، قال أبو عبد الله: أما أنا فلم أسمعه إلا منه، ثم قال: إنما هو حديث يزيد عطارد) (2)
وقال ابن معين ((لم يحدث به إلا حفص، وما أراه إلا وهم فيه، وما أراه إلا وهم فيه، وأراه حديث عمران بن حدير، فغلط بهذا) (3)
وقال ابن المديني (نعس حفص نعسة ـ يعني حين روى حديث عبيد الله بن عمر ـ وإنما هو حديث أبي البزري) قال أبو داود بعد أن روى هذا: كان بأخره دخله نسيان، وكان يحفظ) (4)
ونقل الترمذي عن البخاري قوله فيه (هذا حديث فيه نظر) ثم قال: لا يعرف عن عبيد الله إلا من وجه رواية حفص، وإنما يعرف من حديث عمران بن حدير عن أبي البزري عن ابن عمر، وأبو البرزي اسمه يزيد بن عطارد) (5)
وقال أبو زرعة حين سئل عنه معللا له (رواه حفص وحده) (6)
وقال أبو حاتم (إنما هو حفص عن عبيد الله العرزمي، وهذا حديث لا أصل له بهذا الإسناد) (7)
فتلخص من كلام الأئمة أن حفصا غلط حين روى هذا المتن عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر، وإنما يروى هذا المتن من طريق عمران بن حدير عن يزيد بن عطارد البزري السدوسي، عن ابن عمر (8)، وأشار أبو حاتم إلى أنه عنده عن حفص بإسناد آخر، فهو عنده محمد بن عبيد الله العرزمي، وهو يروي عن نافع، وهو متروك الحديث (9)، فلعل حفصا لما حدث به من حفظه أبدله بعبيدالله بن عمر.
# وروى شبابة بن سوار عن شعبة عن بكير بن عطاء عن عبد الرحمن بن يعمر (أن النبي نهى عن الدباء والمزفت) (10)
واستنكره على شبابة جماعة من النقاد، وأن شعبة إنما روى بهذا الإسناد حديث (الحج عرفة) (11)
قال الأثرم: قلت لأبي عبدالله: روى ـ أي شبابة ـ عن شعبة عن بكير بن عطاء عن عبدالرحمن بن يعمر، في الدباء، فقال: إنما روي عن شعبة بهذا الإسناد حديث الحج. (12)
وقال أيضا: قلت لأبي عبد الله: حديث شبابة الذي يرويه عن شعبة عن بكير عن عطاء عن عبدالرحمن بن يعمر؟ قال: ما أدري أخبرك ما سمعته من أحد ـ يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الدباء والمزفت. (13)
وقال البخاري (روى شبابة عن شعبة عن بكير عن ابن يعمر: نهى النبي صلى الله عليه وسلم ـ في الجر ـ ولم يصح) (14)
وقال أبو حاتم (هذا حديث منكر، لم يروه غير شبابة، ولا يعرف له أصل) (15)
وقال ابن عدي بعد أن ذكره مع حديثين آخرين أنكرا على شبابة أيضا، وكلاهما من روايته عن شعبة (والذي أنكر عليه الخطأ لعله حدث به حفظا) (16)
هذا مع أن شبابة أحد المكثرين عن شعبة، وقد روى عنه مع الجماعة حديث الحج، ولهذا دافع عنه ابن المديني بأن من سمع من رجل ألفا وألفين لا ينكر منه، يجيء بحديث غريب. (17)
# وروى سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم (نعم الإدام الخل) (18) و (بيت لا تمر فيه جياع أهله) (19)
سئل عنهما أبو حاتم فقال (هذا حديث منكر بهذا الإسناد) (20)
وقال ابن رجب (ذكرنا أن كثيرا من الحفاظ استنكروه ـ يعني الحديث الأول ـ على سليمان بن بلال، منهم أحمد وأبو حاتم وأحمد بن صالح وغيرهم، وكذلك قال جماعة منهم في حديث (بيت لا تمر فيه جياع أهله) بهذا الإسناد) (21)
وقال المرّوذي: وذكرت له ـ يعني أحمد ـ حديث حسين الجعفي عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر (أسلم سالمها الله) فأنكره إنكارا شديدا، وقال هذا عن عبيد الله بن دينار عن ابن عمر، أنظر الوهم من قبل من هو. (22)
¥