صحيح وحديث العراقيين عنه فيه وهم كثير فلعله كان يلقن فيتلقن ().
سوء التحمل أو الأداء لبعض أنواع العلم دون بعض:
مثل عاصم بن أبي النجود إمام القراءة المشهور قال الحافظ ابن حجر: (صدوق له أوهام، حجة في القراءة، وحديثه في الصحيحين مقرون) ()، ومثله محمد بن إسحاق كان إماماً في المغازي وهو في الحديث دون ذلك ().
2/ التحديث من الحفظ ممن يعتمد على كتبه (وكان لا يحفظ جيداً):
مثاله: من ضاعت كتبه فحدث من حفظه فكثر خطؤه: قال الإمام أحمد عن قيس بن سعد: (ضاع كتابه عنه فكان يحدث من حفظه فيخطئ).
ومثله عبد العزيز بن محمد الدراوردي حدث من غير كتب وفي حفظه بعض الشيء فكثر خطؤه، قال الأثرم: قال أبو عبدالله: (الدراوردي إذا حدث من حفظه فليس بشيء) أو نحو هذا، فقيل له: في تصنيفه؟ قال: (ليس الشأن في تصنيفه، إن كان في أصل كتابه، وإلا فلا شيء،كان يحدث بأحاديث ليس لها أصل في كتابه)، وقال ابن معين: (الدراوردي ما روى من كتابه فهو أثبت من حفظه).
وكذا من عمي ولم يكن حافظاً لكتبه فحدث من حفظه فكثر خطؤه، مثل علي بن مُسْهِر قال عنه الإمام أحمد: (كان ذهب بصره فكان يحدثهم من حفظه)، فكان الإمام أحمد يُنكر عليه الأحاديث التي حدث بها من حفظه بعدما عمي ().
3 / أن يحدث من كتب غيره وهو لا يحفظ كتبه:
قال المرُّوذي: (سمعت أبا عبد الله قال: مابالكوفة مثل هناد بن السري هو شيخهم، فقيل له: هو يحدث من كتاب وراقه؟ فجعل يسترجع، ثم قال: إن كان هكذا لم يُكتب عن هناد شيء) ().
فإذا كان الإمام أحمد يرد رواية من يحفظ إذا حدث من كتب غيره، فمن باب أولى رواية من لا يحفظ.
4/ من ضعف حديثه في بعض الأوقات دون بعض (وهم المختلطون):
الاختلاط، وهو فساد العقل وعدم انتظام الأقوال والأفعال ().
والتغير غير الإختلاط، لأن التغير يحصل للإنسان في مرض الموت وليس هو الإختلاط، لأن عامة من يموت يختلط قبل موته، ولا يضره ذلك، وإنما الضعف للشيخ أن يروي شيئاً حين اختلاطه ().
فائدة معرفة هذا الفن:
هي تمييز المقبول من غيره، ولذا لم يذكر الضعفاء المختلطون - كأبي مَعشر السندي – لأنهم غير مقبولين بدونه ().
أسباب الإختلاط:
قد يعرض للراوي عارض من العوارض يجعله غير ثقة، وذلك بأن يصيبه الكبر الشديد بأسقامه، فيدعه عرضة للاختلاط، أو يذهب بصره، أو يموت له عزيز، أو يسرق ماله، أو يسقط عن الدابة، أو يتولى منصباً، أو تضيع كتبه وهو معتمد على القراءة فيها، ثم يحدث من حفظه بعد ذلك فتضيع الثقة بحديثه ().
ويمثل لها بما يلي:
1/ ذهاب الكتب:
أ - احتراقها، كما حصل لكتب عبدالله بن لهيعة القاضي المشهور.
ب – غرقها،كما حصل لكتب أحمد بن مالك أبو بكر القطيعي.
2 /كبر السن، ويمثل له بداود بن فراهيج مولى قيس بن الحارث.
3 /ذهاب البصر، مثل عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
4 / موت عزيز، كما حصل لمحمد بن عبد القادر الجعفري، اختلط بسبب موت ابنه.
5 / المرض، وذلك كمحمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ().
ويحدد بأمور:
أ- زمن معين، مثل قريش بن أنس الأنصاري قال عنه النسائي: (تغير قبل موته بست سنين) ().
ب- حدث معين، كشريك بن عبدالله فقد قال عنه صالح جزره: (صدوق ولما ولي القضاء اضطرب حفظه) ()، وقال العجلي: (ومن سمع منه قديماً فحديثه صحيح، ومن سمع منه بعدما ولي القضاء ففي سماعه بعض الاختلاط) ().
وكذا حفص بن غياث، قال عنه أبو زرعة: (ساء حفظه بعدما اُستقضي) ().
ومثلهم سعيد بن أبي عروبة، قال يحيى بن معين: (خلط سعيد بن أبي عروبة بعد هزيمة إبراهيم بن عبدالله بن حسن) ().
ج- مكان معين، كأبي قِلابة الرَّقَاشي، قال ابن خزيمة عنه: (ثنا أبو قلابة بالبصرة قبل أن يختلط ويخرج إلى بغداد) ().
حكم رواية المختلط:
¥