ـ كالنوم حال السماع، روى الخطيب بإسناده عن أحمد بن حنبل قال: (رأيت ابن وهب وكان يبلغني تسهيله -يعني في السماع- فلم أكتب عنه شيئاً وحديثه حديث مقارب الحق)، وروى بإسناده عن عثمان بن أبي شيبة قال: (رأيت عبدالله بن وهب أنا وأبوبكر وأظنه ذكر ابن معين وابن المديني، رأيناه ينام نوما حسناً وصاحبه يقرأ على ابن عيينة وابن وهب نائم قال: فقلت لصاحبه أنت تقرأ وصاحبك نائم، قال: فضحك ابن عيينة، قال: فتركنا ابن وهب إلى يومنا هذا، فقلت له: لذا السبب تركتموه؟، قال: نعم، وتريد أكثر من هذا) ().
ـ أن يحدث من غير أصوله وهو غير حافظ، روى الخطيب بإسناده عن علي بن المديني قال: (قال لي وهب: هات كتاب عمرو بن الحارث حتى أقرأه عليك، فتركته على عمد حين كان رديء الأخذ)، وقال الخطيب: (كان عبدالله بن لهيعة سيء الحفظ، واحترقت كتبه، وكان يتساهل في الأخذ، وأي كتاب جاؤا به حدث منه، فمن هناك كثرت المناكير في حديثه) ().
قال ابن رجب فيمن لايحفظ كتابه: (فإن غاب عنه كتابه ثم رجع إليه فكان كثير منهم يتوقى الرواية منه خشية أن يكون غُير فيه شئ) ()، ثم قال: (واختلفوا في المحدث الذي لا يحفظ إذا حدث من كتاب غيره، فرخص فيه طائفة إذا وَثِق بالخط؛ منهم ابن جريج وهو اختيار الإسماعيلي، وقال أحمد: ينبغي للناس أن يتقوا هذا، وكان يحيى بن سعيد يعيب قوما يفعلونه، وقال المَرُّوذي: (سمعت أبا عبدالله قال: ما بالكوفة مثل هناد بن السري هو شيخهم، فقيل له: هو يحدث من كتاب ورَّاقه، فجعل يسترجع ثم قال: إن كان هذا لم يكتب عن هناد شيء) ().
ـ أن يحدث من أصول غير صحيحة وهو غير حافظ، كسفيان بن وكيع بن الجراح، أبو محمد الرُّؤاسي الكوفي.
قال البخاري: (يتكلمون فيه لأشياء لقنوه).
وقال ابن أبي حاتم: (أشار أبي عليه أن يغير ورَّاقه فإنه أفسد حديثه وقال له: لا تحدث إلا من أصولك، فقال: سأفعل، ثم تمادى وحدث بأحاديث أُدخلت عليه).
وقال ابن حبان: (كان شيخاً فاضلاً إلا أنه ابتلي بورَّاق سوء، كان يدخل عليه الحديث، وكان يثق به فيجيب فيما يقرأ عليه، وقيل له بعد ذلك في أشياء منها فلم يرجع فمن أجل إصراره على ما قيل له استحق الترك، وكان ابن خزيمة يروي عنه وسمعته يقول: ثنا بعض مَنْ أمسكنا عن ذكره وهو من الضرب الذي ذكرته مراراً أن لو خر من السماء فتخطفه الطير أحب إليه من أن يكذب على رسول الله ? ولكنهم أفسدوه).
وقال ابن عدي: (ولسفيان بن وكيع حديث كثير، وإنما بلاؤه أنه كان يتلقن ما لقن، ويقال: كان له وراق يلقنه من حديث موقوف يرفعه وحديث مرسل فيوصله أو يبدل في الإسناد قوماً بدل قوم) ().
ومثله قيس بن الربيع ابتلي بابن سوء يدخل في كتابه ما ليس منه ()، وابتلي عبدالله بن صالح بجار سوء كان يكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبدالله بن صالح ويطرحه في داره فيجده عبدالله فيتوهم أنه خطه وسماعه فيحدث به ().
ـ قبول التلقين، وذلك راجع لشدة الغفلة بحيث لا يكون لدى الراوي من اليقظة والإتقان ما يميز به الصواب من الخطأ في مروياته ()، مثل عطاء بن عجلان الحنفي قال عنه ابن حبان: (كان لا يدري ما يقول، يتلقن كما يُلقَّن، ويجيب فيما يُسأل حتى صار يروي الموضوعات عن الثقات، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار) ()، وقال أبو معاوية الضرير: (وضعوا له حديثاً من حديثي وقالوا له: قل حدثنا محمد بن خازم، فقال: حدثنا محمد ابن خازم، فقلت: يا عدو الله أنا محمد بن خازم ما حدثتك)، وقال يحيى بن معين: (ليس بثقة ولا مأمون)، وفي موضع آخر: (لم يكن بشيء، كان يوضع له الأحاديث فيحدث بها) ().
¥