حتى يظهر لك رميه للمحدثين بما لم يقولوا، وحتى يتضح لك أن العمل بالأحاديث الموجودة في المجموع مشكل جداً، حتى يعلم من خرجه من علماء الحديث.

قال الذهبي رحمه الله في ميزان الاعتدال: عمرو بن خالد القرشي كوفي أبو خالد، فحول إلى واسط.

قال وكيع: كان في جوارنا يضع الحديث، فلما فطن له تحول إلى واسط، وقال معلى بن منصور: عن أبي عوانه كان عمرو بن خالد يشتري الصحف من الصيادلة ويحدث بها. وروى عباس عن يحيى قال: كذاب غير ثقة، حدث عنه أبو حفص الأبار وغيره، فروى عن زيد بن علي عن آبائه. وروى عثمان بن سعيد عن يحيى قال: عمرو بن خالد الذي يروي عنه الأبار كذاب. وروى أحمد بن ثابت عن أحمد بن حنبل قال: عمرو بن خالد الواسطي كذاب. وقال النسائي: روى عن حبيب بن أبي ثابت كوفي ليس بثقة. وقال الدار قطني: كذاب.

وروى إبراهيم بن هراسة أحد المتروكين عن أبي خالد عن زيد بن علي عن أبيه عن جده قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذكرين يلعب أحدهما بصاحبه ثم ذكر أربعة أحاديث منها: عبد الرزاق أخبرنا إسرائيل عن عمرو بن خالد الواسطي عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي قال: انكسرت إحدى زندي , فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرني أن أمسح على الجبائر. أ.هـ كلام الذهبي رحمه الله.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في بلوغ المرام، بعد أن ساق هذا الحديث: رواه ابن ماجة بسند واهٍ جداً. قال العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله: والحديث أنكره يحيى بن معين وأحمد وغيرهما، قالوا: وذلك أنه من رواية عمرو بن خالد الواسطي، وهو كذاب. أ. هـ. كلام الشيخين رحمهما الله.

فأنت تجد علامة اليمن يقرر قول المحدثين أن أبا خالد كذاب.

وهكذا شأن العلماء المنصفين فإنهم يذعنون للحق ويصرحون به، ولا يروغون روغان الثعلب ويجادلون بالباطل، لكي ينفق تلبيسهم، كما هو شان كثير من ذوي الأهواء , وعلماء الدنيا.

ولقد اشتمل التقريظ للمجموع وشرحه على الكذب الصراح , والغش البين، والخديعة الواضحة، حتى إنني لما طالعت تلك التقاريظ، وراجعت كلام المحدثين رحمهم الله في أبي خالد أصبحت لا أثق بكلام مقرظ، ولا بمقدمة مطبعة، ومن بين يدي أولئك المغرضين محمد زاهد الكوثري، فلقد افترى على المحدثين، ونال من أربعة من علماء اليمن، وهم العلامة محمد بن إبراهيم الوزير، والعلامة المقبلي، والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير، والعلامة محمد بن علي الشوكاني، لا لشيء سوى أنهم يتبعون الدليل , ولا يتمذهبون ولكونه مقلداً جامداً تأذى من كلام أولئك الأئمة الداعين إلى الكتاب والسنة، ولقد أنصف الله لهم، وفضح الكوثري على لسان العلامة عبد الرحمن المعلمي، في كتابه التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل.

ولقد ذكرني صنيع الكوثري وصنيع أولئك المغرضين قول الله سبحانه وتعالى (يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله) التوبة 34. وهكذا تفعل الدنيا بعلماء السوء، نسأل الله السلامة آمين.

أما الراوي للمجموع عن أبي خالد فهو إبراهيم بن الزبرقان، وثقه ابن معين وقال أبو حاتم: لا يحتج به كما في الميزان.

والراوي عن إبراهيم للمجموع نصر بن مزاحم، قال الذهبي في الميزان: رافضي جلد، وقال العقيلي: في حديثه اضطراب وخطأ كثير، وقال أبو خيثمة: كان كذاباً، وقال أبو حاتم: واهي الحديث متروك. وقال الدار قطني: ضعيف أ. هـ.

ومن الرواة الذين ذكرهم الشارح في سنده إلى أبي خالد محمد بن عبد الله الشيباني، قال الخطيب فيه: كتبوا عنه بانتخاب الدار قطني، ثم بان كذبه فمزقوا حديثه، وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة. أ. هـ. ميزان.

وانتهى كلامنا على المجموع والآن نعود إلى ذكر الأحاديث الموضوعة.

يتبع إن شاء الله تعالى.

ـ[مصطفى بن محمد نصار]ــــــــ[09 - 08 - 10, 07:36 م]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[13 - 08 - 10, 02:06 ص]ـ

وفقك الله أخي .. جهد تشكر عليه ..

ـ[محمد بن أحمد الجبيلي]ــــــــ[13 - 08 - 10, 02:14 ص]ـ

لله درك يا أبا مالك؛ فقد أتحفتنا بفوائد كثيرة عن شيخنا مقبل ــ رحمه الله ــ

ـ[أبومالك عدنان المقطري]ــــــــ[18 - 08 - 10, 12:44 ص]ـ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015