176/ 56 - (مافي القيامة راكب غيرنا، نحن أربعة) فقام إليه عمه العباس، فقال: ومن هم يا رسول الله؟ قال: أما أنا فعلى البراق وجهها كوجه الإنسان وخدها كخد الفرس، وعرفها من لؤلؤ، وأذناها زبرجد خضروان، وعيناها مثل كوكب الزهرة تنفذان مثل النجمين المضيئين، لهما شعاع مثل شعاع الشمس، بلقاء محجلة، تضيء مرة وتنمي أخرى، ينحدر من نحرها مثل الجمان، مضطربة في الحلق، أدنى ذنبها مثل ذنب البقرة، طويلة اليدين والرجلين أظلافها كأظلاف الهر، من زبرجد أخضر، تجد في سيرها، ممرها كالريح، وهي مثل السحابة، لها نفس كنفس الآدميين، تسمع الكلام وتفهمه، وهي فوق الحمار , ودون البغل"
قال العباس: ومن يارسول الله؟ قال:" حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله على ناقتي" قال العباس: ومن يا رسول الله؟ قال: "وأخي علي على ناقة من نوق الجنة، زمامها من لؤلؤ رطب، عليها محمل من ياقوت، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركناً،ما من ركن إلا وفيه ياقوتة تضيء للراكب المحب، عليه حلتان، وبيده لواء الحمد، وهو ينادي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد محمداً رسول الله، فتقول الخلائق: ما هذا إلا نبي مرسل , أو ملك مقرب، فينادي منادٍ من بطنان العرش: ليس هذا نبياً , ولا ملكاً مقرباً , ولا حامل عرش، هذا علي أبي طالب وصي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين.
وجاء من طريق أخرى بهذا المعنى، إلا أنه زاد في حق علي: "أفلح من صدقه وخاب من كذبه، فلو أن عابداً عبد الله بين الركن والمقام ألف عام وألف عام حتى يكون كالسن البالي، ولقي الله مبغضاً لآل محمد أكبه الله على منخره في نار جهنم".
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما الطريق الأولى فابن لهيعة ذاهب الحديث، كان يحيى بن سعيد لا يراه شيئاً، وضعفه ابن معين وكان يدلس عن ضعفاء. أ.هـ.
وفي سنده أيضاً عبد الجبار السمسار، قال في الميزان: روى عن علي بن المثنى الطهوري فأتى بخبر موضوع في فضائل علي.
وأما الطريق الثاني: فقال أبو بكر بن الخطيب: رجاله فيهم غير واحد مجهولون. وآخرون معروفون بغير الثقة، والمفضل في عداد المجهولين.
وأما الأصبغ فقال يحيى: لا يساوي شيئاً.
فإن قلتَ: هذه الأحاديث التي جزمتم بأنها موضوعة قد ذكر بعضها في صحيفة علي بن موسى الرضا، وناهيك به علماً وشرفاً وفضلاً، قلتَ: قد أنكر الحفاظ صحتها إلى علي بن موسى الرضا، على أنه قد تكلم فيه بعض أهل العلم.
وإليك ما ذكره صاحب الميزان رحمه الله فقال: علي بن موسى بن جعفر بن محمد الهاشمي العلوي الرضا عن أبيه عن جده قال ابن طاهر: يأتي عن أبيه بعجائب.
قلتُ: إنما الشأن في ثبوت السند إليه، وإلا فالرجل قد كذب عليه، ووضع عليه نسخة سائرها الكذب على جده جعفر الصادق، روى عنه أبو الصلت الهروي أحد المتهمين، ولعلي بن مهدي القاضي عنه نسخة، ولأبي أحمد عامر بن سليمان عنه نسخة كبيرة، ولداود بن سليمان القزويني عنه نسخة. مات سنة 303.
قال أبو الحسن الدار قطني: أخبرنا ابن حبان في كتابه قال: علي بن موسى الرضا يروى عنه عجائب يهم ويخطئ. وفي نسخة من نسخ الميزان: يروي عنه أبيه عجائب. أ.هـ.
أما النسخة التي قد طبعت مرتين مع المجموع المنسوب إلى زيد بن علي التي نسبت إلى علي بن موسى الرضا , فالمتهم بها عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي , أو أبوه المتقدم ذكره. قال في الميزان: عبد الله بن أحمد بن عامر عن أبيه عن علي الرضا عن آبائه بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ما تنفك عن وضعه , أو وضع أبيه.
قال الحسن بن علي الزهري: كان أمياً لم يكن بالمرضي أ. هـ.
وقد عدها الشوكاني من النسخ الموضوعة. أما المجموع المنسوب إلى الإمام زيد بن علي رحمه الله فيجدر بنا أن نتحدث عنه، حيث إن الصحيفة قد طبعت معه مرتين، والشيء بالشيء يذكر، وحيث إن المعلق عليه وهو عبد الواسع الواسعي حمل على علماء الحديث وقال: إنهم نقموا على أبي خالد الواسطي الراوي للمجموع عن زيد بن علي محبته لأهل البيت، وهكذا عادتهم أنهم يقدحون بمجرد المخالفة للمذهب ولو كان حقاً، ويعدلون من كان من أشياعهم ولو كان باطلاً .... الخ ما ذكره في أول المجموع من صفحة 14 إلى صفحة 16 كلها مجادلة بالباطل، والآن أذكر لك كلام المحدثين في أبي خالد،
¥