177/ 57 - حديث: "إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر طوله ثلاثون ميلاً، ثم ينادي منادٍ من بطنان العرش: أين محمد؟ فأجيب فيقول لي: ارق فأكون أعلاه. قال: ثم ينادي الثانية: أين علي بن أبي طالب؟ فيكون دوني، فيرقاه، فيعلم جميع الخلائق أن محمداً سيد المرسلين , وأن علياً سيد المؤمنين " قال أنس بن مالك: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله، من يبغض علياً بعد هذا؟ فقال: يا أخا الأنصار، لا يبغضه من قريش إلا شقي، ولا من الأنصار إلا يهودي، ولا من العرب إلا دعي، ولا من سائر الناس إلا شقي".
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وعلي بن يزيد مجهول، والمتهم به إسماعيل بن موسى، كان غالياً في التشيع، وكان أبو بكر بن أبي شيبة يسميه الفاسق.
178/ 58 - حديث: (يا علي، إن أول خلق الله يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام، فيكسى ثوبين أبيضين، ثم يقام عن يمين العرض، ثم ادعى فأكسى ثوبين أخضرين، ثم أقام عن يسار العرش، ثم تدعى أنت يا علي فتكسى ثوبين أخضرين، ثم تقام عن يمين العرش، أفما ترضى يا علي أن تدعى إذا دعيت، وتكسى إذا كسيت، وأن تشفع إذا شفعت).
179/ 59 - حديث: (مثلي مثل شجرة أنا أصلها , وعلي فرعها , والحسن والحسين ثمرتها , والشيعة ورقها، فأي شيء يخرج من الطيب إلا طيب).
قال ابن الجوزي: قال ابن حبان: كان عباد بن يعقوب رافضياً داعية، روى المناكير عن المشاهر، فاستحق الترك.
180/ 60 - حديث: (أنت وشيعتك في الجنة)
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، وسوار ليس بثقة. قال ابن نمير: جميع من أكذب الناس وقال ابن حبان: كان يضع الحديث.
181/ 61 - قول علي رضي الله عنه: المتفرسون في الناس أربعة: امرأتان ورجلان فأما المرأة الأولى: فصفر بنت شعيب لما تفرست في موسى قالت: (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) القصص 26. والرجل الأول: العزيز على عهد يوسف والقوم فيه من الزاهدين. قال الله تعالى: (وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً" يوسف 21. وأما المرأة الثانية: فخديجة بنت خويلد لما تفرست في النبي صلى الله عليه وسلم وقالت لعمها: قد تنسمت روحي روح محمد بن عبد الله، إنه نبي هذه الأمة، فزوجني إياه .. وأما الرجل الآخر فأبو بكر الصديق لما حضرته الوفاة قال: إني قد تفرست أن أجعل الأمر بعدي في عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلت: إن تجعلها في غيره لا نرضى فقال: سررتني والله لأسرنك في نفسك بما سمعته من رسول الله عليه وسلم قلت: وما هو؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على الصراط عقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب رضي الله عنه" فقال علي: ألا أسرك بما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: وما هو؟ فقال لي:"لا تكتب جوازاً لمن يسب أبا بكر وعمر، فإنهما سيدا كهول أهل الجنة بعد النبيين" قال أنس: فلما أفضت الخلافة إلى عمر قال لي علي: يا أنس إني طالعت مجاري العلم من الله تعالى في الكون، فلم يكن لي أن أرضى بغير ما جرى في سابق علم الله وإرادته خوفاً من أن يكون مني اعتراض على الله. وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" أنا خاتم النبيين، وانت ياعلي خاتم الأولياء"
قال ابن الجوزي: قال ابن الخطيب: هذا حديث موضوع من عمل القصاص، وضعه عمر بن واصل , أو وضع عليه. أ.هـ.
أقول: فهلا عرضت الشيعة قوله: (وأنت يا علي خاتم الأولياء) علي قول الله سبحانه وتعالى (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون) يونس:62 - 63. فإن الحديث الموضوع يفيد أن علياً خاتم الأولياء، وأنه لا ولي بعده كما أن محمداً خاتم الأنبياء. والآية الكريمة تدل على أن من اتصف بهاتين الصفتين , وهما الإيمان والتقوى كان ولياً، وأنا لا أقول بحديث العرض، وإنما قلت بهذا لأن جهلتهم كثيراً ما يقولون إذا خالف الحديث أهواءهم: نعرض هذا الحديث على كتاب الله، ثم يستدلون بحديث العرض الموضوع.
¥