ومن كان من المفسرين تنفق عليه الأحاديث الموضوعة كالثعلبي والواحدي والزمخشري , فلا يحل الوثوق بما يروونه عن السلف من التفسير، لأنهم إذا لم يفهموا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يفهموا الكذب على غيره، وهكذا ما يذكره الرافضة في تفاسيرهم من الأكاذيب كما يذكرونه في تفسير: (إنما وليكم الله ورسوله) المائدة:55.
وفي تفسير (لكل قوم هاد) الرعد 7. وقوله (وتعيها أذن واعية) الحاقة 12.أنها في علي رضي الله عنه، فإن ذلك موضوع بلا خلاف. وهكذا ما يذكرونه من تصدق علي بخاتمه.
وفي تفسيرهم: (مرج البحرين) الرحمن 19. بعلي وفاطمة، و (اللؤلؤ والمرجان) الرحمن 22 , الحسنان، وكذا قوله: (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) يس 12 في علي ـ رضي الله عنه ـ.
وكذا ما ذكره بعض المفسرين أن المراد بـ: (الصابرين) رسول الله صلى الله عليه وسلم، (والصادقين) أبو بكر، و (القانتين) عمر، (والمنفقين) عثمان، (والمستغفرين) آل عمران 17علي.
وأن (محمد رسول الله والذين معه) أبو بكر (أشداء على الكفار) عمر (رحماء بينهم) عثمان (تراهم ركعاً) الفتح: 29 علي، وأمثال هذه الأكاذيب. أ.هـ. كلامه رحمه الله.
وأقول: لما لم يمكن أحد أن يدخل في القرآن شيئاً ليس منه أخذ أقوام يستغلون أسباب النزول. ومن كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمن به أن يكذب على الصحابة والتابعين، وأن يتقول عليهم في أسباب النزل ما لم يقولوا، فكن على حذر من ذلك. والله المستعان.
173/ 53 - خبر: عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيتها لما حضره الموت:"ادعوا لي حبيبي" فدعوت له أبا بكر فنظر إليه، ثم وضع رأسه، ثم قال:" ادعوا لي حبيبي" فدعوا له عمر، فلما نظر إليه وضع رأسه، ثم قال: (ادعوا لي حبيبي) فقلت: ويلكم ادعوا له علي ابن أبي طالب، فوالله ما يريد غيره , فلما رآه فرد الثوب الذي كان عليه ثم أدخله فيه , فلم يزل محتضنه حتى قبض، ويده عليه.
قال الشوكاني: قال الدار قطني: غريب تفرد به مسلم بن كيسان الأعور، وتفرد به إسماعيل بن أبان الوراق، قال في اللآلئ: ومسلم روى له الترمذي وابن ماجة وهو متروك، وإسماعيل من شيوخ البخاري. وقد رواه ابن عدي من طرق أخرى عن عبد الله بن عمر مرفوعاً: وزاد: فقيل لعلي: ما قال؟ قال: علمني ألف باب يفتح الله كل باب ألف باب.
قال المعلمي رحمه الله: من طريق كامل بن طلحة عن ابن لهيعة وكامل سمع من ابن لهيعة بآخرة وليس ذلك بشيء أ. هـ.
وقال ابن الجوزي رحمه الله في الكلام على قولها: فلم يزل محتضنه حتى قبض مبيناً لمعارضة هذا الموضوع للحديث الصحيح: وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري أ. هـ.
أقول: وأما قوله: "علمني ألف باب يفتح كل باب ألف باب " فهو مردود بما جاء عن علي رضي الله عنه ففي الصحيح عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: قلت لعلي: هل عندكم كتاب؟ قال: لا، إلا كتاب الله،أو فهم أعطيه رجل مسلم، أو ما في هذه الصحيفة. قلت: فما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر.
وفي رواية: قلت لعلي: هل عندكم شيء من الوحي غير القرآن؟ قال: لا والذي فلق الحبة , وبرأ النسمة، إلا فهم يعطيه الله تعالى في القرآن ... الحديث.
174/ 54 - حديث: "لن يرى تجردتي , أو عورتي إلا علي".
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، والمتهم به عبد الملك بن موسى وهو عمير بن موسى الوجيهي قلب الراوي اسمه، لأجل ضعفه. كذلك قال الدار قطني.
قال ابن الجوزي رحمه الله: وهذه من المحن العظيمة التي زل فيها كثير من المحدثين تدليس الضعيف والمجروح، وهذه حيلة عظيمة على الشرع، لأنه إذا لم يعرف أحسن الظن به فعمل بروايته.
قال يحيى بن معين: عمير بن موسى ليس بثقة. وقال النسائي والدار قطني: متروك.وقال ابن عدي: هو في عداد من يضع الحديث متناً وسنداً.
175/ 55 - قول علي: إن خليلي حدثني أني أضرب لسبع عشرة تمضي من رمضان، وهي الليلة التي رفع فيها موسى.
قال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع، فأما أصبغ بن نباتة فقال يحيى: لا يساوي شيئاً. قال: لا يحل لأحد أن يروي عن سعد الإسكافي.
قال ابن حبان: كان سعد يضع الحديث على الفور.
¥