لأنه كان يحمل شيوخا بالكوفة على الكذب، يسوي لهم نسخة ويأمرهم أن يرووها، كيف يتدين بالحديث، ويعلم أن هذه النسخ هو دفعها إليهم ثم يرويها عنهم؟ وقد بينا ذلك منه فِي غير شيخ بالكوفة ")) , وفي المصدر السابق قال: ((قال ابن عدي وسمعت محمد بن محمد بن سليمان الباغندي يحكي فيه شبيها بذلك، وَقال: " كتب إلينا أنه قد خرج شيخ بالكوفة عنده نسخ الكوفيين، فقدمنا عليه وقصدنا الشيخ فطالبناه بأصول ما يرويه واستقصينا عليه، فقال لنا: ليس عندي أصل: إنما جاءني ابن عقدة بهذه النسخ، فقال: اروه يكن لك فيه ذكر، ويرحل إليك أهل بغداد فيسمعوه منك " أو كما قال)) فانظر كيف يحمل الشيخ على الكذب!! فمثل هذا لا يحتج به وهو مع كل ما فيه ممن يوصف بالحفظ و العلم لكن لا يغني عنه ذلك من شيئ وهو كمحمد بن حميد الرازي فهو من الحفاظ الكبار ومع ذلك لم يفده ذلك شيئا لأنه اتهم بالكذب , و ابن حميد هذا أحسن حالا في دينه من ابن عقد, نسأل الله السلامة و العافية.

قلت: وروى الخطيب في المصدر السابق عن البرقاني أنه قال: ((سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي العباس بن عقدة، فقلت: أيش أكثر ما في نفسك عليه؟ فوقف ثم قال: " الإكثار بالمناكير ")) ومن كثرت المناكير في حديثه ترك حديثه , وقال الحافظ في ترجمته في اللسان: (( ... وروى حمزة بن محمد بن طاهر عن الدارقطني قال: " كان رجل سوء " يشير إلى الرفض ... )) ثم قال: (( ... قرأت بخط يوسف بن أحمد الشيرازي سئل الدارقطني عن ابن عقدة فقال: لم يكن في الدين بالقوي ... )) وقال مسلمة بن قاسم: ((لم يكن في عصره أحفظ منه وكان يزن بالتشيع والناس يختلفون في أمانته فمن راض ومن ساخط به.)) وقال أبو ذر الهروي: ((كان ابن عقدة رجل سوء)) وقال الشيخ المحقق عبد الرحمن المعلمي - عليه رحمة الله - في التنكيل: (( ... و أما التكذيب فإنه تفرد بنقله أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة وليس بعمدة كما تقدم في ترجمته، وتقدم في ترجمة محمد بن الحسين أنه لا يقبل من ابن عقدة ما ينقله من الجرح ولا سيما إذا كان في مخالفه في المذهب كما هنا. ويؤكد ذلك هنا أن ابن عقدة نقل التكذيب عن عشرة مشهورين من أهل الحديث وتفرد بذلك كله فيما أعلم فلم يرو غيره عن أحد منهم تكذيب محمد بن عثمان، وقد كان محمد ببغداد وبغاية الشهرة كثير الخصوم فتفرد ابن عقدة عن أولئك العشرة كاف لتوهين نقله ... )) زد على ما مضى أنه متهم بالرفض وهو ساقط العدالة , وروى الخطيب في التاريخ عن القلانسي أنه قال: ((سمعت عبد اللَّه بن أحمد بْن حنبل، يقول: " منذ نشأ هذا الغلام أفسد حديث الكوفة " - يعني أبا العباس بن عقدة -)) وهو كذلك مبتدع في عقيدته قال الذهبي في السير: ((قال أبو جعفر الطّوسي في (تاريخه): ((كان ابن عقدة زيديّاً جَاروديّاً، على ذلك مات، وإنما ذكرته في جملة أصحابنا لكثرة رواياته عنهم)) و يقصد بأصحابه هنا ((الإمامية)) فإن الطوسي من الامامية , فتأمل , وخلاصة الكلام في ابن عقدة أنه: ((حافظ متهم بالرفض ساقط العدالة لا يحتج به)).

2 - قال الخطيب أيضا: ((وقال ابن سعيد (ابن عقدة): سمعت إبراهيم بن إسحاق الصواف، يقول: ((محمد بن عثمان كذاب يسرق حديث الناس ويحيل على أقوام أشياء ليست من حديثهم)) , قلت: وفي اسناده ابن عقدة و تقدم بيان حاله بما لا مزيد عليه.

3 - وقال الخطيب أيضا: ((قال (أي ابو العباس ابن عقدة): سمعت داود بن يحيى، يقول: ((محمد بن عثمان كذاب قد وضع أشياء كثيرة يحيل على أقوام أشياء ما حدثوا بها قط)) , قلت: و فيه ابن عقدة.

4 - وقال الخطيب أيضا: ((وقال (أي ابن عقدة): سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، يقول: ((محمد بن عثمان كذاب بين الأمر يزيد في الأسانيد ويوصل ويضع الحديث)) قلت: وفيه ابن عقدة.

5 - وقال الخطيب أيضا: ((وقال (أي ابن عقدة): سمعت محمد بن عبد الله الحضرمي، يقول: ((محمد بن عثمان كذاب ما زلنا نعرفه بالكذب مذ هو صبي)) قلت: وفيه ابن عقدة.

6 - وقال الخطيب أيضا: ((وقال (ابن عقدة): سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، يقول: ((محمد بن عثمان كذاب بين الأمر، يقلب هذا على هذا، ويعجب ممن يكتب عنه)) , وفيه ابن عقدة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015