ـ[أبو المظفر السِّنَّاري]ــــــــ[26 - 11 - 09, 04:27 م]ـ
ثم قول صاحب المقالة أنه غاظ الألباني .. !! ما قاله أبو حاتم
فهذا لا يعتبر بل ولا ينبغي أن يقال.!!
فما كان منك إلا أن ترمي الإمام بالغيظ
يا أهل الحديث: حنانيْكم وهداديْكم، وهوِّنوا من فورة غيظكم عليكم!
قال صاحب القاموس: (الغَيْظُ: الغَضَبُ أو أشَدُّه أو سَوْرَتُه وأوَّلُه ... ).
فما فالفرق بين قول صاحب المقال: (وقول أبي حاتم هذا قد غاظ الإمامَ الألبانيَّ جدًا!!).
وبين قوله: (وقول أبي حاتم هذا قد أغضب الإمامَ الألبانيَّ جدًا!!).؟! لو أنكم تبصَّرتم تصاريف الكلام!
ثم رمْيُ صاحب المقال بكونه يُشَنِّع على الإمام الألباني! ليس يصدر إلا ممن لا يهاب وصْف الأبرياء بما لم تقْترفْه أيديهم طرفة عين!
وكيف يروق التشنيع على الإمام مع كونه أحد المجتهدين الكبار في هذا الزمان؟!
وصاحب المقال: من العارفين للإمام حقه، والشادين بعلمه وفضله.
وكونه يراه قد قصَّر في اجتلاء معاني تصاريف النقاد المتقدمين في الجرح والتعديل، والنقد والتعديل! لا يعني هذا أنه يغض منه! ويحتقر شأنه! كما أوهم ذلك كلام بعض الفضلاء هنا! وزاد في التشنيع والتوبيخ! مع علمه بأن جنانه يشهد لصاحب المقال بالاجتهاد المطلق في تطلَّب المعارف والعلوم، وإنْ خان هذا الفاضل لسانه وساقه إلى ما لعله يرجع عنه بعد!
والتشنيع على الألباني: يكون بالحط عليه في مسالك الاختلاف! مع التنكب عن الشهادة له بما يحسن! كما هو ديدن الغماريين وأذانبهم!
أما صاحب المقال: فقد بلغت محبته للإمام الألباني مبلغًا عظيمًا - والله يشهد والملائكة تكتب - بحيث أنه خطَّ لنفسه خُطَّة لا يعرف أحدًا نهجها قبله من أبناء هذا الزمان!
وتلك الخُطَّة: أنه قد نصَّ في مقدمة كتابه (الرحمات) على أنه متى أطلق لفظ (الإمام) في كلامه دون تقييد؟! فإنه يعني به: إمام الزمان العالم الرباني، ناصر هذا الدين الألباني. روَّح الله روحه، وأضاء قبره وضريحه.
هذا: وفي (الرحمات) مواطن كثيرة فيها من الإنصاف والثناء على الإمام الألباني والرد على خصومه - المعاندين - كصاحب (تنبيه المسلم) وغيره ما تنشرح له صدور أهل الحديث إن شاء الله.
ولا بأس: من أن نذكر بعض تلك المواطن التي فيها من الثناء على الإمام الألباني ما هو أهلٌ له إن شاء الله.
فمن ذلك: قولُ صاحب (الرحمات) عقب تخريجه للحديث [رقم/ 997] عند أبي يعلى.
[تنبيه] هذا الحديث قد رواه عن سعد بن إسحاق: رجلان:
الأول: يحيي القطان، وروايته عند المؤلف وجماعة.
والثاني: أنس بن عياض عند الطحاوي في شرح المعاني [186/ 4/الطبعة العلمية]، وتصحَّف عنده (أنس) إلى (أنيس!!) وهو على الصواب في طبعة (عالم الكتب) [رقم/6281]، وفي (إتحاف الخيرة) [5/ 505/رقم5859].
لكنَّ أنسًا قد اختصر متنه! فلم يذكر قصة قتادة بن النعمان! فجاء الإمام الألباني في الصحيحة [114/ 6]، واعتبر ذلك الاختصار مخالفة من أنس بن عياض!!
والصواب: أن رواية أنس مختصرة لا أكثر!!
لكن أغرب للإمام جدًا!! فزعم أن راوي تلك الرواية المختصرة عن سعد بن إسحاق: هو أنيس بن عمران!! وليس أنس بن عياض!!
ثم جعل يُليِِّّن أنيسًا ويقول: (أنيس هذا ليس بالمشهور!!) ثم نقل عن أبي حاتم أنه قال عنه: (هو شيخ ... مصري، روى عنه أبو عبد الرحمن المقرئ).
ثم قال الإمام: (قلتُ: وروى عنه أيضًا يونس بن عبد الأعلي الصدفي المصري، شيخ الطحاوي في هذا الحديث!!).
ثم قال: (وقد وقع في اسم والد أنيس خطأ مطبعي في كتاب الطحاوي!!: (عياض!!) فصححته من الجرح والثقات ..... )!
ثم قال: (كما أن اسمه (أنيس) وقع في ترجمة يونس -يعني ابن عبد الأعلي- المترجم في تهذيب المزي: (أنس) مكبَّرًا!! وهو خطأ مطبعي!!).
قلتُ: وهذه كلها أوهام مزدوجة!! وأخطاء متراكبة!! وراوي هذا الحديث عن سعد بن إسحاق: هو أبو ضمرة أنس بن عياض بلا كلام!! وهو الذي يروي عن سعد بن إسحاق. ويروي عنه يونس بن عبد الأعلي أيضًا.
أما: (أنيس بن عمران) فلس له في هذا الحديث ناقة أو بعير!! بل ولا فتيل ولا قطمير!!
وشواهد هذا كثيرة. لعل من أبرزها: أن يونس بن عبد الأعلي لا تُعرف له رواية عن (أنيس بن عمران أصلاً!!) بل هو متأخر الطبقة عنه أيضًا!!
¥