وأجود تفسيره ما جاء مفسَّراً في رواية أخرى، مثل حديث عِمْرَانَ بن حُصَيْن رضي الله عنه في صلاة المريض " صَلِّ قائماً، فان لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جَنْبٍ "
وقد فَسَّر قولَهُ " عَلَى جَنْبٍ" حديثُ عَليّ رضي الله عنه، ولفظه " على جَنْبِه الأيمن مستقبل القِبْلة بوجهة "
4 - أشهر المصنفات فيه:
أ) غريب الحديث، لأبي عبيد القاسم بن سَلاَّم.
ب) النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، وهو أجود كتب الغريب.
ج) الدر النَّثِير للسيوطي، وهو تلخيص للنهاية.
د) الفائق، للزمخشري.
_ _ _
الفصل الثاني
آداب الرواية
المبحث الأول: آداب المحدث.
المبحث الثاني: آداب طالب الحديث.
المبْحَثُ الأول
آداب المحدث
1 - مقدمة:
بما أن الاشتغال بالحديث من أفضل القربات إلى الله تعالى وأشرف الصناعات، فينبغي على من يشتغل به وينشره بين الناس أن يتحلي بمكارم الأخلاق ومحاسن الشِّيم، ويكون مثالا صادقاً لما يعلمه الناس، مطبقاً له على نفسه قبل أن يأمر به غيره.
2 - ابرز ما ينبغي أن يتحلي به المحدث:
أ) تصحيح النية وإخلاصها، وتطهير القلب من أغراض الدنيا، كحب الرئاسة أو الشهرة.
ب) أن يكون أكبر همه نشر الحديث، والتبليغ عن رسول الله صلي الله عليه وسلم مبتغياً جزيل الأجر.
ج) ألا يحدث بحضرة من هو أولى منه، لِسِنِّه أو عِلْمِه.
د) أن يرشد من سأله عن شيء من الحديث ـ وهو يعلم أنه موجود عند غيره ـ إلى ذلك الغير.
هـ) ألا يمتنع من تحديث أحد لكونه غير صحيح النية، فانه يُرجَى له صحتها.
و) أن يعقد مجلساً لإملاء الحديث وتعليمه إذا كان أهلا لذلك، فان ذلك أعلى مراتب الراوية.
3 - ما يستحب فعله إذا أراد حضور مجلس الإملاء:
أ) أن يتطهر ويتطيب ويسرح لحيته.
ب) أن يجلس متمكناً بوقار وهيبة، تعظيماً لحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم.
ج) أن يُقْبِل على الحاضرين كلهم، ولا يخص بعنايته أحداً دون أحد.
د) أن يفتتح مجلسه ويختمه بتحميد الله تعالى والصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم ودعاء يليق بالحال.
هـ) أن يتجنب ما لا تحتمله عقول الحاضرين أو ما لا يفهمونه من الحديث.
و) أن يختم الإملاء بحكايات ونوادر، لترويح القلوب وطرد السَّأم.
4 - ما هي السن التي ينبغي للمحدث أن يتصدي للتحديث فيها؟
اختلف في ذلك.
فقيل خمسون، وقيل أربعون، وقيل غير ذلك.
والصحيح أنه متى تأهل واحتيج إلى ما عنده جلس للتحديث في أي سن كان
5 - أشهر المصنفات فيه:
أ) " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع " للخطيب البغدادي.
ب) " جامع بيان العلم وفضله، وما ينبغي في روايته وحمله " لابن عبد البر.
المبْحَثُ الثَاني
آداب طالب الحديث
مقدمة:
المراد بآداب طالب الحديث، ما ينبغي أن يتصف به الطالب من الآداب العالية والأخلاق الكريمة التي تناسب شرف العلم الذي يطلبه،وهو حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم، فمن هذه الآداب ما يشترك فيها مع المحدث، ومنها ما ينفرد بها عنه.
الآداب التي يشترك فيها مع المحدث:
تصحيح النية والإخلاص لله تعالى في طلبه.
الحذر من أن تكون الغاية من طلبه التوصل إلى أغراض الدنيا، فقد أخرج أبو داود وابن ماجة من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " من تعلم علماً مما يُبْتَغَي به وجهُ الله تعالى، لا يتعلمه إلا ليصيب به غَرَضاً من الدنيا لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة ".
العمل بما يسمعه من الأحاديث.
3 - الآداب التي ينفرد بها عن المحدث:
أ) أن يسأل الله تعالى التوفيق والتسديد والتيسير والإعانة على ضبطه الحديث وفهمه.
ب) أن ينصرف إليه بكليته، ويفرغ جهد، في تحصيله.
ج) أن يبدأ بالسماع من أرجح شيوخ بلده إسناداً وعلماً وديِناً.
د) أن يعظم شيخه، ومَنْ يسمع منه ويوقِّره، فذلك من إجلال العلم وأسباب الانتفاع، وأن يتحرَّى رضاه، ويصبر على جفائه لو حصل.
هـ) أن يرشد زملاءه وإخوانه في الطلب إلى ما ظفر به من فوائد، ولا يكتمها عنهم، فان كتمان الفوائد العلمية على الطلبة لُؤْم يقع فيه جهلة الطلبة الوُضَعاء، لأن الغاية من طلب العلم نشره.
و) ألا يمنعه الحياء أو الكِبْر من السعي في السماع والتحصيل وأخذ العلم ولو ممن دونه في السن أو المنزلة.
¥