أ) أما تدليس الإسناد: فمكروه جداً. ذمة أكثر العلماء وكان شعبة من أشدهم ذماً له فقال فيه أقوالا منها: "التدليس أخو الكذب ".
ب) وأما تدليس التسوية: فهو أشد كراهة منه، حتى قال العراقي:" أنه قادح فيمن تَعَمَّدَ فعله "
ج) وأما تدليس الشيوخ: فكراهته أخف من تدليس الإسناد لأن المدلس لم يٌسقط أحداً، وإنما الكراهة بسبب تضييع المروي عنه، وتوعير طريق معرفته على السامع وتختلف الحال في كراهته بحسب الغرض الحامل عليه.
7 - الأغراض الحاملة على التدليس:
أ) الأغراض الحاملة على تدليس الشيوخ أربعة هي:
1 - ضعف الشيخ أو كونه غير ثقة.
2 - تأخر وفاته بحيث شاركه في السماع منه جماعة دونه.
3 - صغر سنه بحيث يكون أصغر من الراوي عنه.
4 - كثرة الرواية عنه، فلا يحب الإكثار من ذكر اسمه على صورة واحدة.
ب) الأغراض الحاملة على تدليس الإسناد خمسة وهي:
1 - توهيم عُلُوِّ الإسناد.
2 - فَوَات شيء من الحديث عن شيخ سمع منه الكثير.
3 - 4 - 5 ـ الأغراض الثلاثة الأولي المذكورة في تدليس الشيوخ.
8 - أسباب ذم المدلس: ثلاثة هي
أ) إيهامه السماع ممن لم يسمع عنه.
ب) عدوله عن الكشف إلى الاحتمال.
ج) علمه بأنه لو ذكر الذي دلس عنه لم يكن مَرْضِيّا
9 - حكم رواية المدلِّس:
اختلف العلماء في قبول رواية المدلَّس على أقوال، أشهرها قولان.
رد رواية المدلس مطلقا وإن بين السماع، لأن التدليس نفسه جرح. (وهذا غير معتمد).
التفصيل: (وهو الصحيح).
إن صرح بالسماع قبلت روايته، أي إن قال " سمعت" أو نحوها قبل حديثه.
وان لم يصرح بالسماع لم تقبل روايته، أي إن قال " عن " ونحوها لم يقبل1حديثه.
10 - بم يعرف التدليس؟
يعرف التدليس بأحد أمرين:
إخبار المدلس نفسه إذا سئل مثلا، كما جرى لابن عيينة.
نَصُّ إمام من أئمة هذا الشأن بناء على معرفته ذلك من البحث والتتبع.
11 - أشهر المصنفات في التدليس والمدلسين:
هناك مصنفات في التدليس والمدلسين كثيرة أشهرها:
ثلاثة مصنفات للخطيب البغدادي، واحدا في أسماء المدلسين، واسمه التبيين لأسماء المدلسين2 والآخران أفرد كلا ً منهما لبيان نوع من أنواع التدليس.3
التبيين لأسماء المدلسين: لبرهان الدين بن الحلبي (وقد طبعت هذه الرسالة).
تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس للحافظ ابن حجر (وقد طبعت أيضا).
المٌرْسَلٌ الخَفِيٌّ
1 - تعريفه:
لغة: المرسل لغة اسم مفعول من الإرسال بمعنى الإطلاق، كأن المرسل أطلق الإسناد ولم يصله، والخفي: ضد الجلي، لأن هذا النوع من الإرسال غير ظاهر، فلا يدرك إلا بالبحث.
اصطلاحاً: أن يَرْوِيَ عمن لقيه أو عاصره ما لم يسمع منه بلفظ يحتمل السماع وغيره كـ"قال"
2 - مثاله:
" ما رواه ابن ماجه من طريق عمر بن عبد العزيز عن عقبة ابن عامر مرفوعاً: رحم الله حارس الحرس4" فان عمر لم يطلق عقبة كما قال المزي في الأطراف.
3 - بم يعرف؟
يُعرف الإرسال الخفي بأحد أمور ثلاثة وهي:
نَصُّ بعض الأئمة على أن هذا الراوي لم يلق من حدث عنه أو لم يسمع منه مطلقاً.
إخباره عن نفسه بأنه لم يلق من حدث عنه أو لم يسمع منه شيئاً.
مجيء الحديث من وجه آخر فيه زيادة شخص بين هذا الراوي وبين من روي عنه. وهذا الأمر الثالث فيه خلاف للعلماء، لأنه قد يكون من نوع " المزيد في متصل الأسانيد".
4 - حكمه:
هو ضعيف، لأنه من نوع المنقطع، فإذا ظهر انقطاعه فحكمه حكم المنقطع.
5 - أشهر المصنفات فيه:
ـ كتاب التفصيل لمبهم المراسيل للخطيب البغدادي.
المعَنْعنٌ والمؤَنَنٌ
تمهيد:
لقد انتهت أنواع المردود الستة التي سبب ردها سَقْطَ من الإسناد، لكن لما كان المعنعن والمؤنن مٌختَلفاً فيهما، هل هما من نوع المنقطع أو المتصل، لذا رأيت إلحاقهما بأنواع المردود بسبب سقط من الإسناد.
تعريف المعنعن:
لغة:المعنعن اسم مفعول من " عَنْعَن " بمعنى قال " عَنْ، عَنْ ".
اصطلاحاً: قول الراوي: فلان عن فلان.
3 - مثاله:
ما رواه ابن ماجه قال: " حدثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن أسامة بن زيد عن عثمان بن عروة عن عروة عن عائشة. قالت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن الله وملائكته يصلون على مَيَامِنِ الصفوف "
4 - هل هو من المتصل أو المنقطع؟:
اختلف العلماء فيه على قولين:
قيل أنه منقطع حتى يتبين اتصاله.
¥