فهذا الانقطاع لا ينطبق عليه اسم المرسل ولا المعلق ولا المعضل فهو منقطع.
5 - حكمه:
المنقطع ضعيف بالاتفاق بين العلماء، وذلك للجهل بحال الراوي المحذوف.
المٌدَلَّس
1 - تعريف التدليس:
لغة: المدلس اسم مفعول من " التدليس " والتدليس في اللغة: كِتْمان عَيْبِ السلعة عن المشتري، وأصل التدليس مشتق من " الدَّلس " وهو الظلمة أو اختلاط الظلام كما في القاموس، فكأن المدلَّس لتغطيته على الواقف على الحديث أظلم أمره فصار الحديث مٌدلَّسا.
اصطلاحاً: إخفاء عيب في الإسناد. وتحسين لظاهره.
2 - أقسام التدليس:
للتدليس قسمان رئيسيان هما: تدليس الإسناد، وتدليس الشيوخ.
3 - تدليس الإسناد:
لقد عرف علماء الحديث هذا النوع من التدليس بتعريفات مختلفة، وسأختار أصحها وأدقها ـ في نظري ـ وهو تعريف الإمامين أبي أحمد بن عمرو البزار وأبي الحسن بن القطان. وهذا التعريف هو:
تعريفه: أن يَرْوِيَ الراوي عمن قد سمع منه ما لم يسمع منه من غير أن يذكر سمعه منه
شرح التعريف: ومعنى هذا التعريف أن تدليس الإسناد أن يروي الراوي عن شيخ قد سَمِعَ منه بعض الأحاديث، لكن هذا الحديث الذي دلسه لم يسمعه منه، وإنما سمعه من شيخ آخر عنه، فيٌسْقِطٌ ذلك الشيخَ ويرويه عنه بلفظ محتمل للسماع وغيره، كـ " قال " أو " عن " ليوهم غيره أنه سمعه منه، لكن لا يصرح بأنه سمع منه هذا الحديث فلا يقول: " سمعت " أو " حدثني " حتى لا يصير كذاباً بذلك، ثم قد يكون الذي أسقطه واحداً أو أكثر.
الفرق بيه وبين الإرسال الخفي: قال أبو الحسن بن القطان بعد ذِكْرهِ للتعريف السابق:" والفرق بينه وبين الإرسال هو: أن الإرسال روايته عمن لم يسمع منه " وإيضاح ذلك أن كلا من المدلِّس والمرسل إرسالا خفياً يَرْوِي عن شيخ شيئاً لم يسمعه منه، بلفظ يحتمل السماع وغيره، لكن المدلَّس قد سمع من ذلك الشيخ أحاديث غير التي دلسها، على حين أن المرسل إرسالا خفياً لم يسمع من ذلك الشيخ أبداً، لا الأحاديث التي أرسلوها ولا غيرها لكنه عاصره أو لقيه.
مثاله: ما أخرجه الحاكم، بسنده إلى على بن حَشْرَم قال: " قال لنا ابن عيينة: عن الزهري ـ فقبل له: سمعته من الزهري؟ فقال: لا، ولا ممن سمعه من الزهري، حدثني عن عبدالرزاق عن مَعْمَر عن الزهري " ففي هذا المثال أسقط ابنُ عُيينة اثنين بينه وبن الزهري.
4 - تدليس التسوية:
هذا النوع من التدليس هو في الحقيقة نوع من أنواع تدليس الإسناد.
تعريفه: هو رواية الراوي عن شيخه، ثم إسقاط راو ضعيف بين ثقتين لقي أحدهما الآخر،وصورة ذلك أن يروي الراوي حديثاًَ عن شيخ ثقة، وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة، ويكون الثقتان قد لقي أحدهما الآخر، فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول، فيُسْقِط الضعيف الذي في السند، ويجعل الإسناد عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل، فيُسَوْي الإسناد كله ثقات.
وهذا النوع من التدليس شر أنواع التدليس، لأن الثقة الأول قد لا يكون معروفاً بالتدليس، ويجده الواقف على السند كذلك بعد التسوية قد رواه عن ثقة آخر فيحكم له بالصحة, وفيه غرور شديد.
أشهر من كان يفعله:
بَقّية بن الوليد. قال أبو مُسْهر: " أحاديث بَقِيَّة ليست نَقَيَّه فكنْ منها على تٌَِقِيَّة.
الوليد بن مسلم.
مثاله: ما رواه ابن أبي حاتم في العلل قال: " سمعت أبي ـ وذَكَرَ الحديث الذي رواه اسحق بن راهويه عن بقية حدثني أبو وهب الأسدي عن نافع عن ابن عمر حديث لا تحمدوا إسلام المرء حتى تعرفوا عُقْدَةَ رأيه ـ قال أبي: هذا الحديث له أمر قل من يفهمه، روى هذا الحديث عبيد الله بن عمرو (ثقة) عن اسحاق بن أبي فروة (ضعيف) عن نافع (ثقة) عن ابن عمر عن النبي صلي الله عليه وسلم. وعبيد الله ابن عمرو، كنيته أبو وهب، وهو أسدى، فكناه بقيةُ ونسبه إلى بن أسد كي لا يفطن له، حتى إذا ترك اسحق بن أبي فروة لا يٌهْتَدَى له ".
5 - تدليس الشيوخ:
أ) تعريفه: هو أن يَرْوي الراوي عن شيخ حديثاً سمعه منه، فيُسَمِّيهُ أو يَكْنَيِهُ أو يَنْسِبَهُ أو يَصِفهٌ بما لا يُعْرَفُ به كي لا يُعْرَفُ
ب) مثاله: قول أبي بكر بن مجاهد أحد أئمة القراء: " حدثنا عبدالله بن أبي عبدالله، يريد به أبا بكر بن أبي داود السجستاني "
6 - حكم التدليس:
¥