وأن ينضم إلى هذه الشروط الثلاثة واحد مما يأتي:
أن يٌرْوَى الحديث من وجه آخر مُسْنَداً.
أو يٌرْوى من وجه آخر مرسَلاً أرسله من أخذ العلم عن غير رجال المرسل الأول.
أو يُوافِقَ قول صحابي.
أو يُفْتِى بمقتضاه أكثر أهل العلم.
فإذا تحققت هذه الشروط تبين صحة مَخْرَج المرسَل وما عَضَدَهُ، وأنهما صحيحان، لو عارضهما صحيح من طريق واحد رجحناهما عليه بتعدد الطرق إذا تعذر الجمع بينهما.
6 - مرسَل الصحابي:
هو ما أخبر به الصحابي عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم أو فعله، ولم يسمعه أو يشاهده، إما لصغر سنه أو تأخر إسلامه أو غيابه، ومن هذا النوع أحاديث كثيرة لصغار الصحابة كابن عباس وابن الزبير وغيرهما.
7 - حكم مرسَل الصحابي:
الصحيح المشهور الذي قطع به الجمهور أنه صحيح محتج به، لأن رواية الصحابة عن التابعين نادرة، وإذا رووا عنهم بينوها، فإذا لم يبينوا، وقالوا: قال رسول الله، فالأصل أنهم سمعوها من صحابي آخر، وحذف الصحابي لا يضر، كما تقدم.
وقل إن مرسل الصحابي كمرسل غيره في الحكم، وهذا القول ضعيف مردود.
8 - أشهر المصنفات فيه:
أ) المراسيل لأبي داود.
ب) المراسيل لابن أبي حاتم.
ج) جامع التحصيل لأحكام المراسيل للعلائي
المٌعْضَل
1 - تعريفه:
أ) لغة: اسم مفعول من " أعضله " بمعني أعياه.
ب) اصطلاحاً: ما سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوالي.
2 - مثاله:
" ما رواه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " بسنده إلى القَعْنَبي عن مالك أنه بلغه أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للمَمْلوك طعامُهُ وكسوتُهُ بالمعروف. ولا يُكَلَّف من العمل إلا ما يٌطيق. قال الحاكم: هذا مٌعْضَل عن مالك، أعضله هكذا في الموطأ "
فهذا الحديث معضل لأنه سقط منه اثنان متواليان بين مالك وأبي هريرة وقد عرفنا أنه سقط منه اثنان متواليان من رواية الحديث خارج الموطأ هكذا" ... عن مالك عن محمد بن عَجْلان عن أبيه عن أبي هريرة"3
3 - حكمه:
المعضل حديث ضعيف، وهو أسوأ حالا من المرسل والمنقطع4، لكثرة المحذوفين من الإسناد، وهذا الحكم على المعضل بالاتفاق بين العلماء.
4 - اجتماعه مع بعض صور المعلقَّ:
أن بين المعضل وبين المعلق عموماً وخصوصاً من وجه.
فيجتمع المعضل مع المعلق في صورة واحدة وهي: إذا حُذف من مبدأ إسناده راويان متواليان. فهو معضل ومعلق في آن واحد.
ويفارقه في صورتين:
إذا حُذف من وسط الإسناد راويان متواليان، فهو معضل وليس بمعلق.
إذا حذف من مبدأ الإسناد راو فقط، فهو معلق وليس بمعضل.
5 - من مظان المعضل:
قال السيوطي: من مظان المعضل والمنقطع والمرسل:
كتاب السنن لسعيد بن منصور.
مؤلفات ابن أبي الدنيا.
_ _ _
المٌنقَطِع
1 - تعريفه:
أ) لغة: هو اسم فاعل من " الانقطاع" ضد الاتصال.
ب) اصطلاحاً: ما لم يتصل إسنادُه، على أي وجه كان انقطاعه.
2 - شرح التعريف:
يعني أن كل إسناد انقطع من أي مكان كان، سواء كان الانقطاع من أول الإسناد أو من آخره أو من وسطه، فيدخل فيه ـ على هذا ـ المرسل والمعلق والمعضل، لكن علماء المصطلح المتأخرين خصوا المنقطع بما لم تنطبق عليه صورة المرسل أو المعلق أو المعضل، وكذلك كان استعمال المتقدمين في الغالب. ولذلك قال النووي: " وأكثر ما يستعمل في رواية مَنْ دون التابعي عن الصحابي، كمالك عن ابن عمر "
المنقطع عند المتأخرين من أهل الحديث:
هو ما لم يتصل إسناده مما لا يشمله اسم المرسل أو المعلق أو المعضل. فكأنَّ المنقطع اسم عام لكل انقطاع في السند ما عدا صوراً ثلاثاً من صور الانقطاع وهي:حذف أول الإسناد، أو حذف آخره، أو حذف اثنين متواليين من أي مكان كان، وهذا هو الذي مشي عليه الحافظ ابن حجر في النخبة وشرحها.
ثم انه قد يكون الانقطاع في مكان واحد من الإسناد، وقد يكون في أكثر من مكان واحد، كأن يكون الانقطاع في مكانين أو ثلاثة مثلاً.
4 - مثاله:
" ما رواه عبدالرزاق عن الثوري عن أبي اسحق عن زيد بن يٌثيع عن حٌذيفة مرفوعاً: إنْ وليتموها أبا بكر فقوي أمين "
فقد سقط من هذا الإسناد رجل من وسطه وهو " شريك " سقط من بين الثوري وأبي اسحق، إذ أن الثوري لم يسمع الحديث من أبي اسحق مباشرة وإنما سمعه من شريك، وشريك سمعه من أبي اسحق.
¥