ما اتفق عليه البخاري ومسلم (وهو أعلى المراتب).
ثم ما انفرد به البخاري.
ثم ما انفرد به مسلم.
ثم ما كان على شرطهما ولم يخرجاه.
ثم ما كان على شرط البخاري ولم يخرجه.
ثم ما كان على شرط مسلم ولم يخرجه
ثم ما صح عند غيرهما من الأئمة كابن خزيمة وابن حبان مما لا يكن على شرطهما.
13 - شرط الشيخين:
لم يٌفصح الشيخان عن شرط شرطاه أو عيناه زيادة على الشروط المتفق عليها في الصحيح، لكن الباحثين من العلماء ظهر لهم من التتبع والاستقراء لأساليبهما ما ظنه كل منهم أنه شرطهما أو شرط واحد منهما.
وأحسن ما قيل في ذلك أن المراد بشرط الشيخين أو أحدهما أن يكون الحديث مروياً من طريق رجال الكتابين أو أحدهما مع مراعاة الكيفية التي التزمها الشيخان في الرواية عنهم.
14 - معنى قولهم: " مٌتَّفَقُ عليه ":
إذا قال علماء الحديث عن حديث " متفق عليه " فمرادهم اتفاق الشيخين، أي اتفاق الشيخين على صحته، لا اتفاق الأمة إلا أن ابن الصلاح قال: " لكن اتفاق الأمة عليه لازِمُ من ذلك وحاصل معه، لاتفاق الأمة على تلقي ما اتفقا عليه بالقبول
15 - هل يشترط في الصحيح أن يكون عزيزاً؟:
الصحيح أنه لا يشترط في الصحيح أن يكون عزيزاً، بمعنى أن يكون له إسنادان، لأنه يوجد في الصحيحين وغيرهما أحاديث صحيحة وهي غريبة،وزعم بعض العلماء ذلك كأبي على الجٌبَّائي المعتزلي والحاكم، وقولهم هذا خلاف ما اتفقت عليه الأمة.
الحَسَن
1 - تعريفه:
لغة: هو صفة مشبهة من " الحٌسْن " بمعنى الجَمال.
اصطلاحاً: اختلفت أقوال العلماء في تعريف الحسن نظراً لأنه متوسط بين الصحيح والضعيف، ولأن بعضهم عرَّف أحد قسميه، وسأذكر بعض تلك التعريفات ثم اختار ما أراه أوفق من غيره.
تعريف الخطابي: هو ما عٌرِفَ مَخْرَجٌهٌ، واشتهر رجاله، وعليه مَدَار أكثر الحديث، وهو الذي يقبله أكثر العلماء، ويستعمله عامة الفقهاء
تعريف الترمذي: كل حديث يٌرْوَى، لا يكون في إسناده من يٌتَّهَمٌ بالكذب، ولا يكون الحديث شاذا، ويٌرْوَى من غير وجه نحو ذلك، فهو عندنا حديث حسن
تعريف ابن حَجَر: قال " وخبر الآحاد بنقل عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ هو الصحيح لذاته، فان خَف الضبط، فالحَسَنٌ لذاته
قلت: فكأن الحَسَنَ عند ابن حجر هو الصحيح إذا خَفََّ ضبط روايه، أي قَلَّ ضبطه، وهو خير ما عرف به الحسن، أما تعريف الخطابي فعليه انتقادات كثيرة، والأصل في تعريفه أن يٌعَرََّف الحسن لذاته، لأن الحسن لغيره ضعيف في الأصل ارتقى إلى مرتبة الحسن لانجباره بتعدد طرقه.
تعريفه المٌخْتَار: ويمكن أن يٌعَرَّفَ الحسنٌ بناء على ما عَرَّفه به ابن حجر بما يلي: " هو ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خَفَّ ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة ".
2) حكمه:
هو كالصحيح في الاحتجاج به، وان كان دونه في القوة لذلك احتج به جميع الفقهاء، وعملوا به، وعلى الاحتجاج به معظم المحدثين والأصوليين إلا من شذ من المتشددين " وقد أدرجه بعض المتساهلين في نوع الصحيح كالحاكم وابن حبان وابن خزيمة، مع قولهم بأنه دون الصحيح المٌبَيَّنِ أولا
3) مثاله:
ما أخرجه الترمذي قال: " حدثنا قتيبة حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسي الأشعري قال: سمعت أبي بحضرة العدو يقول: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف ..... الحديث، فهذا الحديث قال عنه الترمذي: " هذا حديث حسن غريب ".
وكان هذا الحديث حسناً لأن رجال إسناده الأربعة ثقات إلا جعفر بن سليمان الضبعي فإنه حسن الحديث لذلك نزل الحديث عن مرتبة الصحيح إلى الحسن.
4 - مراتبه:
كما أن للصحيح مراتب يتفاوت بها بعض الصحيح عن بعض، كذلك فان للحسن مراتب، وقد جعلها الذهبي مرتبتين فقال:
1) فأعلى مراتبه: بَهْزٌ بن حكيم عن أبيه عن جده،2) وعمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده،3) وابن اسحق عن التيمي،4) وأمثال ذلك مما قيل أنه صحيح،5) وهو من أدني مراتب الصحيح.
6) ثم بعد ذلك ما اختلف في تحسينه وتضعيفه: كحديث الحارث بن عبدالله،7) وعاصم بن ضَمْرَة،8) وحجاج ابن أرطاة ونحوهم.
5 - مرتبة قولهم: " حديث صحيح الإسناد " أو " حسن الإسناد ":
أ) قول المحدثين: " هذا حديث صحيح الإسناد " دون قولهم: " هذا حديث صحيح "
¥