ـ[أبو المسور المصري]ــــــــ[09 - 06 - 04, 03:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بالنسبة لموضوع الزيادات، فهذا نقل موجز مفيد فيها، أخذته من مشاركة لشيخنا عبد الرحمن الفقيه حفظه الله، حيث قال:
أما الزيادات، فلم أقف على مَّن تعرَّض لها بتعريف يُحدِّدها، لكن من خلال النظر في عمل أصحاب الزيادات يُمكن أن أقول إنَّها:
الأحاديث التي يرويها راوية كتاب ما على مؤلف ذلك الكتاب، إمَّا استخراجاً عليه، فيلتقي معه في شيخه أو شيخ أعلى، أو استقلالاً بإيراده حديثاً مختلفاً في سنده ومتنه.
والفرق بينها وبين المستخرجات أنَّ شرط الزيادات أن تكون من راوية ذلك الكتاب عن مصنِّفه، في حين أنَّ مؤلفي المستخرجات ليسوا من رواة الكتاب المستخرج عليه، ثم إنَّه لا يُشترط في ذلك الراوي أن يكون تلميذا مباشرا للمؤلف بل قد تكون الزيادات من تلميذ أنزل منه، ومن أبرز الأمثلة على ذلك، زيادات عبد الله بن أحمد على مسند أحمد، وهو تلميذ مباشر له، وزيادات أبي بكر القطيعي على نفس الكتاب، رغم أنه ليس تلميذا مباشرا لأحمد، وإنما هو تلميذ لإبنه عبد الله،
فعبد الله بن أحمد هنا، قد زاد أحاديث وجدها بخط أبيه، أو رواها عن غير أبيه في المسند، وكذا فعل أبو بكر القطيعي، وقد يزيد التلميذ على شيخه أحاديث تحصلت له بأسانيد عالية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك زيادات أبي الحسن بن القطان على سنن شيخه ابن ماجة
ثم شرع الشيخ الفقيه حفظه الله في سرد بعض الأمثلة على الزيادات، ومن أبرزها، الزيادات على الصحيحين:
أولا: صحيح الإمام البخاري:
وعليه زيادات محمد بن يوسف الفربري راوية الكتاب عن البخاري.
ثانيا ً: صحيح الإمام مسلم:
وعليه زيادتان:
أ ـ زيادات أبي إسحاق إبراهيم بن سفيان، راوية الكتاب عن مسلم.
ب ـ زيادات أبي أحمد محمد بن عيسى الجُلودي، راوية الكتاب عن ابن سفيان.
وأما بالنسبة للأحاديث الثلاثية، فهي الأحاديث التي يفصل المصنف عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه 3 رواة فقط، شيخه، وشيخ شيخه، والصحابي، وهذا بلا شك علو سند يحرص كل مصنف عليه، ولذا فإن العلماء قد تتبعوا الثلاثيات في كتب الحديث، بل وأفردها بعضهم بالتصنيف، كما فعل السفاريني رحمه الله، لما أفرد ثلاثيات مسند أحمد رحمه الله بالتصنيف، وقام بشرحها، والثلاثيات عند الأئمة المشهورين كالتالي:
مسألة: الثلاثيات عند البخاري ومسلم:
اشتهر البخاري من بين أصحاب الكتب الستة، بإكثاره من الأحاديث الثلاثية، وقد ذكر الدكتور عبد العزيز عزت أنها 22 حديثا، وقد جمعها الحافظ ابن حجر في مصنف مستقل، وأما مسلم فإنه لم يخرج أي حديث ثلاثي في صحيحه، وأعلى أسانيده رباعية.
الثلاثيات في سنن أبي داود:
في سنن أبي داود حديث ثلاثي واحد، وقد تقدم في البحث.
الثلاثيات في جامع الترمذي:
في جامع الترمذي حديث ثلاثي واحد، وهو ما أخرجه من طريق اسماعيل بن موسى الفزاري عن عمر بن شاكر عن أنس رضي الله عنه مرفوعا: يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر، وقد أشار الشيخ الحميد حفظه الله إلى أن هذا الحديث لا يصح، وعلته عمر بن شاكر، ونبه حفظه الله، إلى نزول أسانيد الترمذي، وربما كان ذلك لتأخره في طلب العلم.
مسألة: ثلاثيات ابن ماجة:
وعددها 5، وكلها من طريق شيخه جبارة بن مغلس، ولولا ضعف شيخه جبارة لارتفعت منزلة سننه بهذه الثلاثيات، ولكنها كلها لا تصح لأنها جاءت من هذه الطريق الضعيفة، وكلها جاءت بإسناد واحد من طريق جبارة بن مغلس عن كثير بن سليم عن أنس رضي الله عنه، ويتفق الدكتور عبد العزيز عزت عبد الجليل في رسالته (الإمام ابن ماجة صاحب السنن) مع الشيخ الحميد حفظه الله عدد هذه الثلاثيات، وفي الحكم عليها بالضعف، ولكنه نسب الضعف فيها إلى شيخ جبارة بن مغلس، كثير بن سليم، ونقل توثيق كثير من أهل العلم لجبارة بن مغلس، من أبرزهم عثمان بن أبي شيبة، وقد استدل الدكتور عبد العزيز لتوثيق جبارة برواية بقي بن مخلد، صاحب المسند، عن جبارة، وهو من شأنه ألا يروي إلا عن ثقة، كما ذكر ذلك الحافظ في ترجمة جبارة في تهذيب التهذيب، ومما يجدر التنبيه عليه في هذا الموضع، علو اسناد ابن ماجة، وهذا ما أكد عليه الدكتور عبد العزيز عزت بقوله: في سنن ابن ماجة رباعيات كثيرة، أي أحاديث سلسلة رواتها أربع طبقات، وهو بذلك يعتبر ذا أفضلية بين الصحاح الستة من هذه الزاوية، فإن روايات الإمام البخاري الثلاثية كثيرة وهذه ميزة انفرد بها، كما سبق بيانه، ورباعيات ابن ماجة كثيرة وهذه ميزة تشبهها.
مسألة: ثلاثيات أحمد:
مسند أحمد من الكتب التي امتازت بالإكثار من ايراد الثلاثيات، وقد قال الشيخ السعد حفظه الله بأنها تصل إلى نحو 300 حديث، وقد جمعها وشرحها السفاريني في مصنف مستقل، كما تقدم.
وأما بالنسبة لسؤال الحافظ ابن حجر رحمه الله، فليس عندي فيها إلا النقل، دون معرفة سبب هذا الإطلاق، والله أعلى وأعلم، وجزاك الله خيرا على هذه المداخلة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥