أبى القاسم بن عساكر فى جماعة قالوا: أخبرنا أبو حفص بن طبرزد، قال: أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال أخبرنا أبو طالب بن غيلان البزاز، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكى النيسابورى ببغداد بانتقاء أبى الحسن الدارقطنى، قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفى، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، فذكر مثل حديث عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن قتيبة سواء.

قال أبو العباس: قال قتيبة: عليه سبع علامات: علامة أحمد بن حنبل، و يحيى ابن معين، و أبى خيثمة، و أبى بكر بن أبى شيبة، و الحميدى حتى عد سبعة.

رواه أحمد بن حنبل كما تقدم، و أبو داود، و الترمذى عن قتيبة، فوافقناهم فيه بعلو.

و رواه الترمذى أيضا عن عبد الصمد بن سليمان البلخى، عن زكريا بن يحيى اللؤلؤى عن أبى بكر الأعين، عن على بن المدينى، عن أحمد بن حنبل، عن قتيبة.

فباعتبار هذه الرواية كأنى لقيت الترمذى و سمعته منه، و صافحته، و كأن محمد ابن نعيم الضبى المذكور فى الإسناد الأول، و هو الحاكم أبو عبد الله الحافظ سمعه منى، و كانت وفاته فى سنة خمس و أربع مئة.

قال الحاكم أبو عبد الله: هذا حديث رواته أئمة ثقات، و هو شاذ الإسناد

و المتن، ثم لا نعرف له علة نعلله بها. فلو كان الحديث عند الليث عن

أبى الزبير عن أبى الطفيل لعللنا به الحديث.

و لو كان عند يزيد بن أبى حبيب عن أبى الزبير لعللنا به. فلما لم نجد العلتين خرج عن أن يكون معلولا، ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبى حبيب عن أبى الطفيل رواية و لا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبى الطفيل و لا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل غير أبى الطفيل فقلنا: الحديث شاذ، فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده و متنه و لم يبلغنا عن واحد منهم أنه ذكر للحديث علة.

و قد قرأ علينا أبو على الحافظ هذا الباب، و حدثنا به عن أبى عبد الرحمن النسائى و هو إمام عصره عن قتيبة بن سعيد، و لم يذكر أبو عبد الرحمن، و لا أبو على للحديث علة، فنظرنا فإذا الحديث موضوع، و قتيبة ثقة مأمون.

قال الحاكم أبو عبد الله: حدثنى أبو الحسن على بن محمد بن موسى بن عمران الفقيه، قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: سمعت صالح بن حفصويه ـ نيسابورى صاحب حديث ـ يقول: سمعت محمد بن إسماعيل البخارى يقول: قلت لقتيبة: مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الطفيل؟ قال: مع خالد المدائنى قال محمد بن إسماعيل: و كان خالد المدائنى هذا يدخل الأحاديث على الشيوخ.

و قال أبو داود: لا يروى هذا الحديث إلا قتيبة وحده.

و قال الترمذى: حسن غريب، تفرد به قتيبة، لا نعلم أحدا رواه عن الليث غيره، و المعروف حديث مالك و سفيان يعنى عن أبى الزبير، عن أبى الطفيل، عن معاذ أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة تبوك. فكان يجمع بين الظهر و العصر، و بين المغرب و العشاء.

و قال أبو سعيد بن يونس: لم يحدث به إلا قتيبة، و يقال: إنه غلط. و إن موضع يزيد بن أبى حبيب أبو الزبير.

و قال أبو بكر الخطيب: لم يرو حديث يزيد بن أبى حبيب، عن أبى الطفيل أحد عن الليث غير قتيبة، و هو منكر جدا من حديثه.

و يرون أن خالد المدائنى أدخله على الليث، و سمعه قتيبة معه، فالله أعلم.

و قال أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام المروزى: سمعت أحمد بن سيار بن أيوب المروزى يقول: أبو رجاء قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف مولى الحجاج بن يوسف، و كان أبو رجاء يتولى ثقيفا، و يذكر كرامة جده على الحجاج.

و قال: و كان الحجاج إذا جلس على سريره جلس جدى على كرسى عن يمينه، و كان

أبو رجاء رجلا ربعه أصلع حلو الوجه حسن اللحية واسع الرحل غنيا من ألوان الأموال من الدواب و الإبل و البقر و الغنم، و كان كثير الحديث، لقد قال لى: أقم عندى هذه الشتوة حتى أخرج إليك مئة ألف حديث عن خمسة أناسى. قلت: لعل أحدهم عمر بن هارون؟ قال: لا.

كنت كتبت عن عمر بن هارون وحده أكثر من ثلاثين ألفا، و لكن وكيع بن الجراح،

و عبد الوهاب الثقفى، و جرير الرازى، و محمد بن بكر البرسانى، و ذهب على الخامس، و كان ثبتا فيما روى، صاحب سنة و جماعة. قال: و سمعت أبا رجاء

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015