الطريق الثاني:- أبو سعيد يحيى الذي في هذا الطريق قال فيه ابن حجر ’صدوق يغرب‘
(انظر:-التقريب 375)
في هذا الطريق علتان.
العلة الأولى:- جهالة شيخ محمد بن إسحاق ولأنه إذا حدث عن أقوام مجاهيل يأتي بالأباطيل كما قال يعقوب بن شيبة.
(انظر:-تهذيب التهذيب 9/ 39.38)
العلة الثانية:- النكارة, لأن المعروف عن عائشة قولها ’فلولا ذلك لأبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا‘ رواه البخاري (3/ 156.198.8/ 114)
(انظر:- تحذير الساجد- 10).
ففي هذه الرواية قالت ’إنما دفن النبي في مضجعه لقول أبي بكر ’سمعت رسول الله يقول إنه لم يدفن نبي قط إلا حيث قبض‘. فهذه تخالف الرواية الصحيحة عنها فهي منكرة. ويخالف قولها هذا ما روى ابن سعد (2/ 241) بسند صحيح عن الحسن البصري قال:-’ائتمروا (أي تشاوروا) أن يدفنوه في المسجد فقالت عائشة إن رسول الله كان واضعا رأسه في حجري إذ قال:- ’قاتل الله أقواما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد‘ واجتمع رأيهم أن يدفنوه حيث قبض في بيت عائشة‘. فهذه الرواية – على إرسالها- تدل على أمر مهم وهو أن الصحابة أقروها على هذا الفهم ولذلك رجعوا إلى رأيها فدفنوه في بيتها. وهذا ما يفيده كلام الشيخ ناصر الدين في (تحذير الساجد – 28)
وأقرب مثال لما نحن فيه ما ضعفه الشيخ ناصر الدين في (أحكام الجنائز- 231) قول عائشة المخالفة ’ولو شهدتك ما زرتك‘ لقولها الذي جاءت برواية صحيحة.‘
الطريق الثالث:- فيه أربع علل
العلة الأولى:- ضعف أحمد بن عبد الجبار
قال الإمام ابن عدي:-’رأيتهم مجمعين على ضعفه لا أرى له حديثا منكرا إنما ضعفوه لأنه لم يلق الذين يحدث عنهم‘
وقال الإمام مطين:-’كان يكذب‘
(انظر:- ميزان الاعتدال 1/ 112)
وقال الإمام ابن حجر:-’ضعيف وسماعه للسبرة صحيح‘ (التقريب)
العلة الثانية:-تدليس محمد بن إسحاق. وهو كثير التدليس كثيرا ما يدلس عن الضعفاء والمتروكين.
العلة الثالثة:-سوء حفظ محمد بن إسحاق وهو وإن كان صدوقا فيما لا يدلس فيه وقد يخطئ أحيانا لأن الإمام الذهبي والألباني وصفا نفسه ’على أن في حفظه شيئا‘ كما تقدم. وهو واضح هنا لأنه شك في شيخه هل هو محمد بن عبد الرحمن أو محمد بن جعفر ويحتمل وقوع هذا الشك من أحد الضعفاء الذين دلس عنهم في هذه الرواية أو من أحد الضعفاء من دون إسحاق.
العلة الرابعة:- الانقطاع. لأن شيخي محمد بن إسحاق لم يدركا أيام الصحابة جل روايتهما عن أوساط التابعين.
فالطريق الذي مداره على محمد بن إسحاق ضعيف مضطرب. والطريق الثاني منكر.
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 09:48 ص]ـ
3. (الكلام على رواية الواقدي) وله روايتان
الرواية الأولى قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس عن أبي بكر مرفوعا.
(أخرجه ابن سعد 2/ 293.292)
وهذا سند واه جدا مسلسل بالضعفاء من دون عكرمة. محمد بن عمر هو الواقدي.
قال الإمام الشافعي:-’كذاب‘
(انظر:- سير أعلام النبلاء ترجمته)
وقال الإمام أحمد بن حنبل:-’كذاب يقلب الأحاديث يلقي حديث ابن أخي الزهري على معمر ونحوذا.‘
وقال الإمام البخاري:-’سكتوا عنه ما عندي له حرف‘
وقال الإمام ابن راهويه:-’هو عندي ممن يضع الحديث‘
وقال الإمام ابن المديني:-’الواقدي يضع الحديث‘
وقال الإمام النسائي:- يضع الحديث‘
وقال الإمام الذهبي:-’واستقر الإجماع على وهن الواقدي‘
(انظر:- ميزان الاعتدال 3/ 662 - 666)
وقال الإمام الألباني:- ’كذاب‘
(انظر:- الضعيفة 4/ 13)
وشيخه إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة قال فيه الإمام أبو حاتم ’منكر الحديث‘
وقال الإمام البخاري:-’منكر الحديث‘
وقال الإمام العقيلي:-’له غير حديث لا يتابع على شيء منها‘
وقال الإمام العجلي:-’حجازي ثقة‘ وهذا غاية من التساهل كما هو معروف به رحمه الله.
وقال الإمام ابن عدي:-’هو صالح في باب الرواية‘
وقال الإمام الدارقطني:-’متروك‘
(انظر:- تهذيب التهذيب 1/ 90)
وهو إلى تركه أقرب وعلى الأقل فهو منكر الحديث.
وشيخه داود بن الحصين صدوق إلا في روايته عن عكرمة فهذه منها.
قال الإمام علي بن المديني:-’مرسل الشعبي أحب إلى من داود عن عكرمة عن ابن عباس‘.
وقال الإمام أبوداود:-’أحاديثه عن شيوخه مستقيمة وأحاديثه عن عكرمة مناكير‘
(انظر:-تهذيب التهذيب 3/ 157)
والطريق الثاني:- عن محمد بن عمر حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن جعفر بن محمد عن ابن أبي مليكة مرفوعا.
وقد عرفت ما في محمد بن عمر الواقدي وكذا شيخه أبو بكر بن عبد الله ابن أبي سبرة كذاب أيضا. قال الشيخ الألباني:- ’رموه بالواضع كما في (التقريب) وقال البوصري:-’ ... قال فيه أحمد بن حنبل وابن معين:-’ يضع الحديث‘
(انظر:- الضعيفة 4/ 154)
وهو مع ذلك معضل. لأن ابن أبي مليكة لم يدرك القصة.
ثم وجدت للواقدي شيخا آخر في هذه الرواية فلا يفرح بروايته وقد عرفت أنه كذاب يقلب الأسانيد ويضعها ومع ذلك في ذلك الإسناد بعض الضعفاء ويزيده ضعفا إعضاله.
(انظر إسناده في البداية والنهاية 5/ 267)
¥