? الكلام على الإسناد:- محمد بن إسحاق هذا ابن يسار المدني نزيل العراق صاحب السيرة اضطرب في إسناده أو اختلف عليه من ثلاثة وجوه

الأول:- روى وهب بن جرير نا أبي عن محمد بن إسحاق ثني حسين بن عبد الله

به.

الثاني:- وروى سعيد بن يحي الأموي عن أبيه عن محمد بن إسحاق عمن حدثه عن عروة عن عائشة عن أبي بكر مرفوعا. رواه المروزي في (مسند أبي

بكر- 136)

الثالث:- روى يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الرحمن بن

عبد الله بن الحصين أو محمد بن جعفر بن الزبير (على الشك) عن أبي

بكر مرفوعا منقطعا.

(رواه البيهقي انظر:- البداية والنهاية 5/ 267)

هذه الرواية الأخيرة مما اضطرب فيه شديدا كما ترى. ومحمد بن إسحاق ابن يسار وإن كان صدوقا وقد تكلم فيه من قبل حفظه ومع ذلك فهو مدلس ومن الأئمة من رمى عليه بالتشيع والقدر. ومنهم من كذبه مثل معتمر قال عن أبيه:- ’لاترو عن إسحاق فإنه كذاب‘ وكذا مالك قال فيه:- ’دجال من الدجاجلة‘ وقال أيضا:-’كذاب‘ وكذا قال الإمام الفريابي قال:-’زنديق‘ ويحي ابن سعيد قال:- ’كذاب‘.

(انظر:- الكامل لابن عدي 5/ 102 - 112)

وقد كنت قرأت أن سبب تكذيب ابن إسحاق كان بالتحامل. وكلام غيره كان بما وقع بينه وبين هشام بن عروة بسسب امرأته فاطمة بنت المنذر. وهو الصحيح لاعتماد الأئمة الذين جاءوا من بعدهم على هذا القول وكذا محمد ناصر الدين الألباني. والله أعلم.

أقوال الأئمة فيه:-

قال الإمام ابن معين فيه:- ’ثقة ليس بحجة‘

وقال الإمام شعبة:- ’صدوق‘

وقال الإمام أحمد:-’حسن الحديث وليس بحجة‘

وقال الإمام علي بن المديني:-’حديثه عندي صحيح لم أجد له إلا حديثين منكرين‘

وقال الإمام الدارقطني:- ’لايحتج به‘

وقال الإمام عبد الرحمن بن مهدي:- ’تكلم أربعة في ابن إسحاق فأما شعبة وسفيان فكانا يقولان فيه أمير المؤمنين في الحديث‘

(انظر:-الكامل لابن عدي 2/رقم 5275)

وقال الإمام يعقوب بن شيعة بن نمير:- ’إذا حدث عمن سمع منه من المعروفين فهو حسن الحديث صدوق وإنما أتى من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة‘

(انظر:-تهذيب التهذيب 9/ 39,38)

وقال الإمام الذهبي:- ’فالذي يظهر لي أن ابن إسحاق حين الحديث صالح الحال صدوق وما انفرد به ففيه نكارة فإن في حفظه شيئا ولذالك فهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث. فالله أعلم وقد استشهد به الإمام مسلم بخمسة أحاديث لابن إسحاق ذكرها في صحيحه‘.

(انظر:-الضعيفة للألباني 6/ 562)

وهذا الحديث مما أخطأ في حفظه أو دلس عن المجهولين كما ترى. وهذا الحديث مع اضطرابه الشديد ففي طرقه الثلاثة علة. وأريد أن أفصل الكلام في هذه العلل الثلاثة.

الطريق الأول:- فيه حسين بن عبد الله وهو متروك وهذه أقوال الأئمة فيه:- قال الإمام يحيى بن سعيد:-’ضعيف‘

وقال الإمام علي بن عبد الله:-’تركت حديث الحسين بن عبد الله بن عبيد الله يحدث عنه ابن عجلان وابن إسحاق. وتركه أحمد‘

وقال الإمام البخاري:-’قال قال علي تركت حديثه‘

وقال الإمام يحيى بن معين:-’ليس به بأس يكتب حديثه‘

وقال الإمام السعدي:-’حسين بن عبد الله لا يشتغل بحديثه‘

وقال الإمام النسائي:-’متروك الحديث‘

(انظر:- الكامل لابن عدي 2/ 349)

وقال الإمام أحمد:-’له أشياء منكرة‘

وقال الإمام أبوزرعة:-’ليس بقوي‘

وقال الإمام الحسن بن علي النوفلي:-’قال البخاري إنه يتهم بالزندقة‘

وقال الإمام ابن حبان:-’يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل‘

(انظر:- تهذيب التهذيب لابن حجر 2/ 296)

وقال الإمام المحدث المعلمي اليماني:-’متروك‘

(انظر:-الفوائد المجموعة ص:255)

وقال الإمام الشوكاني:-’متروك‘

(انظر:- المصدر السابق ص: 255)

وأما ما قال الإمام ابن عدي ’لم أجد له ما ينكر عليه‘ خطأ فقد وجد في أحاديثه أشياء بواطيل المتون مثلا:- ما نقله الإمام ابن الجوزي ’جارية معها مزهرها تختلف به بين القوم (الصحابة) وهي تغنيهم فلما مر النبي بهم لم يأمرهم ولم ينههم فانتهى إليها وهي تقول في غنائها ’هل علي ويحكم إن لهوت من حرج فتبسم رسول الله وقال لا حرج إن شاء الله‘ قال الإمام الدارقطني:-’تفرد به حسين عن عكرمة وتفرد به أبو أويس عنه‘

(انظر:-الموضوعات لابن الجوزي 3/ 337)

وأورده الشوكاني في ’الفوائد المجموعة‘ (ص:255) وحكم عليه بوضعه وحكم لحسين بأنه ’متروك‘. ولنكارته مثال أيضا.

(انظر:- الضعيفة 2/ 963)

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015