ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 09:49 ص]ـ

4. (الكلام على رواية ابن سعد)

? الإسناد:-قال ابن سعد أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا عمر بن ذر قال قال أبو بكر سمعت خليلي يقول:- (فذكر المتن) قلت لابن ذر ممن سمعته؟ قال سمعت أبا بكر عمر بن حفص إن شاء الله.

? الكلام على هذا الإسناد:- وهذا سند معضل وأبو بكر بن عمر بن حفص هذا قال الشيخ صالح بن حامد بن سعيد الرفاعي:- ذكر أبا بكر هذا علي بن المديني في (تسمية من روي عنه من أولاد العشرة رقم 67) في ولد عمر بن حفص بن عاصم وفي كتاب (تسمية الإخوة رقم 292) وذكره أبو داود في (تسمية الإخوة رقم 161) ثم قال عنه ’أنه لم يقف على توثيق فيه‘

(أنظر:- الأحاديث الواردة في فضائل المدينة ص: 318 - 322)

ولم أجد له ترجمة فيما عندنا من كتب الرجال. قال محقق كتاب الشمائل للترمذي سيد ابن عباس الجليمي ’أخشى أن يكون انقلب عليه الاسم وإنما هو أبو بكر بن حفص بن عمر بن سعيد أبي وقاص الثقة واسمه عبد الله‘ ثم صحح إسناده.

هذا مردود عليه لأن هذا الراوي لم يدرك أيام الصحابة. قال ابن حجر:- ’عبد الله بن حفص بن عمر بن سعيد ابن أبي وقاص الزهري أبو بكر المدني مشهور بكنيته من الخامسة‘.

(انظر:- التقريب – 171)

وقد نص في مقدمته ’أن الخامسة هي الطبقة الصغرى منهم (التابعين) الذين رأوا الواحد والاثنين ولم يثبت لبعضهم السماع من الصحابة كالأعمش‘

(انظر:- المصدر السابق – 10)

وعلى هذا أبو بكر بن عمر بن حفص هذا مجهول ومع ذلك روايته هذا منقطعة.

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 09:51 ص]ـ

5 - (الكلام على رواية عبد الرزاق)

? إسناد الحديث:- ثنا ابن جريج أخبرني أبي – وهو عبد العزيز بن جريج – عن أبي بكر مرفوعا.

? تخريج الحديث:- أخرجه عبد الرزاق (3/ 6534) وعنه أحمد (1/ 7) وابن أبي شيبة (14/ 554.553) والمرزوي (105)

? الكلام على الإسناد:- ابن جريج مدلس وقد صرح بالإخبار فزالت الدائرة عنه وأما أبوه فمجهول‘ قاله الألباني وقال الحافظ ’لين‘

(انظر:- الضعيفة 5/ 98)

قال الإمام البخاري:- ’لايتابع في حديثه‘ وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال ’لم يسمع من عائشة‘

(انظر:- تهذيب التهذيب 6/ 297)

وقال الإمام ابن حجر:- ’لين قال العجلي لم يسمع من عائشة وأخطأ خصيف فصرح بسماعه‘

(انظر:- تقريب التهذيب /214)

وهذا مع قلة روايته ضعف ومعهما لم يدرك القصة فهي منقطعة.

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 09:52 ص]ـ

هذا وقد ذكر الشيخ الألباني أن ابن زنجويه أخرج الحديث من رواية عمر مولى غفرة عن أبي بكر مرفوعا. ثم علق عليه بما يلي ’قال ابن كثير:- ’وهو منقطع من الوجه فإن عمر مولى غفرة مع ضعفه لم يدرك أيام الصديق.‘ كذا في (الجامع الكبير للسيوطي 3/ 147/ 1 - 2)

(انظر:- تحذير الساجد 12.10)

في هذا السند ثلاث علل رغم أن يدي لا تطول هذا المصدر المخرج فيه هذا الإسناد.

العلة الأولى:- عمر مولى غفرة قال الإمام ابن حجر في (التقريب) ’ابن عبد الله المدني مولى غفرة ضعيف وكان كثير الإرسال من الخامسة مات سنة خمس أو ست وأربعين. وقال ابن حبان:- يقلب الأخبار ولا يحتج به.

(انظر:- الضعيفة 6/ 30. 251)

العلة الثانية:- ’الإعضال لأن حجر ذكره في الطبقة الخامسة فإن أهل هذه الطبقة هم الذين رأوا الواحد والإثنين ولم يثبت سماع لبعضهم عن أحد من الصحابة كالأعمش كما نص في مقدمة ’التقريب‘.

العلة الثالثة:- الزيادات والمخالفة التي لم ترد في غيرها من الروايات التي وقفت عليها. الزيادة الأولى ’إخفار القبر‘ وهذا اللفظ لا يناسب السياق. والزيادة الثانية ’ذكر الخط حول الفراش‘ والزيادة الثالثة‘ احتمال علي والعباس والفضل وأهله ’أما المخالفة هي أن هذه الرواية تخبر أن الصحابة أجمعوا على ما قال أبو بكر مع ضعفه وإعضاله. ورواية ابن سعد بسند صحيح عن الحسن البصري قال:- ائتمروا أن يدفنوه في المسجد فقالت عائشة:- إن رسول الله كان واضعا رأسه في حجري إذ قال:- قاتل الله أقواما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد واجتمع رأيهم أن يدفنوه حيث قبض في بيت عائشة‘. مرسل صحيح. قال الألباني:- ’أن الصحابة أقروها على هذا الفهم ولذلك رجعوا إلى رأيها فدفنوه في بيتها.‘

(انظر:- تحذير الساجذ /28.27)

ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 09:53 ص]ـ

وخلاصة القول في هذه الأسانيد:-

أن هذه الأسانيد كلها ضعيفة ثلاثتها ضعيفة جدا مع مخالفة ابن إسحاق ونكارته. والاثنين الأخيرين إن كانا خاليين عن المتروكين لا تشد عضدها لأنها معضلان فكيف مع الضعف القريب إلى الشدة. وإسناد عمر وفيه ثلاث علل والزيادة التي لم تشهد عليها والمخالفات. فالحديث يبقى على ضعفه وقد سكت عن هذا الحديث ابن الحجر في (الفتح 1/ 697) وتكلم على إسناد عبد الرحمن المليكي الترمذي وضعفه وتكلم على إسناد حسين بن عبد الله علي ابن المديني فقال ’في إسناده بعض الضعف وحسين بن عبد الله بن العباس منكر الحديث‘ (كنز العمال 7/ 1863) وتكلم على إسناد عمر مولى غفرة ابن كثير كما تقدم وتكلم على إسناد ابن جريج فقال ’هذا منقطع من هذا الوجه فإن والد ابن جريج فيه ضعف ولم يدرك أيام الصديق‘ (كنز العمال 7/ 18761) وأشعرنا الكرماني بأنه يضعف الحديث بقوله ’وقد روي أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون‘ (الفتح 1/ 697). لأن صيغة التمريض تقتضي ذلك. فأكتف بهذا القدر. الله أعلم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015