ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 09:13 ص]ـ
الباب الثاني
دارسة أسانيد حديث "ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض"
لم يرو هذا الحديث عن أحد من الصحابة إلا أبي بكر. ولم يروه الجماعة إلا الترمذي وابن ماجه وروي عن أبي بكر من عدة طرق متصلا ومنقطعا. ولنتكلم الآن على أسانيده فنبدأ من رواية الترمذي.
1. (الكلام على رواية الترمذي)
? إسناد الحديث:-يقول الإمام الترمذي حدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعا.
? متن الحديث:- لما قبض رسول الله اختلفوا في دفنه فقال أبو بكر:- سمعت من رسول الله شيئا ما نسيته قال:- ’ما قبض الله نبيا إلا في الموضع الذي يحب أن يدفن فيه‘
? تخريج الحديث:- أخرجه الترمذي في (سننه – 1018) وأبو يعلى في (مسنده – 45) والمروزي في (مسند أبي بكر – 43) كلهم من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر عن ابن ابي مليكة به.
? الكلام على الإسناد:- هذا إسناد ضعيف جدا لأن عبد الرحمن بن أبي بكر متروك الحديث وهذه أقوال النقاد فيه:-
قال الإمام يحيى بن سعيد:- ’ضعيف الحديث‘
وقال الإمام أحمد:- ’منكر الحديث‘
وقال الإمام البخاري:- ’منكر الحديث‘ يعني متروك الحديث كما في القاعدة الثانية)
وقال الإمام النسائي:- ’متروك الحديث‘
(انظر:- الكامل في الضعفاء لابن عدي 4/ 295)
وقال الإمام البخاري أيضا:- ’ذاهب الحديث‘
وقال الإمام ابن معين:- ’ضعيف‘
(انظر:- ميزان الاعتدال 2/ 550)
وقال الإمام أبو حاتم:- ’ليس بقوي في الحديث‘
وقال الإمام ابن حراش:- ’ضعيف الحديث ليس بشيء‘
وقال الإمام ابن حبان:- ’ينفرد عن الثقات مالا يشبه حديث الإثبات‘
(انظر:- تهذيب التهذيب 6/ 132, 133)
وقال الإمام ابن عدي:-’لا يتابع في حديثه هو من جملة من يكتب حديثه‘
(انظر:- الكامل في الضعفاء 4/ 266)
وقال الإمام ابن حجر:- ’ضعيف‘ (يعني لم يوجد فيه توثيق معتبر ووجد فيه إطلاق الضعف كما في مقدمة "التقريب"
(انظر:- التقريب – 199)
وقال الشيخ ناصر الدين الألباني:- ’متروك‘
(انظر:- الضعيفة 4/ 327 ,328 ,501)
خلاصة كلام الأئمة في هذا الراوي:- ’أنه متروك‘ فقول الإمام ابن حجر رحمه الله’ضعيف‘ فيه تساهل لأن كلام الإمام البخاري وابن عدي وابن حبان وابن خراش والنسائي يفيد ’أنه متروك الحديث‘ ولذا فإنه أليق أن يوضع في الطبقة الحادية عشرة في تقسيم ابن حجر. أما قول الإما أبي حاتم ’ليس بقوي في الحديث‘ معناه أنه ضعيف. قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني:- ’فإن ثمة فرقا أيضا بين قول الحافظ:- ’ليس بالقوي‘ وقوله ’ليس بقوي‘ فهذا ينفي عنه مطلق القوة فهو يساوي قوله:- ’ضعيف‘ وليس كذلك قوله الأول ’ليس بالقوي‘ فإنه ينفي نوعا خاصا من القوة وهي قوة الحافظ الأثبات.
(انظر:- الصحيحة 2/ 28)
أما من ضعف واعتبره في الشواهد والمتابعات بقول الساجي فيه ’صدوق فيه ضعف محتمل‘ فمردود لأنه تساهل كبير. والإمام الساجي رحمه الله رحمة واسعة ليس من المعتدلين كما يفيد قول ابن حجر لأنه قال:- إذا لم يوجد فيه توثيق معتبر ووجد فيه إطلاق الضعف وإليه الإشارة بـ ’ضعيف‘ ومما يدل على نكارة عبد الرحمن ابن أبي بكر بن أبي مليكة فإنه الراوي المجروح في حديث ’اطلبوا الخير عند حسان الوجوه‘ في طريق عائشة الذي حكم عليه بالوضع. قال الإمام ابن الجوزي:-’وأما حديث عائشة ففي الطريق الأول عبد الرحمن بن أبي بكر. قال أحمد ’منكر الحديث‘ وقال البخاري ’لا يتابع في حديث وقال النسائي ’متروك الحديث‘.
(انظر:- كتاب الموضوعات 2/ 503)
وكذلك قول الترمذي عقب رواية هذا الحديث:- ’هذا حديث غريب وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي يضعف من قبل حفظه .... ‘ والإمام الترمذي معروف بالتساهل. رحمه الله.
ـ[مجاهد بن رزين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 09:46 ص]ـ
2. (الكلام على رواية ابن ماجه)
? إسناد الحديث:- حدثنا نصر بن علي الجهضمي أنبأنا وهب بن جرير نا أبي عن محمد ابن إسحاق ثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس عن أبي بكر مرفوعا.
? متن الحديث:- "ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض".
? تخريج الحديث:- أخرجه ابن ماجه في (سننه- 1628) وأبو يعلى في (مسنده – 23,22) وابن عدي في (الكامل – 3/ 760) والطبري في (تاريخه -3/ 213) كلهم من طريق محمد بن إسحاق عن حسين بن عبد الله به.
¥