و أخرجه أيضا العقيلي من نفس الطريق و قال: ليس لهذا من حديث ثابت أصل، وقد تابع هذا الشيخ معلى بن عبد الرحمن، ورواه عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس. حدثنا الصائغ عن الحسن الحلواني عنه، ومعلى عندهم يكذب، ولم يأت به ثقة عن حماد بن سلمة، ولا عن ثقة عن ثابت، وهذا الباب من الرواية فيها لين وضعف لا يعلم فيه شيء ثابت، وهكذا قال محمد بن إسماعيل البخاري [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn13) .
الطريق الثالث: أخرجه الترمذي في الجامع و العلل قال: حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا عبيدالله ابن موسى، عن عيسى بن عمر، عن السدي، عن أنس بن مالك قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فأكل معه.
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه، وقد روي من غير وجه عن أنس، وعيسى بن عمر هو كوفي، والسدي إسماعيل بن عبد الرحمن وسمع من أنس بن مالك، ورأى الحسين بن علي، وثقه شعبة وسفيان الثوري وزائدة ووثقه يحيى بن سعيد القطان [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn14) .
و قال أبو عيسى في العلل: سألت محمدا –يعني: البخاري- عن هذا الحديث فلم يعرفه من حديث السدي عن أنس، وأنكره، وجعل يتعجب منه [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn15) .
قلت: و السدي ضعفه غير واحد: قال ابن معين: في حديثه ضعف. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وقال الفلاّس عن ابن مهدي: ضعيف. قال عمر بن شبة: حدثنا أبو بكر بن خلاد قال: سمعت المعتمر بن سليمان يقول: إن بالكوفة كذابين: الكلبي والسدي. قال عبد الله بن أحمد: قلت ليحيى ابن معين: إبراهيم بن المهاجر والسدي متقاربان في الضعف. و قال عمرو بن علي: سمعت يحيى بن معين وذكر إبراهيم بن المهاجر والسدي فقال: كانا ضعيفين مهينين. و قال عباس: سمعت يحيى يقول: إبراهيم بن مهاجر وأبو يحيى القتات والسدي في حديثهم ضعف. و قال الخضر بن داود: حدثنا أحمد بن محمد قال: قلت لأبي عبد الله: السدي كيف هو؟ قال: أخبرك أن حديثه لمقارب وإنه لحسن الحديث إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به أسباط عنه، فجعل يستعظمه، قلت: ذاك إنما يرجع إلى قول السدي، فقال: من أين، وقد جعل له أسانيد، ما أدري ما ذاك [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn16) .
و فيه: عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي و إن كان ثقة من رجال الجماعة، فقد نقمت عليه أحاديث، روى الميموني عن أحمد: كان عبيد الله صاحب تخليط، حدث بأحاديث سوء، وأخرج تلك البلايا، وقد رأيته بمكة فما عرضت له، وقد استشار محدث أحمد بن حنبل في الأخذ عنه فنهاه.
و لعل بلاياه مصدرها غلوه في التشيع، قال أبو داود: كان شيعيا متحرقا. و قال الذهبي: ثقة في نفسه؛ لكنه شيعي متحرق [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn17) .
لكن تابعه مسهر كما جاء في رواية عند أبي يعلى في المسند [18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn18) و النسائي في الكبرى [19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn19) و ابن عدي في الكامل [20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn20) من طريق الحسن بن حماد قال: حدثنا مسهر بن عبد الملك، عن عيسى بن عمر، عن السدي، عن أنس بن مالك نحوه.
قال ابن عدي: وهذا من هذا الطريق ما أعلم رواه غير مسهر ولمسهر غير ما ذكرت وليس بالكثير.
و مسهر وثقه الحلواني و أبو يعلى و ابن حبان، و قال البخاري: فيه نظر، و قال النسائي: ليس بالقوي. وقال الحافظ: لين الحديث [21] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=566769#_ftn21) .
¥