2 - وجاء الحديث عنه من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو متروك مشهور الترك (انظر: تهذيب التهذيب: 1/ 210).
3 - وجاء الحديث من طريق شعيب بن أبي حمزة، واختُلف عنه:
- فرواه محمد بن حمير عنه عن عبد الله بن عمرو بن الحارث،
- ورواه ابنه بشر بن شعيب عنه عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عبد الله بن عمرو بن الحارث، فأعاد الحديثَ إلى رواية ابن أبي فروة،
ومحمد بن حمير صدوق، وتكلم فيه بعض العلماء (انظر: تهذيب التهذيب: 9/ 117)، وقد أعل الدارقطني روايته هذه فقال: «تفرد به محمد بن حمير عن شعيب بن أبي حمزة عن عبد الله بن عمرو بن الحارث عن محمود» (أطراف الغرائب: رقم 4121)، وأما بشر فثقة (انظر: تهذيب التهذيب: 1/ 395)، وللابن اختصاص بأبيه كما هو معلوم، فروايته عن أبيه هي الراجحة.
ومنه فمتابعة عبد الله بن عمرو بن الحارث إنما رواها عنه اثنان متروكان، فلا تصح هذه المتابعة بحال.
# دراسة متابعات محمود بن الربيع عن عبادة:
وهذه المتابعات ترجع إلى الخلاف على الأوزاعي، وفيما يلي تحريره:
اختلف على الأوزاعي على أربعة أوجه:
1 - فقد رواه إسماعيل بن عياش عن الأوزاعي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبادة،
2 - ورواه الحارث بن عطية عن الأوزاعي عن جسر بن الحسن عن رجاء بن حيوة عن عبادة،
3 - ورواه أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج عنه عن عمرو بن سعد عن عمرو بن شعيب عن عبادة،
4 - ورواه علي بن بكار المصيصي عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري عن الأوزاعي عن عمرو بن سعد عن رجاء بن حيوة عن عبادة،
- ورواه يزيد بن عبد الله بن رزيق عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن عمرو بن سعد عن عمرو بن شعيب ورجاء بن حيوة عن عبادة (جمع الروايتين السابقتين الثالثة والرابعة)،
5 - ورواه الحسن بن علي بن عياش عن منبه بن عثمان عن الأوزاعي عن عمرو بن سعد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن عبادة به.
6 - وقد رواه مسلمة بن علي عن الأوزاعي عن مكحول عن رجاء بن حيوة عن عبد الله بن عمرو، كما ذكر ابن حبان في المجروحين (3/ 34)، وأسنده الطبراني في الشاميين (2099، 3568).
فأما الوجه الثاني، ففيه متوكل بن محمد بن أبي سورة، لم أجد له ترجمة، وأشار إليه ابن حبان في الثقات إشارةً (9/ 198)، وشيخه متكلَّم فيه، وله أخطاء (انظر: تهذيب التهذيب: 2/ 131)، فهذا الوجه ضعيف عن الأوزاعي.
وأما رواية الوليد بن مسلم التي فيها جمع الوجهين الثالث والرابع، فتفرد بها عنه يزيد بن عبد الله بن رزيق، ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 275)، وتفرده عن الوليد بن مسلم مما لا يحتمل منه، فالوليد ثقة حافظ، وأصحابه كثر، ولم يرو عنه هذا الوجه إلا هذا المجهول، فلا يصح، بل أصحاب الوليد يختلفون عنه على وجه آخر يأتي ذكره - إن شاء الله -.
وقد أعلَّ الحافظ ابن شاهين حديثًا بتفرد يزيد هذا عن الوليد بن مسلم، كما تراه في تاريخ دمشق (65/ 261).
والوجه الخامس رواه الحسن بن علي بن عياش عن منبه بن عثمان، والحسن له ترجمة في تاريخ دمشق (13/ 311) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، فهو في حكم المجهول.
والوجه السادس منكر، فمسلمة بن علي متروك (انظر: تهذيب التهذيب: 10/ 132)، وأنكره ابن حبان عليه فقال بعد أن ذكر هذه الرواية: «وهذا خطأ من جهتين:
إنما هو عند الأوزاعي عن الزهري عن أبي هريرة هذا اللفظ بعينه،
وهو عند مكحول عن رجاء بن حيوة عن أبي نعيم عن عبادة موقوف ليس بهذا اللفظ».
فبقي الخلاف بين أبي إسحاق الفزاري وأبي المغيرة وإسماعيل بن عياش، وقد صحح البيهقي رواية أبي إسحاق وأبي المغيرة معًا بدلالة رواية الوليد بن مسلم، إلا أنه سبق أن رواية الوليد بن مسلم لا تصح من هذا الوجه، فيصار إلى الترجيح.
وأحفظ أولئك الثلاثة أبو إسحاق، بل إن أبا إسحاق نفسه تكلم في ضبط إسماعيل بن عياش.
فالوجه الراجح عن الأوزاعي: روايته عن عمرو بن سعد عن رجاء بن حيوة عن عبادة به مرفوعًا، ويأتي وجهٌ آخر عن رجاء بن حيوة، ثم الراجح منهما - إن شاء الله تعالى -.
# دراسة الوجه الثاني عن مكحول: الرواية عنه عن محمود بن الربيع عن أبي نعيم عن عبادة بن الصامت:
وقد سبق الوجه الأول، وهو رواية ابن إسحاق.
والوجه الثاني هذا رواه الوليد بن عتبة عن الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز وغير واحد عن مكحول به،
¥